شبكة قدس الإخبارية

مع توتر الأوضاع في سجون الاحتلال: هل نشهد تصعيدا قريبا؟

XxjpbeE007118_20210907_PEPFN0A001-scaled
نداء بسومي

رام الله - خاص قدس الإخبارية: في أعقاب عملية نفق الحرية التي انتزع فيها 6 أسرى حريتهم من سجن جلبوع، بدأت إدارة السجون التنكيل والتضييق بالأسرى الفلسطينيين في مختلف السجون الإسرائيلية كما وعزلت أسرى حركة الجهاد الإسلامي ومنعت الزيارات، واجهها الأسرى من مختلف التنظيمات بإجراءات تصعيدية مطالبين بعودة الحياة الاعتقالية إلى ما قبل عملية نفق الحرية، ومهددين بخوض ما يقارب 1400 أسير إضرابًا مفتوحًا عن الطعام.

بالتزامن مع تهديد الأسرى والتنظيمات داخل السجون بالتصعيد، حذرت الفصائل الفلسطينية من أي مساس بالأسرى وتعريضهم للخطر، وأكدت على أن "كل الخيارات مفتوحة للدفاع عن الأسرى وحمايتهم"، ومع توالي التهديدات التصعيدية من داخل السجن وخارجه، بدأت إدارة السجون بالتراجع عن إجراءاتها واتفقت مع ممثلي الأسرى، الأربعاء 15 سبتمبر 2021، إلى العودة إلى ما قبل عملية نفق الحرية.

أول أمس الأحد، قال نادي الأسير الفلسطيني إن أسرى في سجن عوفر قرروا إرجاء إضرابهم المفتوح عن الطعام، بعدما طلبت إدارة السجن من الاسرى عدة أيام للنظر في مطالبهم، وكان 100 أسير فلسطيني في عوفر قد هددوا بالشروع في إضراب تدريجي عن الطعام بعدما أعادت إدارة السجن جزءًا من الإجراءات التّنكيلية والتضييق بحقّ الأسرى، بينما عادت حالة من التوتر في سجن النقب بعد خروج 150 أسيراً لساحات الأقسام، مطالبين إدارة السجون بإعادة أسرى حركة الجهاد الإسلامي إلى غرفهم.

فلسطين مستعدة نُصرة للأسرى

في الأثناء، يضع التلكؤ المستمر من إدارة السجون في الالتزام بالاتفاق، السجون في حالة من التوتر الحذر والتصعيد المرتقب ردًا على إي إجراء بحقهم، ويوجه الأنظار إلى الميادين الفلسطينية خارج قضبان السجن، وكيفية انعكاس أي تصعيد يخوضه الأسرى على الساحة الفلسطينية التي لم تهدأ منذ عملية نفق الحرية.

في حديث لـ "شبكة قدس" يؤكد الكاتب والمحلل السياسي محمود مرداوي أنه إذا "تراجع العدو ممثلا بمديرية السجون عن الاتفاق، واضطرت الحركة الأسيرة للتصدي لهذه العقوبات، فإن ذلك سينعكس على الخارج بالتأكيد ولربما يتجاوز الرد الشعبي، وموقف المقاومة قاطع في هذا الأمر أنها لن تترك الأسرى داخل السجون يتلظون على نار هذه السلطة الحاقدة."

ويضيف "هناك قرار شعبي ونخبوي وفصائلي ألا يترك الأسرى لوحدهم، والأسرى على وعد وعهد من الخارج بالتضامن، بشكل يوازي حجم العقوبات التي ستفرض عليهم، وبالتالي كلما اتسعت بقعة الزيت داخل السجون ستتسع من الخارج، وسقفها أن تصل المقاومة."

وبينما تشير تقارير إعلامية إلى خوف الاحتلال من تصعيد محتمل في غزة وتوتر الأوضاع في الضفة الغربية والداخل المحتل ردًا على أي عقوبات بحق الأسرى، يرى مرداوي أن الخوف منطقي في ظل تهديد رسمي من المقاومة في غزة، ووسط حالة غليان متأججة في الضفة الغربية.

في الوقت ذاته، ينظم الفلسطينيون في الداخل المحتل وقفات وفعاليات دعمًا للأسرى الفلسطينيين الستة المعاد اعتقالهم أمام سجن الجلمة، مع تخوفات إسرائيلية من إعادة اشتعال الأوضاع في الداخل المحتل على غرار أحداث مايو في أحداث سيف القدس.

في السياق، يقول عضو لجنة المتابعة العليا في الداخل المحتل توفيق محمد إن "أي قضية تعنى بشعبنا الفلسطيني لها تأثيراتها على الشق الآخر من شعبنا الفلسطيني في الداخل، ولا يوجد شك أن أهل الداخل الفلسطيني مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بقضية شعبهم الفلسطيني."

ويستطرد محمد أن أي حالة توتر في السجون الإسرائيلية، سيلقي بظلاله على الداخل الفلسطيني عبر العديد من الفعاليات والمظاهرات غير ذلك من الوسائل المتاحة أمام أيديهم قانونيا، مؤكدًا على أن لجنة المتابعة العليا على تأهب دائم لقضية الأسرى وفي حال متابعة لأي تطور حاصل عليها.

بدوره، يشير الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إلى أن احتمالية التصعيد في قطاع غزة واردة، لأنه في علاقة متوترة مفتوحة مع الاحتلال، ومعركة سيف القدس لم يتبعها إجراءات ملحوظة على ملف رفع الحصار عن غزة، "لكن لكل منطقة حساباتها، في الضفة سيكون الرد شعبيًا وليس فصائليًا، وفي غزة تنظيميًا له حساباته الخاصة."

ويقرأ عرابي في حديثه لـ "شبكة قدس" حالة تصعيد نسبية في الضفة الغربية منذ عام 2015، موضحًا أن هناك هبات تتصاعد ثم تخبو، وهناك بؤر للاشتباك مع الاحتلال الاسرائيلي مثل جنين، وأن هذه الحالة قابلة للتوسع والتوتر في حال أي تصعيد أو عدوان داخل السجون الإسرائيلية، "لأننا نتحدث عن مادة نضال موجودة في الضفة الغربية منذ بضع سنوات، قابلة للتمدد والاشتعال أكثر."

بالرغم من الاستعداد: التقصير موجود!

من ناحية أخرى، يرى عرابي تقصيرًا في الفضاء العام الفلسطيني، سواء في المستوى الشعبي والرسمي والفصائلي، من أجل مواكبة حالة الاعتقال والأسرى، وأيضا على المستوى القانوني والحقوقي، حيث هناك العديد من الملفات التي من الممكن تفعيلها مثل ملف الاعتقال الإداري، إضافة إلى تقصير إعلامي ودعائي في فضح جرائم الاحتلال في المحافل الإقليمية والدولية.

وينوّه الكاتب عرابي إلى وجود قصور فصائلي في كل الميادين باستثناء حالة المقاومة المنظمة الموجودة في قطاع غزة، وأن الجماهير الفلسطينية لم تعد تقتنع بشكل كبير بالفعاليات المحدودة مثل الوقفات والاحتجاجات واللافتات المرفوعة.

ويلفِتُ عرابي إلى أن حالة السجون الإسرائيلية هي في توتر مستمر، وأن فكرة الاعتقال ووجود أسرى فلسطينيين، فضلا عن الظروف التي يعانون منها داخل السجون، تستوجب حالة نضالية مواكبة لاستمرار حالة الاعتقال.

#نفق_الحرية #معركة_السجون