شبكة قدس الإخبارية

هل سقطت استراتيجية بينيت للضغط على المقاومة في غزة؟

Screenshot (470)

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: حاولت حكومة الاحتلال بعد انتهاء معركة "سيف القدس"، مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، نهاية شهر أيار/مايو الماضي، فرض معادلة جديدة على مجريات الصراع وهي (الإعمار والقضايا الإنسانية في غزة مقابل الجنود الأسرى)، وهو ما أعلنت المقاومة منذ البداية رفضه، وأعلنت أنها لن تسمح باستمرار الحصار وأن ثمن الجنود الأسرى هو تنفيذ صفقة تبادل مع الأسرى الفلسطينيين.

التطور الأبرز في هذا السياق، كان ما كشفت عنه إذاعة جيش الاحتلال، اليوم، حول أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أخبر رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، أنه "لا يجوز ربط ملف المساعدات للفلسطينيين في غزة بقضية الجنود الأسرى".

يرى الكاتب السياسي، وسام عفيفة، أن شرط ربط ملف إعادة الإعمار بقضية الجنود الأسرى "سقط منذ فترة"، وأوضح في حديث "شبكة قدس" أن "بعض قادة الاحتلال حاولوا الترويج للجمهور الإسرائيلي بعد سيف القدس، أن ما بعد المعركة ليس كما قبلها، وحاولوا ربط مسار إعادة الإعمار وتخفيف الحصار بملف الجنود الأسرى، واستمر التلويح بهذا الشرط لعدة أسابيع، لكن لاحقاً بدأت ضغوط خارجية ومن المقاومة، وجرت بعض التسهيلات، صحيح أنها لا تفي بالغرض، لكن المحللين الإسرائيليين يعترفون أن هذه الاشتراطات سقطت".

تابع: "الحديث عن مفاوضات جادة الصفقة تراجع في الفترة الأخيرة، حكومة الاحتلال تحدثت في فترة معينة أن لديها مسار جدي فيه، واضح اليوم أن هذا الأمر تراجع، بسبب شعورهم أن ورقة الضغط على الحاضنة الشعبية في غزة يمكن أن يساهم في الضغط على المقاومة، لم يعد قائماً، وحتى في البعد الخارجي سقط هذا الشرط، واضح في الولايات المتحدة من خلال إشارات إدارة بايدن، حول عدم استفزاز الفلسطينيين في قضية الشيخ جراح، ورفض بلينكن ربط إعادة الإعمار بقضية الجنود الأسرى، وهو نابع من أن الاحتلال ليس لديه رؤية واضحة، لدى الأميركان عدم ثقة بقدرة الاحتلال على تنفيذ هذه الاشتراطات، والأخطر من ذلك يوجد شعور أن الاحتلال يتأثر بالمزايدات الداخلية لديه نتيجة أن ظروف الحكومة الحالية غير طبيعية".

وحول التكتيك الذي اتبعته المقاومة لإسقاط هذه الشروط، قال: "الإصرار بحد ذاته ورفض هذا الربط، خصوصا أن الاحتلال حاول تقديم إغراءات أن مسار الصفقة لو تم إنجازه بالضرورة سيؤدي إلى مساحة واسعة من تفكيك الحصار، المقاومة رفضت ذلك، ورفضت أي حديث مع الوسطاء في هذا الأمر، والوسيط المصري اقتنع في الزيارة الأخيرة أنه لا يمكن ربط المسارات إذا أراد النجاح في تثبيت وقف إطلاق النار".

وأشار عفيفة إلى الوسائل الميدانية التي اتبعتها الفصائل الفلسطينية، مؤخراً، بينها عودة الفعاليات الشعبية على الحدود مع الأراضي المحتلة شرق غزة.

ويرى أن "الميدان في حالة توتر يحتاج لدرجة عالية من احتواء التصعيد، ربما تمارس الأطراف سياسة حافة الهاوية، ما يمكن أن يتم تحقيقة بالمواجهة العسكرية على الأقل من قبل الاحتلال يمكن تحقيقه بأقل كثير من الخسائر والأضرار، بمعنى الالتزام باستحقاقات وقف إطلاق النار، يوجد شعور أن الذهاب للمواجهة لن يغير من الواقع شيء ولن يضع المقاومة في موقف ضعيف".

وقال: "ما بين حسابات الربح والخسارة بالنسبة للاحتلال، يبدو أن العناد وعدم الذهاب لتنفيذ الاستحقاقات، سيكون مشروع مغامرة ويربك الوسطاء وهنا الحديث بشكل مباشر عن الوسيط المصري، وأيضاً الإدارة الأمريكية التي كان لها دور في وقف إطلاق النار، خلال معركة سيف القدس، هذه الأطراف أن الاحتلال لم يقدم ما يحتوي الأزمات، وهنا الإشارة لتصريحات بلينكن بعدم ربط المسارات".

وفي سياق متصل، يرى المختص في الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب، أن "التسريبات حول تصريحات بلينكن انفردت بها فقط إذاعة جيش الاحتلال، ومن المبكر تقييم هذه المعلومة، لكن الأيام والأسابيع المقبلة ستقدم أدوات لتقييم هذه المعلومة، وفي نفس المعلومات التي وردت على نفس وسيلة الإعلام، أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية لن تفرض فيتو على الاستيطان ولن تمارس ضغوط ما دام البناء الاستيطاني لن يكون مكثفاً".

وتابع في حديث مع "شبكة قدس": "هذه المعلومات لم تتواتر في الصحافة الإسرائيلية، والإعلانات الرسمية لدى الاحتلال لم تتطرق للموضوع الفلسطيني، في الحديث عن الحوارات مع المسؤولين الأمريكيين".

وأشار أبو عرقوب إلى أن المحللين والمسؤولين في دولة الاحتلال "يتحدثون أن تأثير المعركة الأخيرة على غزة كرست معادلة جديدة ليست لصالح حماس، حيث حرمتها من تدفق الأموال القطرية، وقد يقود في المرحلة المقبلة إلى حالة توتر جديدة".

وحول توقعاته للمستقبل القريب، أضاف: "إسرائيل مضطرة وتريد تعزيز وتطوير المعادلة التي تقول إنها فرضتها بعد الحرب الأخيرة، وفي المقابل تريد حماس عودة تدفق المال القطري لموظفي حكومة غزة، هذا التناقض بين الطرفين أن يقود إلى جولة تصعيد جديدة".

واعتبر أن "المؤسسة العسكرية لدى الاحتلال تريد تهدئة الأجواء وعدم الذهاب إلى التوتر، بينما يبحث المستوى السياسي عن تعزيز شعبيتهم لذلك دائما ينادون فرض مزيد من العقوبات على الفلسطينيين في غزة والضفة".

وفي السياق، يعتقد الباحث في الشؤون الإسرائيلية، عماد أبو عواد، أن "ربط قضية الجنود الأسرى بملف الإعمار من أجل استهلاك الوقت، إسرائيل مقتنعة أن المقاومة لن تقبل بهذا المسار، لكن في إطار استغلال العامل الزمني ومد الملف قدر الإمكان، نجحت، بعد أن أقنعت الجمهور الإسرائيلي أن ما لدى حماس هو جثث".

وتابع: "استطاعت إقناع حماس أن موضوع التبادل لن يكون إلا بعد أن يتم إعادة الجنود بإعمار غزة، وهذا دفع حماس للتصلب في مواقفها، وبالتالي استهلاك مزيد من الوقت، رغم أنه كان واضحاً منذ البداية أنه لن يكون هناك صفقة تبادل قريبة، لأن الاحتلال غير معني بفضح نفسه بشكل أو آخر في هذا الملف".

وأشار لشبكة قدس إلى أن الاحتلال "ليس مضغوطاً في ملف جنود الأسرى ويحاول المماطلة في الوقت"، وتابع: "توقعاتي في المرحلة المقبلة أن تبقى إدارة الملف بهذا الشكل الحالي، إذا لم تكشف حماس عن ما لديها دون شرط أو قيد، إذا بقيت مصممة أن الكشف عن مصير الجنود مرتبط بدفع ثمن اعتقد أن إسرائيل لن تقدم شيئاً، لأنها غير معنية بإحراج نفسها، إذا كانوا أحياء فإنها تعتقد أنها اكتسبت الوقت، وإن كانوا جثثاً فلن تخسر شيئاً".

 

#غزة #الاحتلال #إسرائيل #المقاومة #صفقة تبادل #الجنود الأسرى #الحصار #الإرباك الليلي #سيف القدس #بلينكن #نفتالي بينيت #الوسيط المصري