شبكة قدس الإخبارية

الصورة.. المفردات.. المفاهيم وهندسة الوعي 

V7WiJ
خالد زبارقة

 

حادثة تحرر الأسرى الفلسطينيين تتطلب قراءة موضوعية شاملة ومن عدة جوانب. 

اولاً: المتتبع لطريقة تحرير الخبر في المواقع الإخبارية العبرية يلمس حجم الشعور بالذهول والهزيمة والإهانة التي أصابت الأجهزة الأمنية والحكومية لدى الاحتلال. 

أما الجمهور الإسرائيلي، فلقد ساهمت هذه الحادثة بعملية زعزعة ثقة الإسرائيليين بقيادتهم وبإمكانية استمرار وجود الدولة. ومن خلال متابعة التعقيبات في مواقع الأخبار العبرية فقد رصدت "المزاج الشعبي الإسرائيلي" الذي أصبحت تتكون لديه القناعة والاستعداد للهجرة من إسرائيل. 

ثانياً: المجتمع الفلسطيني؛ الالتفاف الشعبي الفلسطيني بكل مكوناته حول هذه القضية غير مسبوق ونتج عنه الشعور بوحدة الحال التي كانت مفقودة بين مركبات الشعب الفلسطيني على مستوى الضفة والداخل وقطاع غزة والقدس الشريف والشتات. 

ساهمت هذه الحادثة في رفع معنويات الشعب الفلسطيني وأخرجته من حالة الشعور بالعجز التي كرستها السلطة الفلسطينية في السنوات الأخيرة. 

كما أن التفاف العالم العربي والإسلامي حول هذه القضية كان منقطع النظير، والمتتبع للمزاج الشعبي العربي من المحيط إلى الخليج يلمس ذلك بكل وضوح. 

كذلك ساهمت هذه الحادثة بحالة من التثقيف السياسي، وتوجيه البوصلة، وإعادة  الاعتبار لقضية الأسرى الفلسطينيين من جديد بكل قوة وعنفوان. 

ثالثاً: على المستوى الدولي فحدث ولا حرج. ضربة قوية لماكنة الدعاية الصهيونية، وأعتقد أن هذه الحادثة قد ساهمت في فقدان الثقة بقدرة إسرائيل على الاستمرار كمنظومة قوية في المنطقة. 

رابعاً: أثبتت الأحداث أن الإعلام الإسرائيلي ما هو إلا بوق أجهزة المخابرات والسياسة الإسرائيلية، وهو  يروج للرواية الرسمية ويستعمل في سبيل ذلك المفردات التي حددها مكتب رئيس الحكومة. 

الأيام القادمة ستشهد قيام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بحملة اعتقالات واسعة في صفوف أهلنا من فلسطينيي الداخل بتهمة مساعدة الأسرى المتحررين. 

والصورة التي تنتشر، والمفردات التي تستعمل، والمفاهيم التي يراد غرسها، تهدف إلى هندسة وعينا بطريقة إسرائيلية. 

هذا جانب من القصة.