شبكة قدس الإخبارية

الكاتب الصحفي معز كراجة لـ"قدس": لا يوجد نظام سياسي فلسطيني بل مجموعة متنفذين

878.JPG

 

رام الله المحتلة - خاص قدس الإخبارية: علّق الكاتب الصحفي معز كراجة على قطع الصندوق القومي مخصصات بعض الفصائل اليسارية بأن السبب الأساسي لما يحدث لليسار الفلسطيني منذ اتفاقية أوسلو هو الفشل في تشكيل حالة معارضة حقيقية، واتخاذه مواقفا يمكن تسميتها بـ"المعارضة السلبية" وذلك بعد أن بدأت اتفاقيات أوسلو تطبق على أرض الواقع.

وقال كراجة عبر برنامج المسار الذي تبثه "شبكة قدس" إن اليسار اتخذ موقفا مقاطعا لأوسلو لكنه لم يتخذ خطوات وبرامج حقيقية لإفشاله، وجاءت الانتفاضة الثانية بمثابة إعلان رسمي عن فشل السلطة كرافعة، وبعد ذلك جاءت الانتخابات وشارك قوى اليسار تحت شعار "محاربة المشروع من داخله" وهو ما سقط بمعناه السياسي، لأن أوسلو حي وموجود وأخذ نهجا سياسيا وأمنيا جديدا، ومنذ 2006 وحتى اليوم لم تحاول قوى اليسار انتهاج معارضة جدية لمشروع أوسلو، الذي أصبح ثقافة.

ويرى كراجة أنه لا يوجد حالياً نظام سياسي فلسطيني، وإنما هناك مُتحكم بمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وحركة فتح والقرار السياسي والموارد الاقتصادية، ولا يوجد عمل هيكلي مؤسسي، ومنظمة التحرير تمت مصادرتها بالكامل من السلطة التي صودرت أيضا من مجموعة متنفذين في حركة فتح، بحيث لا يمكن اليوم الحديث عن نظام سياسي فلسطيني.

وشدد كراجة على أن هناك علاقة عضوية بين واقع اليسار وواقع القضية ككل وهو ما ينطبق على حركة فتح وحماس وكل الأحزاب، وإذا لم يتغير الواقع السياسي والتنظيمي للأحزاب ككل لن يتغير واقع القضية الوطنية، والمسألة لم تعد تخص وجود تراجع أو ترهل أو أزمة، مشيرا إلى أن هذه توصيفات مخادعة ومضللة لأننا في أزمة وجودية كشعب فلسطيني.

واعتبر كراجة أنه عند الحديث عن إحياء المنظمة، يجب الإشارة إلى وجود نهجين: الأول يعتبر أننا نعيش في إطار بناء دولة ومؤسسات دولة، ويمعن في الركض وراء المجتمع الدولي وانتظار الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ونهج آخر يقول إن هذا المسار انتهى وبالتالي يجب تجاوزه لأننا في سياق استعماري. مضيفا: لا يمكن إحياء المنظمة بدون حسم النقاش بين هذين الخيارين.

وتابع قائلا: "نحن بحاجة إلى العمل الجماهيري في الميدان ومحاربة أوسلو ثقافيا واجتماعيا وسياسيا في الشارع، واليسار فشل في هذه المهمة، وتجاوز الأزمة الوطنية لا يمكن أن يتم بشكل فردي وإنما بمسؤولية كل أحزاب المعارضة، لأن ما نحن فيه أكبر بكثير من حدود وطاقة حزب بعينه.