شبكة قدس الإخبارية

تقرير بعد إغلاق مبنى الإدارة.. من يقف خلف رفع أسعار المأكولات والمشروبات في جامعة بيرزيت؟ 

b84a4675-ffe0-41a8-8176-f20511dfb289 (1)

رام الله المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: أغلقت الأطر الطلابية في جامعة بيرزيت مبنى الإدارة، اليوم الخميس 4 نوفمبر 2021، احتجاجًا على عدم استجابة الإدارة لمطالبها بعد 23 يوما من الاعتصام، والمتمثلة بتضمين "كشك" خاصة للحركة الطلابية داخل مبنى المجمع "الكافتيريا الرئيسية" يعود ريعه لصالح أبناء الأسرى والشهداء والطلبة المحتاجين، بالإضافة لارتفاع أسعار المأكولات والمشروبات بشكل غير مسبوق، بحسب توصيف عدد من قيادات الحركة الطلابية والطلاب تحدثوا لـ "شبكة قدس".

حاولت "شبكة قدس" الوقوف على الأسباب التي تقف وراء ارتفاع الأسعار، وتبيّن لها أن الكافتيريا المركزية أو المعروف طلابيًا باسم "المجمع" قد تم تضمينها لصالح مطعم "مرمية" الذي يملكه محمد زملط، على أن تكون مدة العقد 10 سنوات، فيما يوجد داخل الكافتيريا قرابة 13 مطعماً، وتشكل أسعار المشروبات والطعام نقطة اعتراض لدى الحركة الطلابية.

رفض زملط الإفصاح عن قيمة الضمان، كما ورفض الحديث عن قيمة استئجار بعض الشركات أو المطاعم لديه داخل المجمع، كـ"فانيلا" مثلا، وقال "هذا بزنس، ولا أحد يكشف عن البزنس الخاص به، لكن أنا توجهت إلى جامعة بيرزيت كطالب سابق لديه انتماء لها وليس كمستثمر، والأسعار تراعي الجميع، هناك بعض أنواع القهوة بـ 2 شاقل، وآخر بـ 5 شاقل". فيما يؤكد ثلاثة من ممثلي الكتل الطلابية في جامعة بيرزيت، وهم إسماعيل البرغوثي عن الكتلة الإسلامية ورأفت سويطي عن الشبيبة الفتحاوية ومحمد الفقهاء عن القطب الطلابي، على أن الأسعار لا تناسب الطلبة وشكلت صدمة بالنسبة لهم، على سبيل المثال "الشاي البارد" يصل سعره إلى 15 شاقلاً والقهوة بـ "10 شواقل" والوجبات تتجاوز مبلغ 20 شاقلاً وهو ما يعزز الطبقية بين الطلبة.

ويؤكد زملط في حديثه مع "شبكة قدس" على أنه مالك المكان بعد استئجاره، وهو يديره ويختار من يمنحه إيجارا داخله، وقد أشار للنقطة ذاتها حمزة عقل مالك شركة فانيلا إحدى المطاعم الموجودة داخل مجمع جامعة بيرزيت، موضحا أنهم كشركة قاموا بالتوقيع مع الجهة التي تدير المجمع، مطعم مرمية ومالكه محمد زملط، رافضا الكشف عن قيمة الإيجار السنوي للمساحة الصغيرة التي يشغلونها في المجمع، مكتفيا بالقول "أستطيع أن أقول لكم إننا ندفع إيجارا أعلى من الموجود في مدينة رام الله والمتعارف عليه في البلد".

لكن مصادر خاصة كشفت لـ "شبكة قدس" أن قيمة الإيجار الذي تدفعه فانيلا سنويا لـ زملط هو 40 ألف دولار أي حوالي 132 ألف شاقل، وبذلك تكون قيمة الإيجار الشهري 11 ألف شاقل. مع الإشارة إلى أن فانيلا مستأجر من بين 13 مستأجرا في المجمع، إذ تشير المصادر ذاتها إلى أن ما يجنيه مطعم ميرمية من الإيجارات من مختلف المستأجرين يصل إلى 45.5 ألف دولار شهريا، أي 150 ألف شاقل في الشهر، وهذا يعني عمليا 546 ألف دولار سنويا (1.8 مليون شاقل سنويا فقط مردود الاستئجارات). وهذا هو السبب وراء ارتفاع الأسعار وفق المصادر.

لكن عقل من شركة فانيلاً أكد على أنهم بعيدون عن المشهد، وأنهم ليسوا طرفاً فيه وأن الإشكالية القائمة هي بين الحركات الطلابية وإدارة الجامعة. الأمر ذاته شدد عليه زملط، الذي قال إن الأزمة بين الطلبة والجامعة، وفي حال قررت الأخيرة منحهم مكانا في المجمع، "فأنا بكل تأكيد سأطالب بتغيير قيمة العقد معها"، رافضا الكشف عن حقيقته، لكنه استدرك موضحا "المبلغ الذي دفعناه كبير، لكنني لا أستطيع الإفصاح عنه، لأن الجامعة ستأتي وتقول لي إذا كنت ترى أنه مبلغ كبير فلماذا وافقت عليه".

ويؤكد سامح أبو عواد من نقابة العاملين في جامعة بيرزيت  لـ "شبكة قدس" أن "المجمع يعزز الطبقية داخل الجامعة ويجب إبقاؤه كما كان، أو إعادة تأميمه وجعل ريعه لصالح العاملين والطلاب"، مشيراً إلى أن إدارة الجامعة رفضت في أكثر من قضية الإفصاح عن القضايا المالية بما في ذلك الشق المتعلق بالأزمة المالية.

وأوضح أبو عواد أن النقابة ترى ما حدث في قضية تضمين المجمع كان خاطئاً، ويخالف الأسس التي تقوم عليها بيرزيت تاريخياً، فالجامعة مؤسسة معرفية وليست مؤسسة إنتاج مالي.

وفي الوقت الذي رفض فيه زملط الإفصاح عن قيمة عقد التضمين، وشركة فانيلا عن قيمة عقد الاستئجار، رفض غسان الخطيب نائب رئيس جامعة بيرزيت للتنمية والاتصال التعليق على الأمر وعلى الأزمة الحادثة في الجامعة، وقال "هذه قضايا تحلّ داخل الجامعة فقط".

 

 

#اقتصاد #بيرزيت #أسعار #جامعة_بيرزيت #ارتفاع_الأسعار