شبكة قدس الإخبارية

فيديو| نفق الحرية .. ماذا يعني انتزاع الأسرى حريتهم من سجون الاحتلال؟

241664933_968852600341745_6233824176884577806_n

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: ناقشت الحلقة الجديدة من برنامج المسار الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية، عملية "نفق الحرية" التي نفذها ستة أسرى انتزعوا من خلالها حريتهم من سجن جلبوع عبر حفرهم نفقا تحت الأرض.

وقال الأسير المحرر والمحلل السياسي جمعة التايه، إن انتزاع حقوق الأسرى على مدار تاريخ الحركة الأسيرة تم من خلال الكفاح والنضال داخل السجون. مضيفا: بعد نفق جلبوع، نحن نشهد  مرحلة خطيرة تكاد تكون من أخطر المراحل التي يمر بها الأسرى في السجون بسبب إجراءات الاحتلال الانتقامية والتنكيلية بحق الأسرى.

وأكد التايه، أنه لم يمر يوم واحد على الأسرى رفعوا فيه الراية البيضاء، فهم على الدوام يتخذون خطوات تصعيدية تصل أحيانا إلى الإضراب العام والعصيان المدني داخل السجون لانتزاع حقوقهم. 

وأضاف: الطريقة ذاتها استخدمها الأسرى في السابق في عمليات هروب، وذلك بفضل نقاط القوة لدى الأسرى التي تتجلى بإيمانهم وحسهم الأمني المرهف وقوة الإرادة، ونقاط الضعف لدى الاحتلال التي كانت سببا في نجاح عملية نفق جلبوع مؤخرا، التي تمثلت أبرزها في وجود فراغات كبيرة تحت الأرض ما ساعد الأسرى في تخزين الرمال فيها.

وحول ارتدادات العملية الأخيرة، قال: ستكون للعملية ارتدادات على الشارع الفلسطيني، والتاريخ سيكتب أن هذه العملية لها ما بعدها، حيث جن الاحتلال منذ اللحظة الأولى لاكتشاف الأمر، وهو ما له ارتداداته الأمنية والعسكرية والنفسية والجماهيرية، فالسجون خلال الأيام الماضية اشتعلت والضفة والقدس خرجت في مسيرات واسعة دعما للأسرى، وأدرك الاحتلال أنه في مأزق.

أما الأسير المحرر وصاحب تجربة الهروب من سجن "كفاريونا" عام 1996 غسان مهداوي، وصف عملية جلبوع الأخيرة قائلا إنها عملية بطولية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وأضاف: كصاحب تجربة هروب خضتها قبل 25 عاما، والتي تكررت قبل أيام في جلبوع، لاحظت أن الأسرى استطاعوا أن ينتزعوا ما لا يقل عن 12 قضيبا حديديا، خلال حفرهم النفق بالإضافة إلى الحفر في الإسمنت والعمل الذي قاموا به جبار.

وأشار، إلى أن ما جرى ستكون له ارتداداته على الحركة الأسيرة من حيث عمليات الهروب، وعلى مدار تاريخ الحركة الأسيرة هناك عشرات محاولات الهروب.

وبحسب مهداوي، فإن الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال شديدة للغاية يتخللها تفتيش دقيق في أي لحظة وكله يضع الأسرى في صراع ذهني وعقلي بينهم وبين إدارة السجون لتحقيق الاختراق المطلوب والتحرر. 

وحول تجربته في الهروب قال: في الرابع من أغسطس 1996، نجحت في الهروب برفقة رفيقي في الأسر توفيق الزبن، لأول مرة عبر نفق طوله 11 مترا تم حفره خلال 4 أشهر.

وأضاف: انتقلنا إلى سجن كفار يونا، وكان أن انتزعنا بلاطتين وأحضرنا بلاطا كان مخصصا للغرف الأخرى، واخترقنا مترين بشكل عامودي، ثم حفرنا بشكل أفقي 11 مترا وحفرنا بعدها  للأعلى وتركنا طبقة خفيفة على السطح حتى لحظة الخروج.

وأردف: أبرز الصعوبات التي واجهتنا أن المنطقة كانت رملية، وللتخلص من الرمل كان يتحتم علينا إفراغه في تمديدات الحفر الامتصاصية، التي أغقلت لأكثر من مرة بسبب الرمال ما استدعى إدارة السجون للاشتباه بوجود أعمال حفر، دون التثبت منها، ولاحقا تخلصنا من الرمال عبر وضعها في أكياس صنعت من الأقمشة المتوفرة في السجن، وكنا نعبئها ونعيدها ثانية للحفرة في كل مرة، ولحظة تنفيذ العملية كانت هناك مخاطر كبيرة محدقة بنا ولكننا تمسكنا بهدفنا وإرادتنا.

وقال الأسير المحرر وصاحب تجارب هروب سابقة نزار رمضان، إن الأسرى في اللحظات الأولى التي يدخلون فيها السجن يفكرون بكيفية التحرر أو الهروب، سواء من خلال قص القضبان أو أسر جنود أو حفر الأنفاق. 

وأوضح: بعد أشهر قليلة من اعتقالي، حاولت الهرب من سجن الجلمة لكن المحاولة لم تنجح، وكانت هناك محاولات أخرى لم تنجح أيضا، ولكن عندما نقلت إلى عسقلان، حاولت الهروب مجددا ونجحت في هذه المرة عبر خطة خيالية لا تخطر على البال رغم كاميرات المراقبة والحراسة المشددة، وفي إحدى المرات هربنا منشارا بطول 5 سم من خلال حبة ليمون.

ويرى الأسير المحرر سعيد بشارات، أن ما حدث في جلبوع يخص كل الفلسطينيين ولا يخص أي فصيل بعينه، فهو حدث وطني يعبر عن القضية الفلسطينية، وهذا يبني كيف نتعاطى مع ما ينشر عبر الإعلام العبري، فالإعلام الإسرائيلي دوما ما يحاول نشر معلومات مضللة هدفها حرب نفسية أو رمي شباك صيد للوصول إلى معلومات، ونحو 80 % من ما ينشر عبر الإعلام الإسرائيلي لا نتعاطى معها كي لا نكون أداة للاحتلال وعلى الجميع أن يدرك أهداف إعلام الاحتلال.

وأضاف: عقل الأسير يعمل فوق المنطق في الوضع الطبيعي، وهم تاريخيا استغلوا كافة نقاط الضعف وأدركوا أن هناك ثغرات في الأسفل وهذا يعني استغلال نقطة ضعف مهمة للخروج أو لإخفاء أغراض تتعلق بالأسرى.

ووصف عملية الهرب بالأسطورية قائلا: لا أعتقد أن الاحتلال سيدخل تكنولوجيا جديدة إلى السجون فيما يتعلق بالبناء، هم حاليا يحاولون خلق الأعذار لما جرى، ولا أعتقد أنه سيتعلم الدروس، وبتقديري سيتم اتخاذ إجراءات أكثر شدة بحق الأسرى.