شبكة قدس الإخبارية

المانجا الفلسطينية.. ضحية منتج الاحتلال والخنازير البرية  

9847خت.JPG
سوار أسعد

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: بدأ المزارع يوسف أبو ظاهر رحلته مع زراعة المانجا بقطعة أرض صغيرة، وقد عانى بسبب قلة الخبرة وعدم قدرته على التعرف بما تحتاجه أشجارها، لكنه اليوم يملك 350 دونما، يطمح من خلالها أن يساهم في محاربة وجود المنتج الإسرائيلي في السوق الفلسطينية، بحسب ما أفاد لـ "شبكة قدس".

ويوضح أبو ظاهر، من قرية فلامية الواقعة شمال مدينة قلقيلية، والتي تمتاز بمزارع المانجا والجوافة والأفوكادو، أن شجرة المانجا تبدأ بالإنتاج في السنة الثالثة من زراعتها كالجوافة والأفوكادو، لكن بكميات بسيطة في البدايات، وكلما زاد عمرها زاد الإنتاج.

ويشير إلى أن العوامل التي تساعده في زراعة المانجا هي الجو الرطب والحرارة العالية ووفرة المياه، ومنطقة قلقيلة تمتاز بهذا. 

التضييق الإسرائيلي.. المنتج والخنازير 

يذكر أبو ظاهر أن زراعة المانجا لاقت استحسانا عند الفلسطينيين لتميز طعمها، نظرا لاهتمام المزارعين بها، فهم لا يضيفون أي مواد كيميائية لتنضج قبل وقتها، وهو ما سبب لهم معاناة مع فرق السعر بين المنتج المحلي والإسرائيلي. 

ويضيف: "الجدار يخنقنا، استولى على الحصة الكبرى من الأراضي الخصبة فقلّت المساحات التي نزرع بها، بالإضافة لمعاناة المُزارع في الوصول إلى مزرعته بسبب التصريح أو فتح البوابات وما قد تحتاجه المزرعة من شبكات ريّ وأسمدة".

ويكمل: "نعاني كثيرا من الخنازير البرية، ورأينا الشاحنات الإسرائيلية تدخل من الجدار، ويطلق منها الخنازير باتجاه أراضينا، وهذا خطر كبير علينا". 

ويلفت إلى أن تكلفة إنتاج المانجا الفلسطينية عالية، وأنه في آخر الموسم لم يحقق أرباحا لأن إنتاجها لم يصل للحد المطلوب.

وتابع قائلا: "أثرّ دخول البضاعة الإسرائيلية على سعر منتجاتنا، فالبضاعة الإسرائيلية بشكلها وغزارتها من الصعب منافستها".

معيقات لا بد منها

تتمثل الصعوبات التي واجهت أبو ظاهر في قلة الخبرة في رعاية شجرة المانجا لأنها حساسة تتأثر بالعوامل الطبيعية كالصقيع وتقلبات الجو، وتأخذ وقتا طويلا ليتقن التعامل معها بإرشادات من مديرية زراعة قلقيلية، وبالتعاون مع مهندسين زراعيين من فلسطينيي الداخل المحتل. 

ويضيف أبو ظاهر: "واجهنا صعوبات في التسويق، فتسويق منتجاتنا يعتمد على حضور الأهالي إلى المزرعة ليشتروا منها، فإذا أردنا إنزالها للسوق المحلي نواجه كثافة وجود المنتج الإسرائيلي". 

يعبر أبو ظاهر عن أمله في أن يُسمح للمزارعين بتصدير كميات تجريبية من المانجا للسوق الأردني لتعويض ما خسروه بسبب المنافسة الإسرائيلية، بالإضافة لتنظيم دورات تدريبية في رعاية المانجا بسبب نقص خبرتهم. 

ويطالب أبو ظاهر بالمساعدة في التعريف بالمنتج الفلسطيني، مشيرا إلى قدرة بعض الأهالي على التمييز بين المانجا الفلسطينية والإسرائيلية واستعدادهم لدفع فرق السعر لدافع وطني لمساعدة المنتج المحلي.