شبكة قدس الإخبارية

هل تندلع الانتفاضة الجديدة غدًا؟

مصطفى بدر

تعالت الأصوات هذا العام بوتيرةٍ أقوى من الأعوام الماضية داعيةً لخيارٍ فلسطينيٍ, أصبح الخيار الوحيد المتاح من وجهة نظر الكثيرين, وهو اندلاع انتفاضةٍ ثالثة. والذي جاء نتيجةً لانعدام آفاق الحلّ السياسي للقضية الفلسطينية, وتردّي الوضع الاقتصادي, واستمرار الانقسام, إضافةً لتضخّم وتيرة الاستيطان وخاصةً في القدس, وما يأتيه من تبعاتٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعيةٍ, وكذلك الهجمات المتكرّرة للمستوطنين على السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم, والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى المبارك والتي أصبحت روتيناً شبه يوميّ يستفز مشاعر المسلمين حول العالم, لكن دون أن يحرّك أحدٌ منهم ساكناً.

ورغم توفر الأسباب لكن العديد من الظروف منعت اندلاع الانتفاضة الثالثة كلما دعى إليها النشطاء, ومع اقتراب الذكرى الـ13 لانتفاضة الأقصى نشر “ائتلاف شباب الانتفاضة – فلسطين” على صفحتهم على الفيسبوك واليوتيوب بيانهم الأول الذي يظهر فيه الناطق الرسمي باسم الإئتلاف “يونس أبو عيطة” وهو يقرأ البيان الأول للائتلاف, والذي استهلّه بـ: (انتصاراً للأقصى... نعم للوحدة الوطنية... وتصعيداً للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال...) ليتضّح المكتوب من عنوانه, ولتوضع الأهداف الأساسية التي يريدها شباب الائتلاف من هذه الانتفاضة بشكلٍ علنيٍ وواضحٍ ومباشر.

الناطق باسم ائتلاف شباب الانتفاضة

بادر الائتلاف كما ذكر في بيانه الأول إلى الدعوة لاشعال الانتفاضة الثالثة غدا الجمعة, ونشر على صفحته على الفيسبوك جدولاً يحدد فيه موعد المواجهات المرتقبة يوم الجمعة في 14 موقعاً موزعاً على 9 محافظاتٍ في الضفة والقطاع والقدس المحتلة.

وفي مقابلةٍ حصريةٍ مع شبكة قدس قبل أيام قال مسؤول صفحة الائتلاف على الفيسبوك بأنهم جمعٌ من الشبّان الذين يريدون تصحيح البوصلة باتجاه العدو الموحّد, ويريدون تجميع شتات الشعب الفلسطيني من جديد على خيار المقاومة الشعبية, والمتفق عليها من الجميع, وفي بيان آخر منشورٍ لهم أمس أوضحوا أنهم تجمّعٌ شبابيٌ مفتوح لكافة أبناء فلسطين الذين آمنوا بأن القضية تستحق العمل, وأن الانتفاضة هي الخيار الوحيد على حد تعبيرهم, وأن هذه التجمّع الشبابي تغيب عنه المصالح الشخصية والحزبية كما أوضح البيان.

جمعة الأقصى

وقال مدير صفحة الائتلاف لشبكة قدس عن توقعاتهم بشأن المشاركة الشعبية, بأنهم يأملون استجابةً ومشاركةً واسعة, وعند سؤالنا لهم عن إن كانوا يتوقعون أن تمنعهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من التوجه لمناطق التماس مع الاحتلال, قالوا بأن ذلك متوقعٌ أيضاً, ولكنهم جاهزون.

هذا ويذكر أن متابعي صفحة الائتلاف بلغوا أكثر من 18 ألف شخص على الفيسبوك خلال 5 أيامٍ فقط من تأسيس الصفحة في 21 سبتمبر, حيث تعرضُ منشوراتٍ بمضامين مختلفة أغلبها تحفيزيٌ ووطني, إضافةً لبعض المنشورات الإرشادية مثل طريقة صنع زجاجة “المولتوف” الحارقة, وأمورٌ تتعلق بفعاليات وأحداث جمعة الأقصى المرتقبة غداً.

001

وتبقى إجابة السؤال المرتقب من الجميع: (بكرا انتفاضة جديدة؟) حتى الآن غير واضحة, فرغم تصريح الائتلاف لشبكة قدس بأن هناك تنسيقاً مع الفصائل المختلفة حول جمعة الأقصى, وأن جمعة الأقصى لن تكون سوى البداية, إلا أن عدم نجاح المحاولات السابقة لإشعال فتيل الانتفاضة تبقى واقعاً يستحق الدراسة والوقوف وراء أسبابه. وحتى نعرف إجابة السؤال ليس علينا إلا أن ننتظر 24 ساعةً أخرى.