شبكة قدس الإخبارية

بعد تهديد إقليم لفتح بمقاطعة الحكومة.. ما هي جدوى تقسيم الخليل لأربع محافظات؟

image1024x768
مالك الجعبري

الخليل - خاص قدس الإخبارية: أصدر إقليم حركة فتح شمال الخليل مساء الأربعاء الماضي بيانًا أشار فيه لمقاطعته مجلس الوزراء حال عدم إصدارهم قرارًا بتصنيف شمال الخليل - محافظة مستقلة، مهددين بالذهاب نحو خطوات احتجاجية أخرى حال عدم التعاطي مع مطالب الإقليم.

مطلع شهر كانون أول من عام 2013 قدم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السابق صائب عريقات مقترحًا لتقسيم الخليل - أربع محافظات وذلك بعد تشاوره مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وأعضاء المجلس الثوري وأمناء سر الأقاليم الحركية ورفع عريقات حينها توصية للرئيس كان الرد عليها أن المقترح سيحال للدراسة، فيما ترى أقاليم فتح بالخليل أن "الدراسة لم تنته للآن منذ ثماني سنوات".

الدوافع والمبررات

"استحداث ثلاث محافظات جديدة في الخليل، يأتي لتلبية احتياجات أبناء أكبر محافظات الوطن من نواحي التنمية والبناء الإداري والتحسن الخدماتي لمعيشتهم، وهذا ما دفع أقاليم حركة فتح لهذا الطلب" حسبما يؤكد نائب أمين سر إقليم الحركة في يطا، محمد أبو زهرة خلال حديثه لـ "شبكة قدس".

وأكد أنهم اجتمعوا مع قيادات السلطة وحركة فتح وبينوا لهم ضرورة استحداث الهياكل الإدارية (مناطق جنوب شرق الخليل، يطا وهي أكبر المدن مساحة، ودورا جنوب الخليل ثانيًا، وإقليم الشمال حلحول) حتى تصبح محافظات مستقلة.

ويرى أبو زهرة أن تطبيق هذا المطلب يؤدي لتقوية السلطة وأجهزتها الأمنية التي بات دورها متراجعًا إثر "التحديات الكبيرة" التي يواجهونها جراء تزايد عدد سكان المحافظة، وأن المناطق المهمشة في جنوب الخليل من حقها أن تصبح ضمن محافظة مستقلة حتى تواجه تحديات التهميش والاستيطان، مبينًا أن هذا المطلب لا ينعكس سلبًا على مدينة الخليل وإرثها التاريخي ولا يقلل من قيمتها، فيما لم يفصح أبو زهرة عن أسماء القيادات السياسية التي تدعم مطلبهم.

ويقول أمين سر إقليم فتح في يطا نبيل أبو قبيط لـ "شبكة قدس": إن المساحات الواسعة لمدينة يطا تعاني من نقص في الخدمات والمشاريع والبنية التحتية، ومن عدم دعم صمودهم ضد الاستيطان، ومن حاجة شوارعها للتعبيد والصرف الصحي وحل مشكلة مديريات الوزارات القليلة، ومكاتب الأمن التي يبلغ عدد عناصرها 15، لذلك يجب أن تكون يطا محافظة أسوة بباقي المحافظات، كون عدد سكانها كمدينة أكبر من محافظات أخرى، لم يذكر اسمها أبو قبيطة.

ويضيف أمين سر إقليم يطا بأن جسلةً عُقدت مع إسماعيل جبر، مستشار الرئيس عباس الأسبوع الماضي، إذ حمل توصيات الإقليم للرئيس وبدوره أوعز الأخير لمجلس الوزراء بعقد جلسة بالخليل؛ لبحث قضايا مدينتهم وحلّ إشكالياتها مشيرًا لأهمية قيام الحكومة بواجباتها تجاه مناطق يطا ومحيطها باعتبارها مهمشة تمامًا حسب تعبيره، واستنكر أبو قبيطة في سياق حديثه تراخي مجلس الوزراء السابق في التعاطي مع القرار الذي يقضي باعتبار يطا محافظة مستقلة.

تواصلت "شبكة قدس" مع أمين سر إقليم فتح شمال الخليل، هاني جعارة الذي رفض بدوره الإجابة على أسئلتنا، قائلًا: "هناك حديث حاليًا مع الحكومة بالموضوع، وهي ذاهبة بالسياق الإيجابي ولا أريد التعليق حتى لا يفهم كلامي بشكل غير صحيح، ونحن ننتظر جلستهم المزمع عقدها في الخليل الاثنين القادم".

وكان جعارة أشار في لقاءات إعلامية أن قرارهم مقاطعة مجلس وزراء، جاء بعد حوارات مطولة خاضها الإقليم مع الحكومة ومع المستوى السياسي بدون جدوى واضحة، ونتيجة الظلم وانعدام المساواة الذي تعاني منه محافظة الخليل، مؤكدًأ أن هذا المطلب لا ينعكس سلبًا على التقسيم السكاني؛ لأن احتياجات المحافظة غير عادلة بالتطبيق، ومن شأن استحداث المحافظات - ضخ المشاريع وتحسين أوضاع المحافظات الأربع، مبينًا أن العوامل الإدارية تدعم وجود محافظات جديدة وأن المحافظة الواحدة تضر المواطن وتشتته من الناحية الخدماتية، مبديا استعدادهم لخطوات احتجاجية قانونية قادمة.

الطيراوي ينفي

وأثارت صورة نشرها بعض مسؤولي أقاليم فتح في الخليل خلال اجتماعهم بعضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي جاءت تحت عنوان "لن نقبل إلا بكامل حقوقنا في محافظة الخليل وأولها أربع محافظات شمال جنوب وسط يطا" تساؤلات حول الدور الذي يلعبه الطيراوي في القضية وإن كان لديه معلومات أو تفاصيل حول النقاش فيها.

تواصلت "شبكة قدس" مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الطيراوي، والذي أجاب بدوره: "أنا ما بشتغل هيك، أنا بشتغل لمصلحة البلد ومحافظة الخليل والظلم الواقع على الخليل وإنصافها، وأهل الخليل دافعوا عن القدس، ما بدهم يدافعوا على الخليل، مالك يا زلمة!" مؤكدًا أنه يرفض التصريح بهذه المواضيع، فيما حاولنا التواصل مع فهمي الزعارير الذي لم يرد على اتصالات قدس".

صفر إيجابيات

المحلل السياسي عادل شديد يرى خلال حديثه لـ "شبكة قدس" أنه حسب اتفاقية أوسلو - في المناطق المصنفة (A - تحت سيطرة السلطة الفلسطينية) يجب أن تخضع معظم معايير البناء لموافقة الاحتلال، فيما أن موضوع المحافظات ربما لن يحتاج موافقة إسرائيلية ولا تقف دولة الاحتلال وراءه لكنها مستفيدة لا شك منه، إذ أنه سيخدم الاحتلال باعتباره طرحٌ جاء نتاج مناكفات داخلية بين شخصيات سياسية في السلطة والطامعين بإشغال الناس بعيدًا عن قضاياهم الأساسية.

ويؤكد شديد أن أقاليم فتح التي طرحت الموضوع لم تجرِ دراسة واحدة علمية تثبت أن من مصلحة محافظة الخليل الوطنية والتنموية والهيكلية تتطلب استحداث المحافظات الجديدة، لافتا إلى أن طرح صائب عريقات مختلف تمامًا عن طرح أقاليم فتح، موضحا أن وجهة نظر عريقات سياسية حسب توجهات دولية بحت، وتأتي في سياق تقسيم الضفة لثلاثة أو أربعة أقاليم.

وبيّن المحلل السياسي لـ "شبكة قدس" أن موافقة وتأييد طرح صائب عريقات حينها من شخصيات سياسية بالسلطة لم يكن في سبيل دعم المصلحة العامة بقدر ما هو تحقيق لمصالح شخصية وأنه يرى الحل بتوحيد جنوب الضفة (الخليل وبيت لحم) في محافظة واحدة؛ ليستفيد الجميع وتتكاتف الجهود في إعطاء الاهتمام للخليل، فيما أن التقسيم يضعف المحافظة ولا يوجد لهذا الطرح إيجابية واحدة على الأرض، وسيُدخل السلطة في متاهة خارجة عن قدرتها وموازنتها المالية.

وختم شديد كلامه: من طرح موضوع المحافظات لم يفكر بالموازنة العامة للسلطة، لم يفكر ببناء مدرسة، لم يفكر ببناء عيادة، بل هو يريد بناء هيكل محافظة فيها محافظ ونائب وموظفين ومناصب.

ويرى مراقبون أن مسألة استحداث المحافظات ستطرح في اجتماع الحكومة الاثنين المقبل، لكن النقاش فيها سيطول، وتواصلت "شبكة قدس" مع نائب محافظ محافظة الخليل، خالد دودين الذي قال: "ليس لدينا أي تعقيب على الموضوع وأقاليم فتح لم تستشرنا أصلًا".

#فتح #الخليل