شبكة قدس الإخبارية

في ذكرى انطلاقتها الـ 34.. ماذا أضافت حركة الجهاد الإسلامي للمشهد الفلسطيني؟

9g0cE
نداء بسومي

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: مجموعات متفرقة، بدأت بعملياتٍ ضد الاحتلال الإسرائيلي قبل الانتفاضة الأولى، قبل أن تتوحد جهودهم وتنتظم تحت راية حركة إسلامية، بزغت شمس انطلاقتها مع انتفاضة الحجارة عام 1987، تحت اسم "حركة الجهاد الإسلامي"، التحقت فور تحوّرها التنظيمي بصفوف المقاومة الفلسطينية.

اليوم، وبعد 34 عامًا من انطلاقتها الجهادية، تتسع رقعة "الجهاد الإسلامي" في الضفة الغربية وقطاع غزة، والشتات الفلسطيني، بمكاتبها السياسية وبـ "سرايا القدس" ذراعها العسكري، فكيف أثرت الحركة الواقع الفلسطيني خلال ما يزيد عن ثلاثة عقود من انطلاقتها؟

إضافة نوعية للمقاومة الفلسطينية

في حديثه لـ" شبكة قدس"، يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن حركة الجهاد أسهمت إلى جانب قوى المقاومة الاخرى في انفجار الانتفاضة الفلسطينية، وأن الحركة أضافت في انطلاقتها للعامل الوطني العام، سواء على المستوى الثقافي والتربوي أو المستوى العسكري والمسلح.

ويوضح أن "الجهاد" كانت حاضرة بمجموعاتها وخلاياها الأولى قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث نفذت عددًا من العمليات قبل الانتفاضة، أشهرها عملية الهروب الكبير من سجن غزة المركزي، وتنفيذ الأسرى المنتزعين حريتهم حينها عددً من العمليات لشهورٍ عدة.

ويقرأ عرابي في تأسيس الحركة دورًا في دفع بقية الإسلاميين- لا سيما الجسم الإسلامي الكبير ممثلاً بجماعة الإخوان المسلمين- للانخراط في المقاومة المباشرة للاحتلال الإسرائيلي، وذلك حينما تبلور "الإخوان" في فلسطين، في صورة حركة المقاومة الإسلامية حماس، مستدركًا، "قد لا تكون الجهاد هي العامل الوحيد، ولكن بالتأكيد تنافس الإسلاميين في ذلك الوقت على صعيد خطاب مقاومة الاحتلال ساهم في تطوير مشاريع المقاومة وفي دفعها إلى الأمام."

وبحسب الكاتب عرابي، فعلى الرغم من "محدودية" الامتدادات الجماهيرية للحركة، إلا أن فعلها العسكري كان كبيرًا جدًا، وقد اتضح الأمر بشكل كبير إبّان الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إضافة إلى امتلاك الجهاد الإسلامي بنية عسكرية جيدة داخل قطاع غزة، ما ساهم في تعظيم قدرات قوى المقاومة الفلسطينية في مواجهة مشاريع سياسة أخرى موجودة في الساحة الفلسطينية.

"خلقت حركة الجهاد توازنًا كبيرًا إزاء مواجهة الاحتلال، وحينما تكثر صفوف المقاومة، تتعدد الخيارات بين الفصائل، وتكامل بعضها"، يقول عرابي.

من جانبه، يرى المحلل السياسي حسن لافي أن حركة الجهاد الإسلامي استطاعت أن تضع بصمة حقيقية تجاه الفعل المقاوم النوعي، بدءًا من معركة السكاكين وصولاً إلى الكورنيت ومعارك جنين البطولية في انتفاضة الأقصى.

ويتابع لافي في حديثه لـ"شبكة قدس": "واليوم، ترتبط "سرايا القدس" -الجناح العسكري للحركة- ارتباطًا وثيقًا بالمقاومة، وفي قدرة الشعب الفلسطيني على تحقيق بعض الانتصارات المهمة على طريق هزيمة الاحتلال الصهيوني من خلال تكاتف العمل العسكري لفصائل المقاومة."

وتاريخيًا، كانت سرايا القدس أول فصائل المقاومة الفلسطينية التي أدخلت العمليات الاستشهادية بواسطة المتفجرات إلى قاموس المقاومة الفلسطينية، من خلال عملية الشهيد أنور عزيز في قطاع غزة عام 1993، ألحقتها بإضافة "العمليات الاستشهادية المزدوجة" إلى مفردات النضال الفلسطيني، وذلك في عملية بيت ليد عام 1995، والتي أسفرت عن مقتل 19 جنديًا إسرائيليًا وجرح 62 آخرين.

محاولاتُ إصلاح البيت الفلسطيني

"منذ انطلاقتها استطاعت حركة الجهاد الإسلامي المواءمة بين البعد الوطني والإسلامي في النضال الفلسطيني، وحلت المعضلة التي تميز الحالة الفلسطينية في ذلك الوقت بأنها تجعل من الوطنيين وحدهم هم من يتصدرون المشهد بعيدًا عن البعد الإسلامي، فهي دمجت ما بين فلسطين والإسلام في خيار المقاومة"، يصفُ لافي

ويقول المحلل السياسي: حتى على المستوى الفكري والثقافي، تمارس "الجهاد" دورًا كبيرًا في محاربة ما يسمى ”كي الوعي“ الفلسطيني والعربي تجاه التطبيع، وهذا واضح جدًا في أبجديات هذه الحركة وتصريحات قادتها، إذ أنها تعتبر التطبيع ”تجريم وكفر سياسي“.

وفي الساحة الداخلية الفلسطينية، يعتبر لافي الحركة ضابطًا مهمًا في ميزان الوحدة الوطنية والتنسيق بين أطياف الحركات الفلسطينية كافة، موضحًا، "لذلك كان لها دورٌ مهمٌ جدًا في فترات الانقسام الفلسطيني، وتلطيف الأجواء والوساطة والتخفيف من شدته."

في المقابل، يعتقد المحلل السياسي طلال عوكل أن الجهاد الإسلامي وغيرها من الفصائل لم تنجح في أن تشكل طرفًا ثالثا فاعل في الأحداث الكبرى خصوصا في موضوع الانقسام، مضيفًا، "لم تنجح الجهاد والفصائل لا منفردة ولا سوية في أن تفرض على حركتي فتح وحماس سلوكًا أو رؤية مختلفة تغير واقع الفلسطينيين."

مميزات الحركة الثلاثة

يشير عوكل في حديث لـ "شبكة قدس" أن الحركة تميزت بثلاث نقاطٍ دون سواها في الساحة الفلسطينية، "فهي أولاً حركة سياسية إسلامية وطنية فلسطينية، وليست جزءًا من مشروع أوسع من فلسطين، وبالتالي أهدافها فلسطينية بحتة وهو تحرير الأرض الفلسطينية."

ويردف أن الميزة الثانية للحركة تتمثل في كونها "جهادية بامتياز، بمعنى أنها تنظيم يمارس العمل الكفاحي والعمل الشعبي"، ويختتم عوكل في أنها ليست لديها أية اتجاهات سلطوية، وهو ما ميزها ثالثًا، "حيث لا تسعى لأن تكون جزءًا من أي سلطة، وإنما حركة تذهب باتجاه تحرير كل فلسطين".

#فلسطين #سرايا القدس #الجهاد الإسلامي #المقاومة #الشقاقي