شبكة قدس الإخبارية

حماة الوطن "ابو ديس"

حذيفة جاموس

قد يكون اسم "حماة الوطن" كبيرًا جدًا على ما سأكتب، ولكنهم هم فكرة ثورية إن عُممت ستصبح بالفعل "حماة الوطن"، فهي فكرة مستمرة منذ الانتفاضه الأولى حتى يومنا هذا ، وشهدت بلدة ابوديس مواجهات ليليه عنيفة جدًا وارتقى عدد من الشهداء كان منهم الشهيد مروان حلبيه في الانتفاضة الثانية ، وأعداد كبيرة ممن اعتقلوا على خلفية ما يحصل أثناء الاقتحامات الليلة، وساعدت فكرة "حماة الوطن" ببساطتها على أن تبقي البلدة على خارطة الاشتباك في الانتفاضة الحالية وما سبقها !

الساعه العاشرة مساءً بالتوقيت الشتوي في شهر كانون الأول، حيث بدأت درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيا مع مرور الدقائق، نار مشتعله ضحكة هنا ابتسامه هناك، هذا يروي موقف طريف وذلك يحكي ذكرى قديمة أو قصة تاريخية، ثم يبدأ نقاش سياسي بلهجة من الطرافة وروح النكتة، تفرغ الشوارع والمقاهي روادها وهم يجتمعون حول تلك النار.

ليس مهم عددهم المهم فقط فكرة انهم يعملون على التصدي ولو لساعات او لدقائق لقوات الاحتلال وبابسط الوسائل ليعلم المحتل انه لن يستطيع اخماد شعله الثورة او تفريغها من مضمونها .

عدد من الدوريات من قبل الشبان يراقبون معسكر قوات الاحتلال في في جبل ابو كامل، يقول أحد الشبان " نعرف كامل تحركاتهم وعدد القوات الموجود ، ونستطيع توقع أن كان الاحتلال سيقتحم البلدة أم لا "

شفاه تلهج بالتسبيح والدعاء و وايدي تحضر الزجاجات الحارقة، وآخر يعطي التعليمات لأفضل اشتباك حيث تكون الغلبة في صف الشبان العزل واستذكار لاقتحامات سابقة وأقرب الطرق للانسحاب وأسهلها.

الساعه تمضي ببطء شديد، وبرد شديد يسري بين الضلوع، يتبارز الشباب في اشعال نار لعلها تدفئهم وهم ينتظرون أي تحر ، نعم هم في خطر ومعرضون للشهادة أو الاعتقال والإصابه ولكنك ترى الابتسامة مرسومة على وجوه .

أسلحتهم بسيطة جدًا. ولكنها عن اإمان عميق بأن دورهم هو حماية بلدتهم وأن الوقت الذي يمضونه بعيًدا عن الدفء وعن الراحة هو فداءً لفلسطين.

الساعة أصبحت الثالثة فجرًا تأتي سيارة أحد الشبان يعلم حماة الوطن بتحرك قوات الاحتلال باتجاه البلدة من معسكرهم، تحرك الشبان باتجاه كمائنهم بالزجاجات الحارقة أو زجاجات الدهان، الأكواع اليدوية الصنع!

والحكاية لم تنتهِ بعد!