شبكة قدس الإخبارية

في ذكرى انطلاقتها الـ 34.. أبرز المحطات في تاريخ حركة حماس

163948660476752000
نداء بسومي

رام الله – خاص قدس الإخبارية: في مثل هذا اليوم قبل 34 عامًا، في 14 ديسمبر 1987، وزعت حركة حماس بيانها التأسيسي الأول لتعلن تدشين تنظيم جديد في العمل الفصائلي الفلسطيني بطابع إسلامي، ومنذ تلك اللحظة وحتى اليوم، واجهت حماس منعطفات وتحولات استراتيجية وتكتيكية عدة في ضوء التفاعل مع القضية الفلسطينية والمسارات التي سلكتها الحركة سياسيًا وعسكريًا. 

في 18 أغسطس، أصدرت الحركة ميثاقها الأول، والذي كتبه أحد مؤسسي الحركة السبعة عبد الفتاح دوخان، ونصّ على مبادئها وثوابتها العامة، وأبرزها سعيها لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر عن طريق المقاومة العسكرية المسلَّحة، ومن دون تفريط أو تنازل عن جزء من فلسطين، ورفض الاعتراف بـ"إسرائيل".

الانتفاضة الأولى

يُعتبر الشيخ أحمد ياسين المؤسسَ الأول للحركة، وأبرز قادتها التاريخيين، وتعود إليه المسؤولية عن اتخاذ قرار الانتقال إلى العمل العسكري المقاوم، والمشاركة الفاعلة في إطلاق شرارة انتفاضة الحجارة عام 1987، والذي اعتُقل عام 1983 على خلفية تشكيله خلايا مسلّحة نفّذت عمليات عسكرية ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، وحُكم عليه بالسجن 13 عاماً، وأُطلق سراحه في عملية تبادل للأسرى عام 1985.

في أعقاب ذلك أنشأت الحركة أول جهاز أمني/عسكري عام 1985، عُرف باسم "منظمة الجهاد والدعوة"، وبالتوازي مع هذا الجهاز قرّر الشيخ ياسين تشكيل جهاز عسكري، اسمه "المجاهدون الفلسطينيون"، وتولّى رئاسته الشهيد صلاح شحادة ونفّذ الجهاز أبرز عملياته عام 1989، عبر أسر جنديين إسرائيليين. 

برزت مع ذلك شخصيات قيادية للحركة خلال الانتفاضة الأولى، وهم صلاح شحادة وعبد العزيز الرنتيسي وعيسى النشار ومحمد شمعة وإبراهيم اليازوري، بالإضافة للشخصيات الميدانية والعسكرية التي برزت لاحقًا.

ومن الكوادر التي برزت حينها: إبراهيم المقادمة، وعبد الرحمن تمراز، وأحمد الملح ومحمد شهاب وبسبب ضعف الخبرة الأمنية في حينه، تمكّن الاحتلال من تفكيك الخلايا واعتقالها، ومصادرة السلاح الذي تمّ جمعه، وفي عام 1989 حاول الاحتلال توجيه ضربة بليغة، تنظيمياً وعسكرياً، فبعد أسرها الجنديين أدّت إلى كشف غالبية البنى الحركية واعتقال معظم أعضائها، ومنها التنظيم الأمني "مجد"، والتنظيم العسكري "المجاهدون الفلسطينيون".

ولكن، تمكّنت الحركة من التغلّب على الضربات العسكرية والتنظيمية، التي وُجِّهت إليها حيث شكّل الشهيد ياسر النمروطي خلايا عسكرية جديدة، حملت اسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، عام 1992، إذ يُعتبر النمروطي القائد العام الأول لـ"القسّام"، لكنه استُشهد في هذا العام خلال اشتباك عسكري، وخلفه الشهيد جميل وادي.

تمكّنت كوادر عسكرية تابعة لحماس عام 1992 من الانتقال إلى الضفة، مثل محمد الضيف، والشهيد عماد عقل، وشكّل هؤلاء خلايا مع القيادات العسكرية في الضفة، مثل الشهداء عادل عوض الله ويحيى عياش وعدنان مرعي وعلي عاصي. 

ونفّذت الخلايا عمليات عسكرية نوعية وقوية، أبرزها عملية أسر جندي الاحتلال نسيم توليدانو، والتي أُبعد في إثرها ما يقرب من 450 كادرًا وقياديًا من الحركة إلى مخيم مرج الزهور في جنوبي لبنان، الأمر الذي يُعتبر أحد التحديات الصعبة في تاريخ الحركة، لكنها تغلّبت عليه، وعاد المبعَدون خلال عام بعد أن رفضوا التوجه إلى الجنوب اللبناني، وأنشأوا مخيَّمًا مؤقّتاً هناك.

ومع توقيع منظمة التحرير وحركة فتح ممثلة بزعيمها آنذاك ياسر عرفات اتفاقية أوسلو، أعلنت الحركة رفضها القاطع لاتفاقية أوسلو لتنضم إلى الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، لتبدأ بذلك رحلة الخلاف السياسي في المنهاج معها.

انتفاضة الأقصى: وداع المؤسس

مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 برزت الحركة بصورة أكبر عبر ذراعها العسكري الذي نفذ سلسلة طويلة من العمليات الاستشهادية، التي كانت تأخذ طابعًا تفجيريًا يستهدف المستوطنين وجنود الاحتلال عبر الاستشهاديين والأحزمة الناسفة.

وفي عام 2004 اغتال الاحتلال قائدها أحمد ياسين تبعها بعدة أسابيع اغتيال القائد الجديد للحركة عبد العزيز الرنتيسي، الذي أعلن أن الطريق سيكون عبر "البندقية" فور توليه منصبه، في أعقاب ذلك تعرضت الحركة لمزيد من التضييق.

وخلال هذه الانتفاضة تمكنت الحركة من ابتكار أول صاروخ فلسطيني عبر ذراعها العسكري، وطورت من أدواتها العسكرية مع بقية فصائل المقاومة لينسحب الاحتلال عام 2005 من القطاع، ويشكل ذلك مرحلة جديدة في عمل الحركة.

سلسلة حروب

 مع توالي أعمال المقاومة، وتطوير إمكاناتها، تعرضت الحركة لضربة قوية من الاحتلال عام 2008، أدت لاغتيال قيادات بارزة مثل الشهيدين سعيد صيام ونزار ريان، وقد هدفت الحرب إلى استرجاع الجندي الأسير جلعاد شاليط الذي أسر في يونيو 2006 في أول عملية أسر نفذت بعد توليها للحكم، غير أن الحرب انتهت دون سقوطها ودون استرجاع الجندي شاليط، وهو ما دفع الاحتلال للانخراط في مفاوضات غير مباشرة لإبرام صفقة تبادل.

وفي عام 2011، نجحت مصر في إبرام صفقة تبادل انتهت باسترجاع الجندي شاليط مقابل 1050 أسيرا وأسيرة، تبعتها حرب عام 2012 التي شهدت قصف المقاومة وكتائب القسام لتل أبيب لأول مرة في تاريخ الصراع بصواريخ بعيدة المدى، فيما اغتال الاحتلال أحد أبرز قادتها العسكريين أحمد الجعبري.

في أعقاب ذلك، خاضت المقاومة عام 2014 معركة جديدة تمكنت فيها من قصف تل أبيب والقدس وحيفا المحتلة، لتدشن مرحلة جديدة في الصراع، عدا عن أسر 4 جنود إسرائيليين وقعوا في قبضتها خلال هذه المواجهة التي شهدت توغلاً بريًا إسرائيليًا.

ولم ينتهِ الأمر عند اتفاق إطلاق النار المبرم في الحروب الثلاثة الرئيسة، بل خاضت الحركة عبر ذراعها العسكري جولة محدودة من التصعيد كانت الأولى في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2018، أمطرت فيها مع فصائل المقاومة المدن المحتلة بعشرات الصواريخ، نتيجة لعملية تسلل قامت بها وحدات "سيريت متكال" داخل القطاع نجحت في إفشالها، وفك تفاصيلها.

 

سيف القدس: للمقاومة ما بعدها

من خلف ظله، أصدر القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف تهديدًا علنيًا للاحتلال في حال استمر في اعتداءاته على المسجد الأقصى والقدس وحي الشيخ جراح في مايو\ أيار 2021، وقد أكد على تهديده لاحقًا الناطق العسكري باسم القسام "أبو عبيدة"، حين أمهل العدو ساعتين ليتراجع عن انتهاكاته، قبل أن تدك الصواريخ المستوطنات في مدينة القدس المحتلة. 

هذه الحرب الجديدة، التي خاضتها الحركة إلى جانب فصائل المقاومة الشريكة لها أطلقت عليها اسم "سيف القدس" دفاعًا عن القدس والأقصى لتدشن مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال، وفيها أمطرت المدن المحتلة بأكثر من 4 آلاف صاروخ ركزت فيها على قصف تل أبيب.

وشهدت هذه المعركة تطورًا لافتًا في أداء المقاومة العسكري عبر حجم الصواريخ وتراكم القوى العسكرية، وحضور أسلحة جديدة مثل الطائرات المسيرة والحرب السيبرانية، وتطوير صواريخ قادرة على تغطية فلسطين المحتلة مثل صاروخ عياش 250. 

وخلال "سيف القدس"، استطاعت المقاومة فرض معادلة "غزة- القدس"، وأكدت فيها أنها لن تنأى بنفسها عن العاصمة المقدسة، بينما يستمر الحديث خلف أروقة السياسة والعسكر الآن عن ماهية صفقة التبادل القادمة، بالتزامن مع اتجاه الأنظار إلى خطوة الحركة التالية، وقد أعلنت مؤخرًا عن "نفاذ صبرها" من الحصار الإسرائيلي وتلكؤ الوسيط المصري في ذلك. 

#حماس #شهداء #مقاومة #تفجير #احتلال #عمليات #سلاح #محمد_الضيف #كتائب_القسام #أحمد_ياسين