شبكة قدس الإخبارية

"تعاونية البحر إلنا".. أول استراحة خضراء صديقة للبيئة في غزة 

244118296_613517559777516_6961085364325434058_n
هديل الغرباوي

غزة - خاص قُدس الإخبارية:  في محاولة لتجاوز النمط التقليدي للاستراحات الموجودة على شاطئ بحر غزة، وللحفاظ على البيئة ولتعزيز الثقافة البيئية بإعادة تدوير النفايات الصلبة من خلال الأعمال الفنية؛ قام الشاب علي مهنا ومن وسبعة من أصدقائه بتأسيس أول استراحة في قطاع غزة صديقة للبيئة على بحر غزة.

وأطلق الشبان على استراحتهم اسم "تعاونية البحر إلنا"، والتي تقع في منطقة الشيخ عجلين جنوب غربيّ مدينة غزة، وتحتوي هذه الاستراحة على مكتبة ومسرح وملاعب ترفيهية ومطعم أسماك شهير قيد الإنشاء، وقاعة للفعاليات، ومساحات مفتوحة تمكن روادها من تنظيم أو ممارسة أنشطة متنوعة، الأمر الذي شجع الكثير من المؤسسات والنوادي لعقد اتفاقيات رحلات خلال فصل الصيف.

يقول علي مهنا الممثل والمخرج المسرحي ومدير استراحة "تعاونية البحر إلنا": قمنا بتأسيس هذه الاستراحة لزيادة الوعي لدى الناس بأهمية إعادة تدوير النفايات الصلبة بدلا من رميها، حيث استخدمنا حوالي 300 طن من النفايات الصلبة لبناء الاستراحة، وتمكنا من الحصول عليها بالتعاون مع بلدية غزة وبتمويل من مؤسسة القطان والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون SDC، والأهالي الذين قدروا فكرة الاستراحة وأهميتها في تحفيز الناس على الحفاظ على الشاطئ".

إعادة تدوير

وقال مهنا: "أعدنا تدوير أبواب الثلاجات والغسالات التالفة  والسلال البلاستيكية وأحجار الطرق، و أعمدة خشبية متهالكة أو غير مستخدمة، وإطارات سيارات وشاحنات مختلفة، والتي استخدمناها بطريقة فنية وجذابة لتزيين الاستراحة".

توجه فريق "شبكة قدس" إلى استراحة تعاونية البحر إلنا التي تعج بالألوان والرسومات، ومضمونها يحث العامة على ضرورة إعادة تدوير النفايات الصلبة، حيث تزينت الجدران بلوحات بلاستيكية وقطع من الملابس وقطع خشبية وحجرية صغيرة ، أما المقاعد فقد صنعت من الإطارات المستعملة.

ولم يغفل أصحاب الاستراحة عن وضع بعض الحيوانات الأليفة لخلق نوع من التوازن الطبيعي في المكان فبدت كما لو أنها محمية طبيعية تضم بين جوانبها العديد من الكائنات ورموز الطبيعة وبقايا أدوات استخدمها الإنسان.

يرتدي على مهنا وفريقه لباس الأطباء، حيث يطلق على نفسه لقب "طبيب البحر" وأضاف ساخرا : "مش لازم أكون دكتور بني آدمين.. ممكن أكون دكتور للبحر.. دكتور للمجتمع اللي بيعاني من كثير أمراض”. 

وجاء هذا اللباس، لأنهم يقومون بالحفاظ على نظافة البحر وتوعية الناس بضرورة الحفاظ على البيئة البحرية، و يوظفون الفن لتعزيز الوعي بمخاطر النفايات الصلبة، وضرورة الاهتمام به، باعتباره المتنفس الوحيد لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع المحاصر، والذي عانى في الآونة الأخيرة من التلوث بالمياه العادمة  والقاذورات ومخلفات الآلة العسكرية الإسرائيلية".

الحفاظ على البيئة

وتقول هناك الغول، واحدة من أعضاء فريق تعاونية البحر إلنا: "نعتمد داخل استراحتنا أسلوب المقايضة  فالزائر يمدنا بالنفايات الصلبة مقابل رسوم الدخول والاستجمام داخل الاستراحة، والاستفادة من الخدمات لا يعتمد على المردود المالي، بل الحصول على نفايات صلبة، أو إطارات سيارات، أو عبوات المشروبات الغازية المعدنية، أو التطوع لتنفيذ الأنشطة المجتمعية على شاطئ بحر غزة، كما أننا واجهنا العديد من الصعوبات خلال فترة إقامة مشروعنا وتتمثل في فجوة  التمويل والنظرة المجتمعية السائدة للبيئة.

تستكمل الغول حديثها لـ "شبكة قدس": "هناك جانب أدبي ثقافي نضطلع به إذ نحاول تدوين قصص جميع النساء اللواتي يزرن الاستراحة من أجل توثيقها في كتاب، مضيفة أن الشابات ينفتحن عليها عندما يكنّ بمفردهن ويروين حكايات مذهلة، كما يمكن لأي شاب أو امرأة التطوع للعمل في الاستراحة ونحن نسعى للتطور والتوسع، وأيضا قمنا بتقديم عروض مسرحية لإرسال رسائل توعوية بضرورة الحفاظ على نظافة الشاطئ".

صديقة للبيئة

حنين السماك وهي أم لأربعة أطفال إحدى رواد الورشات التدريبية التي تعقدها استراحة البحر إلنا، تقول لـ "شبكة قدس": "بعد أن تعلمت كيف يمكننا إعادة استخدام الأشياء التي كنت أتخلص منها في السابق، أعدت استخدام المروحة وحولتها إلى أباجورة للإنارة، العبوات والأواني  أعدت استخدامها وحولتها إلى مزهريات لوضع الزهور وهكذا".

كما وخصصت حنين السماك،  أحد أركان منزلها لجمع الأشياء المستخدمة أو التالفة لإحضارها إلى مهنا بهدف إعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى. وأردفت: “بالنسبة لي هاي سعادة”.

رئيس بلدية غزة د. يحيى السراج أكد على أهمية المبادرات المجتمعية في تعزيز مشاركة المجتمع في الحفاظ على النظافة، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الصحة والبيئة، وتوسيع مشاركة فئات المجتمع المختلفة في الأنشطة والفعاليات التي ترتقي بالمدينة وتحافظ على نظافتها.

وقال السراج لـ "شبكة قدس": "إن بلدية غزة تولي أهمية كبيرة للمبادرات المجتمعية وتدعمها في سبيل تحقيق مشاركة من فئات المجتمع المختلفة، موضحاً أن البلدية دعمت أكثر من 70 مبادرة مختلفة خلال العامين الماضيين ومنذ تسلم المجلس البلدي الحالي لمهامه".


 

#غزة #بحر #تلوث