شبكة قدس الإخبارية

المُطارد الحاضر في الانتفاضات والجنائز وفرحة استقبال الأسرى

000_Nic6363776

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: في كل هبة وانتفاضة وقرب جثمان الشهيد واعتصام أسير، يحضر الرجل الذي تطارده الأجهزة الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال منذ أكثر من 30 سنة، تهتف الجماهير باسم محمد الضيف الذي لا نملك له سوى بضعة صور قديمة وكلمات قليلة.

"حط السيف قبال السيف… إحنا رجال محمد الضيف"، تحول هذا الهتاف إلى ما يشبه "النشيد الوطني" ترتفع به أصوات الفلسطينيين في المواجهات ومسيرات تشييع الشهداء وعند اشتداد عدوان الاحتلال، كأنهم يطلبون به نصرة قائد اعتادوا أن يكون قريباً منهم، رغم سنوات الاختفاء الطويلة عن العيون.

قبل 27 عاماً خرج الضيف في شريط مصور ليعلن عن أسر كتائب القسام للجندي "نحشون فاكسمان"، ومنذ ذلك الحين بقي على عهده مع الأسرى، ولم تنقطع عمليات ومحاولات خطف الجنود والمستوطنين لإنجاز عمليات تبادل، ويوم أمس وجهت والدة الأسير ناصر أبو حميد الذي يغرق في غيبوبة داخل مستشفى إسرائيلي بعد أن أنهك الإهمال الطبي جسده، مناشدة للضيف كي يسعى للإفراج عن نجلها الذي حرمها الاحتلال منه لأكثر من 20 سنة.

تقول المصادر التاريخية إن الضيف زار الضفة في بداية التسعينات وشارك في بناء خلايا المقاومة، في الزمن الذي كانت لا تملك فيه سوى بضعة قطع من السلاح، واليوم بعد التطور النوعي الذي وصلت له المقاومة بفضل تضحيات الشهداء، فرض الضيف معادلة جديدة على الاحتلال بالشراكة مع فصائل المقاومة، وهي أن العدوان على القدس والأقصى يعني حرباً مفتوحة في المنطقة.

في أيار/ مايو الماضي، أطلق أهالي القدس وحي الشيخ جراح المهددين بالترحيل من بيوتهم صرخة لقائد المقاومة، وصلت الصرخة وأصدرت المقاومة إنذارها للاحتلال بالكف عن عدوانه، ثم فتحت معركة أطلقت عليها اسم "سيف القدس"، أجبرت الاحتلال على التراجع عن ترحيل حي الشيخ جراح واعترف قادة سياسيون وعسكريون ومحللون إسرائيليون، أن المقاومة فرضت عقيدة ربط الضفة والقدس مع غزة، بعد سنوات من عمليات الحصار بهدف قطع الترابط بين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم.

في عدوان صيف 2014، فقد الضيف زوجته وطفله بعد أن قصف طيران الاحتلال بناية بهدف اغتيال المطارد الذي اعتاد أن يخرج في كل مرة من تحت الركام ويواصل المسيرة، كان أطفال وفتية القدس يهتفون باسمه في المواجهات التي اشتعلت في كل القدس والضفة.

لم يكن الهتاف لمحمد الضيف وليد المرحلة الحالية بل في بداية الانتفاضة الثانية، هتفت الجماهير "يا محمد ضيف يا حبيب فجر فجر تل أبيب"، مطالبين كتائب القسام بالرد على جرائم الاحتلال بالعمليات الاستشهادية.

يقول العارفون بالضيف إنه صاحب "نفس طويل وصبر شديد"، وهو ما مكنه من الوصول بالمقاومة إلى هذه المرحلة التي صارت فيها أملاً لكل فلسطين، وفي شبابه كان مولعاً بالعمل المسرحي والفني حتى أصبح اليوم يتسيد مسرح العمل العسكري المقاوم في فلسطين.

 

#محمد الضيف