شبكة قدس الإخبارية

المقاومة للاحتلال: "لا تعبثوا على الحدود فلن نقف مكتوفي الأيدي"

هدى عامر

غزة- خاص قُدس الإخبارية: عاودت الحدود الشرقية لقطاع غزة الاشتعال مرة أخرى بعد فترات من الهدوء السائد مؤخرًا، إلا أن أنباء هذا الصباح النارية لم تبقِ الوضع السائد قائمًا، فبين "قذائف هاون" المقاومة تجاه دوريات الاحتلال على الحدود وبين قصف الاحتلال لمواقع بغزة، كيف يمكن قراءة الحالة الأمنية هناك وما هي رسائل المقاومة؟.

الاحتلال أعلن أن عدة مواقع تابعة لجيشه متاخمة لقطاع غزة تعرضت للقصف بقذائف الهاون وتفجير عبوات ناسفة خلال عدة ساعات منذ صباح اليوم، حيث أعلن جيش الاحتلال تعرض دورية تابعة له شرق حي الشجاعية شرق غزة لقصف بقذيفة هاون، بعد تعرض دورية تابعة له لقذيفة هاون آخرى جنوب القطاع صباح اليوم، كما تعرض موقع “ناحل عوز” شرق غزة للقصف بقذيفة هاون أطلقتها المقاومة في غزة، وأن جيش الاحتلال رد على مصدر النيران بقصف مدفعي.

فيما لا يبدو أن الوضع على الحدود الشرقية للقطاع أكثر هدوءًا، فقد  استهدف الاحتلال موقعا للمقاومة برفح بالقصف المدفعي، إضافة إلى تدمير برجين للمراقبة على الحدود الشرقية والجنوبية لقطاع غزة، كما أطلقت قذيفتين تجاه موقعاً قرب مكب النفايات قرب موقع صوفا، وفي ساعات الظهيرة عاودت قصف برج للمقاومة قرب مصنع العصير في حي الشجاعية شرق القطاع.

وحول قراءة الاشتباكات الحدودية، يقول المحلل السياسي عيد مصلح إن تحركات الاحتلال على الحدود الشرقية للقطاع بدأت منذ نحو أسبوعين بجلب قوات الاحتلال لوحدات هندسية تابعة لها إضافة إلى قوات الحفر بعد اكتشاف نفق شرق رفح جنوب القطاع، مخترقة الحدود الفاصلة، هو ما دفع المقاومة للرد على الاختراق.

ويضيف مصلح لـ قُدس الإخبارية، أن المقاومة أرادت من ردها أن تعلم الاحتلال أن دخول الآليات يشكل خطرًا على جنوده خاصة وأن الاحتلال لا يعلم تحديدًا مصدر إطلاق النيران التي تصيبه، كما لا يمكن تحديد الوجهة التي سيتلقون منها قذيفة الهاون فيما لو تقدموا أكثر وهو ما سيدفع الاحتلال للتراجع والانسحاب.

على صعيد آخر، أكثر سياسية وأمنية، يوضح أن المقاومة ترى في تواجد دوريات الاحتلال الهندسية على حدود غزة الشرقية خطرًا على الأنفاق، وهي بكل الأحوال لا يمكن أن تضحي بجهد المقاومة، فيما الاحتلال يحاول جاهدًا التعريج على اكتشاف نفق رفح للوصول إلى مآرب أخرى مماثلة.

ويعتبر مصلح، أن ما يجري هو حرب أدمغة لمحافظة كل طرف على سلاح الاستراتيجي ونقاط قوته، مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية في غزة أوصلت رسالتها للاحتلال بأنها لن تسمح بالنيل من جهدها في الأنفاق الحدودية التي فشلت سلطات الاحتلال بالوصول له حتى بعد عامين من العدوان الأخير على غزة، وهي مضطرة للرد على مصدر التهديد وعلى إطلاق النار بالمثيل، وأن المقاومة رشيدة ومتوازنة وتعلم تمامًا كيفية الرد.

أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، فيرى أن تجاوزات الاحتلال على الحدود الشرقية مع غزة هي محاولة لاستفزاز المقاومة، لكن المقاومة تحاول جاهدة ضبط النفس بذكاء قاطعة على الاحتلال كل محاولات الانجرار لتصعيد قد يبرره الاحتلال بمزاعم اعتداء المقاومة.

ويفسّر الصواف في حديثه لـ قُدس الإخبارية، انتشار قوات الاحتلال ودورياته على الحدود الشرقية للقطاع بأنها طريقة الاحتلال المراوغة في التعدي، إضافة إلى محاولات حكومة الاحتلال تطمين جبهتها الداخلية بأنها تنظر بمتابعة إلى الحدود التي باتت تشكل الخطر الأكبر على الاحتلال ومستوطنيه، وهو ما يفسره زيارة نتنياهو ويعلون للحدود أول أمس.

في المقابل، فان المقاومة الفلسطينية ترسل رسائل هامة للاحتلال تقول فيها إنها" لن تقف مكتوفة الأيدي" حيال كل التجاوزات التي يتخطاها الاحتلال والاختراقات المتواصلة وشبه اليومية للحدود، كما أنها تبعث برسالتها للاحتلال تتضمن تهديدًا " لا تعبث على الحدود مع غزة" فهذه سيادة المقاومة، بحسب الصوّاف.

بطبيعة الحال، فان الاشتباكات النارية بين الاحتلال والمقاومة لن تشكّل قاعدة لتصعيد أكبر لأن الحالة الأمنية للطرفين لا تسمح بذلك، وهما بالفعل غير معنيان بالتصعيد والتوصل إلى حرب جديدة، ومن المتوقع أن تعود الأوضاع إلى سابق عهدها قبل شهر على الأقل مع الالتزام بالهدوء الحذر، بحسب المحللين.