شبكة قدس الإخبارية

من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة.. ماذا تريد السُلطة الفلسطينية؟

file_2021-10-09_132908

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: ناقش برنامج المسار الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية، في حلقته الجديدة، خطاب الرئيس محمود عباس الأخير في الأمم المتحدة، وطرحه لحل الدولة الواحدة.

وقال أحمد عطاونة مدير مركز رؤية للتنمية السياسية، إنه يستبعد جدية الطرح القائم حول الدولة الواحدة، لأنه لم يأت ضمن مؤسسة سياسية فلسطينية ولا ضمن حوار فصائلي وطني، ولا في إطار توافق وطني، ولا كمخرج من مخرجات حوار وطني أو توافق فلسطيني، وإنما جاء في إطار العجز السياسي الفلسطيني خاصة الرسمي و انغلاق أفق التسوية السياسية.

وأضاف: الطرح هذا جاء في إطار البحث عن بدائل بشكل غير متزن وغير متماسك، وهو يعبر عن حالة من التيه السياسي.

ويرى عطاونة، أن فكرة الدولة الواحدة لها أشكال متعددة، هناك مجموعة من الطروحات، واحدة منها تحرير فلسطيني والثانية العيش في إسرائيل على أنها دولة تستوعب الفلسطينيين، وآخرون يتحدثون عن دولة ثنائية القومية، والرئيس لم يطرح شيئا بالخصوص، وإنما جاء في إطار اليأس من المسار السياسي.

وبحسب عطاونة، فإن المشكلة ليست بموضوع الاعتراف، وغنما لدينا في الواقع الفلسطيني مشكلة مركبة، أحد عناصرها أنه ليس هناك برنامج وطني متفق عليه ولا حتى رؤية وطنية متفق عليها بالحد الأدنى، وتاريخيا الشعب الفلسطيني لديه أزمة خانقة في القيادة الفلسطينية التي لا تستطيع التعبير عن صموده التاريخي، وأزمة أخرى على مستوى الأدوات، فمن غير المتفهم الحديث عن بدائل بعد تجريد السلطة نفسها من كامل أوراق القوة.

وقال: طريقة قيادة المشهد السياسي الفلسطيني قادت إلى مستوى عال من الضعف، لحين الحديث عن مسارات سياسية فارغة المضمون.

وأضاف: اتفاقيات أوسلو، كبلت القيادة السياسية الفلسطينية والمكونات السياسية والاجتماعية الفلسطينية، وحقيقة ما يحتاجه الفلسطينيون في الواقع هو الصمود والاستمرار في النضال.

 

ويرى مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، أن خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة يعكس حالة من العجز واليأس، وهو تعبير عن إصرار القيادة الفلسطينية الراهنة على عدم ولوج أي طرق أخرى والاكتفاء بالتلويح بالخيارات التي لم يعرها الاحتلال أي أهمية.

وقال: هكذا خيار يحتاج إلى حوار فلسطيني عميق، ولم يأت في سياق استعدادات نضالية وكفاحية. مضيفا: الحديث عن الدولة الواحدة، حديث قديم جديد في إطار منظمة التحرير والسلطة. 

وأردف الرنتاوي: من يتحدثون عن خيار الدولة الواحدة هم أنفسهم من تقدموا بطلب قرض من إسرائيل وطلبوا لقاء شاكيد ولا زالوا يراهنون ويستجدون فرص استئناف المفاوضات رغم الرفض الإسرائيلي لأي مسار سياسي مع الفلسطينيين بما فيه حل الدولة الواحدة.

وبحسب الرنتاوي، فنحن "وفي كل الحالات إلى شق مسار سياسي جديد والمؤسسة الفلسطينية غير مؤهلة وغير قادرة وليست لديها الرغبة ولا القدرة على شق هذا الطريق".

ويرى، أن المسار الوحيد الذي نراه على الأرض هو مسار إجراءات بناء الثقة في الضفة والتهدئة المستدامة في قطاع غزة، وهذه هي اللعبة الوحيدة على الطاولة الآن.

من جانبه، يرى رئيس دائرة العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال شوبكي، إن الإشكالية تكمن في أن السلطة والقيادة الفلسطينية السياسية، لا توجد لديها أي رؤية حقيقية بما يتعلق بفكرة الدولة الواحدة.

وأضاف: ما جرى هو ظن متوهم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه في موقع يمكنه من اختيار البدائل، والسؤال ما هي الأدوات التي نمتلكها حتى نقرر. 

وقال: السلطة الفلسطينية بنيت لتكون محكومة من الاحتلال والمجتمع الدولي، وبإمكانهما فرض قيادات على هذه السلطة.

وأضاف: كثير من تصريحات عباس في الفترة الأخيرة كانت انفعالية وليس بالضرورة أن تعبر عن رؤية جديدة، وهناك إدراك أن الوضع الحالي هو الوضع النهائي لما يمكن أن تؤول إليه مخرجات أوسلو.

وبحسب شوبكي، فإن فلسفة حركة حماس مختلفة عن فلسفة منظمة التحرير، فهي وبعض الفضائل مثل الجهاد الإسلامي، ترى بأن استمرارية الصرع في مرحلته الحالية هو الهدف المعقود، أي عدم السماح لإسرائيل بإنهاء الصراع بالطريقة التي تريدها. 

وقال: الفصائل التي رفضت مشروع التسوية السياسية أكثر قدرة للتعامل مع مستجدات الواقع من القيادة الفلسطينية التي قبلت بالتسوية على أساس حل الدولتين.

وأضاف: السلطة الفلسطينية ببنيتها الحالية هي عبء على الحركة الوطنية الفلسطينية، والحركات الفلسطينية بما فيها حماس ليست في حال تحسد عليه.