شبكة قدس الإخبارية

رسالة أبطال سجن جلبوع

9999132989
حسام الدجني

منظومة أمنية معقدة تتباهى فيها (إسرائيل) أمام العالم، نجح 6 من الأسرى الفلسطينيين في كسرها، وتنفسوا الحرية عبر نفق حفروه من تحت زنزانتهم في سجن جلبوع سيئ الصيت وقوي التحصين في مشهد وصف بالهوليودي، هذا الخبر فاح عطره ليتجاوز حدود فلسطين، ويصبح خبراً رئيساً في العديد من الصحف العالمية، وفي تقديري ورغم إعلان الاحتلال الصهيوني اعتقال أربعة من الأبطال فإن رسالة هؤلاء الأسرى تحققت ووصلت لمن يهمه الأمر، وأبرز سطور هذه الرسالة ما يلي:

في السنوات الأخيرة تراجع الحديث عن الأسرى على المستوى الرسمي، ولم يلتفت المجتمع الدولي لمعاناتهم، وللأسف لم تقم السلطة الفلسطينية بالدور الواجب للعمل على بقاء هذه القضية حاضرة في المحافل الدولية، لم ينجح الرئيس محمود عباس ووزراء حكومته في اصطحاب أسير محرر أو والدة أسير لزياراته الخارجية بالمقارنة مع الحكومة الصهيونية، حتى نصنع رأيًّا عامًّا دوليًّا يطالب بالإفراج عن الأسرى كمدخل لأي عملية سياسية ممكن أن تحدث الاستقرار، بل للأسف انصاعت السلطة الفلسطينية لضغوط خارجية لوقف رواتب الأسرى والمحررين من البنوك واستبدال ذلك بشركات سياحة ومحلات صرافة، ولا أحد يستطيع التنبؤ ماذا ستكون الصورة بعد عدة شهور، إلا أن أبطال جلبوع أحيوا فينا معنى الحرية، وأهمية قضية للأسرى بالنسبة للمجموع الفلسطيني، حتى ترسخ وعي جمعي بأن التضحية من أجل الإفراج عنهم لا حدود لها، والشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم مستعدة لدفع هذه الفاتورة مهما كانت التكلفة والنتائج.

إن الرسالة الثانية التي تحققت هي إعادة طرح قضية الأسرى للعالم أجمع، وهنا أذكر بما نشره مركز المعلومات الفلسطيني التابع لوكالة وفا الرسمية من إحصاءات حول ملف الأسرى في السجون الإسرائيلية:

بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حتى نهاية شهر كانون الثاني 2021 نحو (4500) أسير، منهم (37) أسيرة؛ في حين بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (140) طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين إلى نحو (450) معتقلاً؛ وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة (105) أمر اعتقال إداري، بينها (30) أمرًا جديدًا، و(75) تمديدًا.

يقضي (534) معتقلًا أحكامًا بالسجن المؤبد (مدى الحياة) لمرة واحدة أو لمرات عدة. واستشهد في السجون الصهيونية (214) معتقلًا، سواء كان ذلك بالقتل المباشر، أو من خلال التعذيب أو من خلال الإهمال الطبي.

يوجد في السجون الصهيونية أكثر من (1800) حالة مرضية منها من يصارع الموت.

الرسالة الثالثة هي لأهلنا في الداخل المحتل وتحديداً في الناصرة، كل الحب لكم، فوجوه الأسرى تحدثنا عن كرمكم ووطنيتكم، وروايته التي أراد تعميمها ارتدّت لوجهه عندما خاب تخطيطه بضرب العلاقة بين الداخل والأرض المحتلة، وكأن معركة سيف القدس أصبحت من التاريخ، لا والله فنحن شعب واحد، وستأتي اللحظة التي نصلي فيها في القدس.

الرسالة الرابعة هي للمقاومة بضرورة التمسك بسياسة خطف الجنود والتبادل، وكأن الأسرى الستة يبرقون لمحبيهم في جنين وبقية مدن فلسطين، بأن لكم رفاق لا تنسوهم فقد أفنوا زهرات شبابهم من أجل فلسطين ومن أجلكم، اعملوا المستحيل من أجل الإفراج عن محمود وزكريا وكل الأسرى.

رسالتكم وصلت يا أبطال، وبإذن الله يكون هذا العام والعام القادم هو عام تبييض السجون بكل السبل والوسائل.

#نفق_الحرية #سجن_جلبوع