شبكة قدس الإخبارية

لماذا تجنب جيش الاحتلال دخول مخيم جنين خلال مطاردة نفيعات وكممجي؟

1b519277-186f-4a7e-ad4f-749d189d6f53

الضفة المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: كشفت وسائل إعلام عبرية، أن جيش الاحتلال امتنع خلال مطاردته للأسيرين مناضل نفيعات وأيهم كممجي اللذين انتزعا حريتهما مع أربعة أسرى آخرين، من سجن "جلبوع"، عن اقتحام مخيم جنين، رغم مزاعم بوصول "معلومات استخباراتية له بوجودهما فيه"، وانتظر حتى خرجا إلى منطقة في المدينة، لتنفيذ عملية الاعتقال.

وزعمت قناة "كان" العبرية، أن قرار الاعتقال جاء بعد "معلومات توفرت لدى الشاباك أن نفيعات وكممجي غادرا المخيم ووصلا إلى منزل في الحي الشرقي بمدينة جنين، خوفاً من أن يحاولا العودة إلى المخيم".

وكشفت القناة أن الاعتقاد لدى المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، كان أن "دخول قوات الاحتلال إلى المخيم قد يكون مصحوباً بتبادل إطلاق نار كثيف مع المقاومين، وسقوط قتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين".

واعتبر عضو المجلس الثوري لحركة فتح، جمال حويل، أن "الاحتلال بعد معركة نيسان 2002 يضع نصب عينه ما يحدث في مخيم جنين، خاصة بعد خلق جيل عايش هدم منزل مئات البيوت في المخيم واستشهاد آبائهم واعتقال أشقائهم وعائلاتهم، جيل تربى على ثقافة المقاومة والوحدة ومواجهة الاحتلال، وتدفيعه الثمن كلما اقتحم هذا الموقع، ولم يتوقف نزيف الدم منذ ذلك الحين وما قبله وحتى اليوم".

وتابع في حديث مع "شبكة قدس": "الاحتلال يحاول تضخيم الصورة داخل مخيم جنين، لأنه يحاول تنفيذ عملية عسكرية خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد اعتقال أيهم ومناضل، محاولة تضخيم الإمكانيات في المخيم من أجل توجيه ضربة وتحقيق نصر معنوي للإسرائيليين، خاصة أن عملية النفق حققت كي وعي لهم وأثبتت للعالم أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ليست على مستوى عال من النجاح، لذلك يحاول تضخيم القوة في مخيم جنين، لأنه يحاول اقتحام هذا الموقع وتحقيق انتصار للحكومة الجديدة".

واعتبر حويل أن الاحتلال يحاول "إيصال رسالة للشعب الفلسطيني أن الحلول العسكرية واستخدام السلاح، لن يحقق أي هدف سياسي، ما تريد إسرائيل قوله للفلسطينيين من خلال جنين، أن الحل معكم أمني فقط ومن خلال فقاعة اقتصادية ولا يوجد حل سياسي، والقول أنه يجب على الشعب الفلسطيني أن لا يقاوم بأي شكل،  وتحقيق صورة مزعومة للتفوق الإسرائيلي، وردع بقية الفلسطينيين في الضفة".

ويتفق أن الاحتلال تجنب اقتحام مخيم جنين خلال مطاردة أيهم ومناضل، وقال: "في التقارير الإعلامية العبرية زعم أن لديه كانت معلومات أن أيهم ومناضل كانا في المخيم، وانتظر خروجهما، الاحتلال الإسرائيلي لا يحتمل خسارة جنود في المخيم خلال عملية لاعتقال مطاردين اثنين".

وقال: "يجب أن لا نحاول تضخيم الصورة في المخيم، بشكل كبير جداً، الوضع طبيعي، مجموعة من المقاتلين الشباب الذي يقولون إن الاحتلال لا يمكن أن يمر بسلام في المخيم، الذين هاجرنا إليه من 58 قرية في عام النكبة، عشنا حياة فيه بائسة لا ترتقي لمستوى الحياة البشرية، وهناك محاولات لمحاصرة شباب المخيم والتضييق عليهم".

وأضاف: "يجب أن تتحرك السلطة مع المجتمع الدولي لوقف أية نوايا لتنفيذ عملية عسكرية من قبل الاحتلال في المخيم، وعلى الفصائل أن تقف وقفة جدية لمنع الاعتداء على المخيم، خاصة سمعنا تصريحات الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أن المقاومة لن تسمح بالاستفراد بالمخيم، المطلوب من المقاومة الحيطة والحذر، والإسرائيلي كل شيء ممكن منهم، تجربتهم القديمة والجديدة مع الاحتلال أنه لا يترك بؤرة تحمل السلاح بهذه الطريقة وتشكل حالة مواجهة ومثال يحتذى لمناطق كثيرة".

ويعتقد حويل أن "العملية العسكرية الإسرائيلية في حال تمت ضد المخيم، لن تكون على طريقة اجتياح نيسان 2002، باستخدام الدبابات والطائرات بكثافة".

وتابع: "العملية العسكرية في حال جرت على مخيم جنين، أعتقد أنها ستضرب الصيغة التي حاولت الإدارة الأمريكية تنفيذها في المنطقة، بهدف تحقيق الاستقرار".

وعن المطلوب فلسطينياً لمنع الاستفراد بالمخيم، قال: "يجب تصعيد المقاومة الشعبية خاصة في نقاط التماس، والحرب مع الاحتلال على الراوية، المعركة لا تحسم بالعمل العسكري على الأرض، الحرب الأخلاقية والمعنوية مهمة جداً، مطلوب من أبناء شعبنا عدم تحميل المخيم فوق طاقته، وفضح جرائم الاحتلال وإظهار بطولات المقاتلين، نحن بحاجة لكل جهد إعلامي سواء رسمي أو على مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن نساند المخيم، والفصائل يجب أن تدافع عن شبابها في هذا الموقع بكل أشكال المساندة".

وأكد أن "انتزاع الحرية من سجن الجلبوع أعادت الروح للشعب الفلسطيني، لذلك عليه أن لا يشعر بخيبة أمل بعد اعتقال المحررين، هذه حرب كر وفر وتراكم إنجازات، الاحتلال يعتقل ويقتل والمقاومة ترد، حالة المطاردة بشكل عام في التاريخ وفي حالتنا انتهت بالاعتقال أو الاستشهاد، لكن هذه الحالات تصب الزيت في قنديل الحرية للشعب الفلسطيني، ونحو تصعيد المواجهة مع الاحتلال بأشكالها كافة".

من جانبه، قال الكاتب والباحث ساري عرابي، إن "الاحتلال لا يقدم روايات إلا بإيعاز من الرقابة العسكرية، التناقض في الروايات يدخل في الجانب الأمني، سواء من أجل تضليل في المراحل الأولى أي جهة قد تقدم للمطاردين الدعم، وعلى الوسائل الحقيقية التي سهلت لهم الوصول للأسيرين، لا يمكن التعامل مع معلومات ذات طبيعة أمنية بمصداقية، سواء تتعلق بالجانب التنفيذي المباشر أو لاحقاً بالتغطية على الجانب التنفيذي".

واعتبر عرابي أن أكثر من عامل منعت الاحتلال من اقتحام مخيم جنين، وأوضح: "دخول المخيم ربما يفقد قوات الاحتلال عنصر المفاجأة، لا سيما أن قوات الاحتلال لا تدخل المخيم إلا وتواجه، وهذا قد يوفر فرصة للمطاردين الانسحاب إلى مكان آمن".

وتابع: "الاحتلال يريد عملية نظيفة لا تتعرض لأي مشاكل، لأنه يريد تبييض صفحته الأمنية وتحقيق إنجاز، بعد الفضيحة الأخيرة، الاشتباك مع أهالي المخيم قد يتسبب في عدم نجاح العملية بشكل كامل".

وقال لشبكة قدس: "قد يكون هناك ترتيبات مع جهات إقليمية والسلطة الفلسطينية، لتجنب دخول المخيم، لتحقيق استقرار في المنطقة، وأعتقد أن كل هذه العوامل متضافرة وليست متعاكسة".

وحول نظرة الاحتلال لمخيم جنين، أردف قائلاً: "أعتقد أن مخيم جنين حالة فارقة في الضفة، من ناحية أنه متمرد بشكل ما على السلطة، حتى لو كانت حركة فتح قوية فيه، لكنه بشكل ما يشكل حالة تمرد، وهذا أمر مقلق لكل المنظومة في الضفة، لأنه قد يتحول لشرارة تمرد أكبر قد تنتشر في الضفة كلها، ونحن نتحدث عن حالة مقاومة صحيح أنها ليست بقوة الحالة التي كانت موجودة في الانتفاضتين الثانية والأولى، لكنها قابلة للتمدد والاستمرار والتحول وأن ينبثق عنها فعل أكثر تأثيراً".

وأضاف: "حالة مخيم جنين عنصر ملاحظة من جانب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ربما يحاول الاحتلال استغلالها سياسياً في سياق الابتزاز السياسي أو فرض معادلات سياسية وعسكرية بذريعة وجود مقاومة في المخيم".

ويعتقد أن احتمال شن الاحتلال عملية عسكرية في المخيم "قائم"، وأوضح: "القضية معقدة لا يتعلق بمستوى معين داخل الاحتلال، القضية عسكرية أمنية سياسية تشترك في اتخاذ القرار حوله عدة مستويات، وبالتالي ليس موضوعاً إسرائيلياً خالصاً، الإدارة الأمريكية ليست معنية بأي تصعيد في المنطقة، اقتحام مخيم جنين قد تكون له تداعيات معاكسة للرغبة الإسرائيلية والأمريكية، لكن غير مستبعد أن تندفع المؤسسة الإسرائيلية نحو عمل عسكري لأهداف سياسية أكثر منها أمنية، للقول إن هناك حالة إرهاب لفرض وقائع معينة".

وفي السياق، يعتقد الباحث في الشؤون الإسرائيلية، ياسر مناع، أن التناقض في الروايات الإسرائيلية حول ما جرى في مخيم جنين يأتي "من باب الإرباك والحرب النفسية على مجتمع الفلسطيني، كما فيها رسالة للمجتمع الإسرائيلي الذي سخط على المؤسسة العسكرية، بعد عملية نفق الحرية، مفادها بأن الجيش يبذل قصارى جهده ويعرض جنوده للخطر الحقيقي في سبيل الحفاظ على الأمن".

وأضاف مناع لشبكة قدس: "الاحتلال تجنب المواجهة المسلحة مع جنين، لانه يعلم أن هذا سيشعل فتيل مواجهة تمتد في أرجاء الضفة وقد تطال غزة، وبالتالي منذ اللحظة الأولى سعى جاهداً أن ينهي هذه القصة بنوع من الهدوء مع أنه وضع سيناريو اقتحام المخيم كخيار أخير".

واعتبر أن "الاحتلال ينظر إلى مخيم جنين، على أنه من المناطق الأخطر في الضفة، سيما أن الاشتباكات وعمليات إطلاق النار على الجيش تخرج من المخيم، وسهولة التأثير على الجيل الشاب، من ناحية الانضمام للعمل المسلح كما تشير تقديراته ومعلوماته، والذي يزيد من قلقه أن في المخيم حالة من الاحتضان الشعبي للمقاومة".

وتابع: "من المؤكد أن جيش الاحتلال سنيفذ عمليات في جنين ومخيمها، أعتقد انه سيلجأ إلى عمليات محددة في إطار الاعتقال والاغتيال السريع كما شهدنا في الفترة السابقة، ما لم تحصل تطورات سياسية استراتيجية مهمة"، وأكد أن الهدف الأهم بالنسبة للجيش هو "عدم انتقال ظاهرة جنين إلى باقي مدن الضفة".

وشدد على أن الاحتلال حاول "التقليل من صورة المقاومة في جنين ومخيمها، حيث ضخم قصداً ما يمتلكه مخيم جنين من أسلحة وذخيرة وعمل على تقديمه كأنه دولة قائمة، ثم كانت المبالغة والتهويل بطريقة اعتقال أيهم ومناضل، سعياً لتشويه صورة المخيم خصوصاً، لكن في الحقيقة جنين كباقي مدن الضفة بشكلها العام، ومقاومتها لم تكن وليدة عملية نفق الحرية".

 

#جنين #المقاومة #مخيم جنين #جلبوع #نفق الحرية #مناضل نفيعات #أيهم كممجي