شبكة قدس الإخبارية

كيف وقع نتنياهو في الفخ؟

يحيى اليعقوبي

فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: ملف جنود الاحتلال الأسرى لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أحد أعقد الملفات التي تؤرق قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي العسكرية والسياسية وخصوصا رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو".

فبعد انتهاء معركة العصف المأكول في 26 آب/ أغسطس 2014م يحاول الاحتلال التعتيم الكامل على ملف مفقوديه خلال المعركة لأطول فترة ممكنة لإرسال رسائل للقسام أن ما تملكه لا يهمه ولا يعنيه شيئا بهدف تحقيق تنازلات خلال مرحلة التفاوض المستقبلية في الملف.

فيما كانت القسام تضغط على العقل الإسرائيلي من خلال رسائل وعلامات استفهام أرسلتهم عبر ملصقات و النصب التذكارية وبعض التصريحات المقتضبة، تحرك المياه الراكدة.

الاحتلال من جانبه يريد سلك كافة المسارات السابقة والتي اعتاد عليها  قبل الجلوس على طاولة المفاوضات على غرار ما فعله  بالمماطلة في قضية الجندي الأسير "جلعاد شاليط" ومحاولة جمع المعلومات بكافة الطرق.

نتنياهو بحسب تصريح القسام لم يقم حقيقة بأي وسيلة تفاوض غير مباشرة للحصول على معلومات بشأن جنوده لدى المقاومة، وأنه الشخص الوحيد الذي يريد طمس الملف لأطول فترة ممكنة، فهو يدرك أن فتح الملف يعني حدوث انهيارات في قياداتهم السياسية والعسكرية، في ظل ما تملكه المقاومة من كنز.

البعض انتقد الصورة التي نشرها القسام، لكنها في جوهرها خطوة ذكية لأن الكتائب تدرك أن القيادتين السياسية والعسكرية للاحتلال تمنعان تداول القضية وهناك تعتيم كامل على الملف في الإعلام الإسرائيلي من خلال الرقابة العسكرية، كما ان الاحتلال لا يعرف مصير المفقودين، فهي رسالة موجهة للضغط على العقل الإسرائيلي الذي يحاول الفرار من الحقيقة التي لا بد لها الا وأن تتكشف.

نشر الصورة لا يعني تقديم معلومات، ربما هناك رمز في الصورة فقط يعرفه القسام والجيش الإسرائيلي وذلك يزيد الارتباك ويقلل حالة اليقين، ربما  الرمز في أسماء هؤلاء الأسرى: الضابط أرون شاؤول،. الضابط هدار جولدن، الجندي أبراهام منغيستو، الجندي هاشم بدوي السيد.

لكن ما أرده القسام تحقق، بعد تصريح نتنياهو ردًا على سؤال وجهه أحد الصحفيين له بشأن الجنود المفقودين والإسرائيلي "أباراهام منغستو"، فقال إن هناك جهودًا تبذل بهذا السياق، وأنه عقد لقاءات بهذا الخصوص قبل أيام، وتلقى بلاغًا مهمًا عن ذلك، دون الإفصاح عن فحواه.

تحقق ما أراد القسام في عدة أهداف بعد أن وقع نتنياهو في فخ كبير، فظهر اليوم بعد أن كذبته الكتائب وأكدت عدم حدوث أي شيء بملف الأسرى رجل يراوغ شعبه وعائلات المفقودين، ويماطل ويخدعهم ولم يبذل أي جهد، وبالتالي سيضطر خلال الفتلة المقبلة مرغما للبدء بفتح الملف والتفاوض غير المباشر، والبدء بدفع الثمن.

نتنياهو قال  خلال جلسة حكومته الأسبوعية: "إن إسرائيل تنتظر من الأسرة الدولية أن تحث حماس على إعادة المواطنين"، مؤكدًا أن حكومته تعمل كل ما بوسعها لإعادتهم".

كذلك ينتظر الأسرى الفلسطينيون ما وعدتهم به المقاومة بعد العصف المأكول بتبييض السجون، ليعودوا إلى عائلاتهم بعد سنوات من الظلم خلف القضبان.