شبكة قدس الإخبارية

هل تقود المواجهة مع الاحتلال في السجون لتفجر الأوضاع في الخارج؟

thumb_268647_1200_1200_0_0_auto

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: تستعد الحركة الأسيرة الفلسطينية لخوض معركة جديدة مع إدارة سجون الاحتلال، ومن خلفها مختلف الأجهزة السياسية والأمنية الإسرائيلية، التي شنت حملة قمعية واسعة عقب الفشل الذريع الذي أصابها عقب نجاح ستة أسرى بانتزاع حريتهم من سجن "جلبوع"، الأسبوع الماضي، عبر نفق استمر حفره لمدة ستة شهور، وفقاً لإعلام الاحتلال، دون أن تتمكن المنظومة الأمنية من اكتشافه أو منع تحرر الأسرى.

وأعلنت الحركة الأسيرة، في رسالة الأسبوع الماضي، أنها ستبدأ مواجهة تصاعدية ابتداء من يوم الجمعة المقبلة، قد تصل إلى الإضراب الشامل عن الطعام، لمنع إدارة سجون الاحتلال من الاستفراد بأسرى حركة الجهاد الإسلامي، الذين تعرضوا لحملة قمع وحشية، خلال الأيام الماضية، واجهوها بإحراق الغرف وإعلانهم نية مواجهة قرار إنهاء تنظيم الجهاد في السجون، حتى النهاية.

تزامناً مع المواجهة المتدحرجة في السجون، تعيش الضفة وغزة والقدس والداخل المحتل، مواجهة يومية مع قوات الاحتلال، تختلف أدواتها من مكان إلى آخر، وقد تصاعدت خلال الأيام الماضية عمليات إطلاق النار وإلقاء العبوات محلية الصنع والمواجهات على نقاط التماس، في الضفة والقدس، وسط تهديدات من فصائل المقاومة الفلسطينية أنها لن تترك الاحتلال يستفرد بالأسرى، ويتخوف الاحتلال من عودة المواجهة بقوة إلى الداخل المحتل عام 1948، بشكل أقوى وأعنف من هبة أيار/مايو الماضي.

يرى الكاتب السياسي، مصطفى الصواف، أن "الإجراءات التي اتخذها الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى، فاقت كل تصور، ودفعت لحراك كبير لم تشهده الضفة من قبل، كما أن غزة متحفزة لأي تطور، إذا استمر الاحتلال في عدوانه لا أعتقد أن الأمر سيتوقف عند الأسرى، وستشارك الضفة وغزة والداخل في نصرة الأسرى، وقد تتطور الأوضاع إلى مواجهة أعنف".

وقال في حديث مع "شبكة قدس": "لدينا قناعة أن حكومة نفتالي بينيت هشة وضعيفة تريد أن تحافظ على مكانتها، أي تطور خارج هذا المفهوم ربما يؤدي إلى سقوط هذه الحكومة، لذلك ستعمل حكومة بينيت على استرضاء كل الفلسطينيين، ولن تمارس إرهاباً كبيراً مع المعتقلين بالشكل الذي يعتقده بعض الناس، لكن إذا تغابت حكومة الاحتلال في التعامل مع الأسرى، سيجر إلى ما لا يحمد عقباه بالنسبة لكيان الاحتلال".

وأكد الصواف أن "الاحتلال يتطلع إلى كل كلمة من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة، ويحللها من قبل خبرائها وينظر إليها على أنها جدية، الاحتلال يأخذ كلام المقاومة على محمل الجد، ويحاول ولو بقضايا بسيطة إرضاء فلسطيني غزة، بعض التنقيطات التي يحاول الاحتلال أن يمررها عبر معابر غزة هي محاولة لاسترضاء المقاومة، ولكنها غير كافية وعلى الاحتلال أن يتعظ من الخسائر التي من الممكن أن تحلق به".

وحول شكل المواجهة المقبلة بناء على نتائج معركة "سيف القدس" التي وحدت مختلف مناطق فلسطين في المعركة لأول مرة منذ عقود، قال: "أعتقد أن منطلق المقاومة الفلسطينية كما كان في سيف القدس، سيكون القضايا الجامعة، إذا أرادت المقاومة أن تشتبك مع الاحتلال فسيكون على قضية جامعة، كما كانت القدس هي القضية الجامعة، فقضية الأسرى هي العنوان لأي مواجهة مقبلة مع الاحتلال".

وشدد على أن "نبض السجون هو نبض الشعب الفلسطيني، ما يؤلم الأسرى يؤلم الشعب الفلسطيني، شعبنا مؤمن أن هؤلاء الأسرى أمضوا زهرات شبابهم في السجن من أجل فلسطين، لذلك لن يتركوهم ولن يبخلوا عنهم بالمساندة، والأسرى أدركوا ذلك والفصائل والشعب كذلك، لذلك المرحلة المقبلة ستكون مختلفة".

من جانبه، اعتبر الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور، أن "الوضع في السجون خطير وقابل للانفجار، إدارة السجون استغلت حدث نفق جلبوع لتمرير سياسات جديدة، مديرة مصلحة السجون قالت إنها تريد التعامل بيد من حديد في التعامل مع الأسرى، ولجنة الخارجية والأمن في الكنيست اجتمعت لبحث هذه القضايا، ولجنة التحقيق التي شكلها الاحتلال في قضية تحرر الأسرى من السجن، من المقرر أن تناقش قضية الأوضاع المعيشية في السجون، وهذا كله يشير إلى نوايا الاحتلال لسحب الإنجازات التي حققها الأسرى طوال سنوات نضالهم".

وأضاف لشبكة قدس أن "الأسرى أمام وضع صعب، وهذا يفرض عليهم التحرك بشكل سريع للدفاع عن حقوقهم وكرامتهم ومكتسابتهم، وهذا قد يصل إلى إضراب عن الطعام، والأسرى يبحثون الآن خطوة ربما تؤجل قليلاً ولكنها قائمة، وهذا يحرك الشارع الفلسطيني، في دولة الاحتلال الأجواء مشبعة بالتحريض، ولن يكون التجاوب سهل أو سريع".

وعن تجربته في السجون كأسير محرر قضى أكثر من 20 سنة في السجون، قال: "الخيارات أمام الحركة الأسيرة تكون بداية استنفاذ الحوار حتى النهاية، الأسرى يقولون للإدارة ابنوا الأبراج والجدران خارج السجن، لكن الهجوم على حياتنا لا علاقة له بعملية الهرب من السجن، إذا فشل الحوار فقط خطوة جماعية وشاملة بإسناد من الخارج يمكن أن تصد هذه الهجمة، وأشدد أنه في أجواء التحريض الإسرائيلي والصفعة التي تلقتها إدارة السجون، سيحاولون الانتقام وكسر الأسرى، والحركة الأسيرة لن تنكسر لذلك ستكون المعركة قاسية".

وأكد أن الاحتلال "ينظر بمنتهى الجدية إلى تهديدات المقاومة في غزة"، وقال: "يرى الاحتلال أن ما يجري يغذي الحالة المعنوية التي انتشرت في فلسطين وخارجها، أن المقاومة هو ما يحقق الإنجازات في المعركة مع الاحتلال، ومن هذه الزاوية يقرأ خروج أبو عبيدة والتهديد بقصف الصواريخ".

وتابع: "الاحتلال يقرأ الحدث أنه من الممكن بالنظر إلى المماطلة في تحقيق مطالب التهدئة، ربما تكون فرصة مواتية كما حدث في الأقصى، واستغلتها المقاومة في خلق معادلة جديدة، وربما الآن تريد تحقيق معادلة جديدة".

وأضاف: "النضال في داخل السجون يعتمد بنسبة 50% على الخارج، كنا نرى كأسرى أن تحرك الشارع يقصر أيام الإضراب، يجعله أقل خطراً على الأسرى، ويوصل رسالتهم في زمن أقصر، التعويل دائماً على الشارع، لا يقدم الأسرى على إضراب إلا عندما يكونون على ثقة أن الشارع معهم".

خاض الأسرى في السنوات الأخيرة عدة إضرابات، وحاول الاحتلال خلالها كسر الحركة الأسيرة وتفريقها من خلال مجموعة من السياسات، بدأت في العام 2004 خلال انتفاضة الأقصى، وحاول الاحتلال منع الشارع الفلسطيني من التحرك لنصرة الأسرى وتقوية موقفهم في مواجهة إدارة السجون، لكن المعركة الحالية، كما يقول محللون ومراقبون، تبدو مختلفة في ظل تصاعد المواجهة في الضفة وغزة والقدس ودخول الداخل المحتل بقوة أكبر في الهبة الأخيرة.

 

#غزة #القدس #الاحتلال #الأسرى #الضفة #المقاومة #مصلحة السجون #إضراب #الداخل #جلبوع #سيف القدس #الأمعاء الخاوية #نفتالي بينيت #نفق الحرية