شبكة قدس الإخبارية

الاعتداء على الأسيرات يفجر الأوضاع في السجون

88de5b6d5a07bb2ae4469940d8904908-1616255378
شيرين نافع

أسيراتنا في خطر وأسيراتنا خط أحمر، كلمات ترددت على مسامعنا خلال الأيام الماضية ونداءات استغاثة من الأسيرات وأهاليهن والنشطاء، لإنقاذ الأسيرات من الهجمة المسعورة من قبل إدارة السجون على الأسيرات.

يعرف الاحتلال حتماً أن للمرأة في مجتمعاتنا خصوصية واحتراماً كبيراً، لذلك فقد استهدفت قوات الاحتلال النساء بالاعتقالات منذ احتلال فلسطين حيث بلغ عدد من تم اعتقالهنّ 16 ألف امرأة فلسطينية، بينما بلغ عدد المعتقلات منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 نحو 2500 امرأة، منهنّ 34 أسيرة حالياً يعانين ظروفاً غير إنسانية في سجون الاحتلال.

ممارسات تنكيلية لا تحترم خصوصية المرأة

ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الأسيرات لمثل تلك الممارسات والعقوبات من قبل السجان، ولكن هذه المرة هناك حالة من الاستقواء والاستفراد فعلياً على نساء عزّل لا حول لهنّ ولا قوة، وهذا ما قاله شقيق أسير قام بزيارته في سجن ايشل حيث نقل عن شقيقه الأسير المعتقل منذ سبعة عشر عاماً: "أن الظروف داخل السجون جداً متوترة بشكل كبير، ولأول مرة في تاريخ السجون نصل لهذه الحال من الذل والهوان والقهر عندما نرى الأسيرات تُنتهك حرماتهم وتُكشف رؤوسهم فلا حول ولا قوة إلا بالله".

ممارسات الاحتلال القمعية بحق الأسيرات لم تبدأ هذه الأيام فقط، بل منذ أشهر حين منعت عنهنّ الزيارات بعد عملية نفق الحرية وحين تنصّلت عن اتفاقها مع الأسرى بعد إضراب الأسرى عام 2019 حيث كان الاتفاق بتركيب هواتف في أقسام النساء للاتصال بالأهالي ونقل الأسيرات من سجن دامون إلى معتقل آخر وهذا ما لم يتم.

ما حدث خلال الأيام الماضية، من قطع للكهرباء أقسام الأسيرات وإخراجهنّ بالقوة من الغرف، والاعتداء عليهنّ بالضرب وشدّ الشعر مما أدى إلى ظهور الكدمات في الجسم والإصابات الطفيفة بالإضافة لنزع الحجاب وعزل ممثلات الأسيرات هو تجاوز للخطوط الحمراء بالتعامل مع الأسيرات، ومخالفة واضحة وعلى مرأى العالم لجميع اتفاقيات حقوق الإنسان في العالم.

فعلياً فقد اعتاد الاحتلال على التنكيل بالأسيرات وقمعهنّ، تقول الأسيرة المحررة سوزان عويوي، "في شهر رمضان عام 2017 حدثت حالة من قاسية من القمع، بحق أسيرات في سجن الدامون وقد سمعت روايات مرعبة من بعض الأسيرات اللواتي تعرضن لهذا الاعتداء، حيث تم عزل عدد كبير منهنّ، ومنعت الكانتينا عن الأسيرات، حتى الطعام الذي كان يدخل لهنّ كان بكميات قليلة جداً، ورغم كل ما تعرضت له الأسيرات حينها إلا أنه لم يعلم أحد بما جرى إلا بعد انتهاء مرور وقت طويل لهذه الأحداث".

وقد سمعت شخصياً من الأسيرة المحررة أحلام التميمي عن العديد من حوادث الاعتداء على الأسيرات، وإحدى تلك المواقف عندما حدثت عملية طعن أثناء انتفاضة الأقصى، فجاءت السجانات للانتقام منها، وبطريقة جنونية قمن بالاعتداء عليها بالضرب وسحلها من الغرفة حتى ساحة السجن حتى نزفت الدماء منها، وموقف آخر عندما قامت بأداء خطبة الجمعة بالأسيرات في ساحة السجن فعزلتها الإدارة لمدة شهر كامل!!

سجن الدامون سيء السمعة

يقع سجن الدامون الذي تم الاعتداء على الأسيرات المعتقلات فيه، شمال فلسطين في مدينة حيفا، وتأسس هذا السجن أثناء الاحتلال البريطاني لفلسطين كمستودع للدخان بسبب الرطوبة العالية والبرودة الشديدة في الشتاء، وفي العام 1948 حول الكيان الصهيوني المستودع إلى سجن، ولأن البنية التحتية رديئة جداً، جاء أمر بإغلاقه إلا أنه بعد انتفاضة الأقصى وازدياد أعداد الأسرى أعيد افتتاح السجن حيث يتسع ل 500 أسير، وفي عام 2018 تم فتح قسم خاص بالأسيرات.

غضب وتصعيد وانتقام في السجون

ما أن وصل لمسامع الأسرى في سجون الاحتلال خبر تعرض الأسيرات لهذه الهجمة المسعورة ، حتى أعلنت الحركة الأسيرة أن أي مساس بالأسيرات سيؤدي إلى تفجير الأوضاع داخل السجون وخارجها ، و أعلنت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس غلق باب الحوار مع إدارة سجون الاحتلال بعد الاعتداء السافر على الأسيرات في سجن الدامون ، وهنا أعادت إدارة السجون الأسيرات المعزولات في الجلمة ومجدو إلى عزل الدامون وتلاها عملية طعن بطولية لضابط بسجن نفحة قام بها الأسير يوسف المبحوح ،وكانت هذه العملية رسالة واضحة لإدارة السجون أن الأسيرات خط أحمر والمساس بهنّ لن يمر مرور.

على أثر عملية الطعن، ساد توتر في السجون وانقطع الاتصال مع الأسرى في نفحة وقامت إدارة السجون بعزل قيادات للحركة الأسيرة كنوع من الضغط والانتقام من الأسرى.

حتى لحظة كتابة هذا التقرير لا زال التوتر والتصعيد سيد الموقف، خاصة بعد ورود أنباء عن قمع قوات الاحتلال للأسرى في سجن نفحة وتوارد أنباء عن عدم استلامهم لأي وجبة طعام منذ الاعتداء عليهم مساء يوم الإثنين حسب ما ذكر مكتب إعلام الأسرى.

الأسيرات يطالبن بحماية دولية

حولت إدارة سجون الاحتلال قسم الأسيرات في سجن الدامون إلى قسم للعزل، ومنعت الأسيرات من الخروج إلى ساحة الفورة، وأعلنت ثلاث أسيرات بالإضراب المفتوح عن الطعام، وستنضم إليهن باقي الأسيرات على مراحل، ومع كل هذه التطورات الخطيرة طالبت الأسيرات بتشكيل لجنة تحقيق دولية مختصة للوقوف على جريمة التنكيل بهنّ والاعتداء عليهم.

مطالبات بالتحرك لحماية الأسرى

أثبتت التجربة داخل سجون الاحتلال أن لا انجازات تحققها الحركة الأسيرة إلى بضريبة عالية وتضحيات من الحركة الأسيرة نفسها لكن هذا لا يعفي الجميع من القيام بواجبه تجاه الأسرى، ومن هنا ارتفعت العديد من الأصوات وبالذات من أهالي الأسرى والأسيرات، تطالب الجهات الرسمية ومؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات المرأة والشارع الفلسطيني والعربي، بالتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ الأسرى

#الأسرى #الأسيرات