شبكة قدس الإخبارية

هل عادت مصر للضغط على الفصائل الفلسطينية من خلال معبر رفح؟

5b48f5c6-d479-445f-80bc-3dc512fe4891
هيئة التحرير

خاص - قدس الإخبارية: شكل القرار المصري المفاجئ بإغلاق معبر رفح البري مع قطاع غزة أمام المسافرين الفلسطينيين في كلا الاتجاهين صدمة في الأوساط السياسية لا سيما على صعيد الفصائل التي توقعت أن العلاقة المشتركة مع القاهرة قد تجاوزت هذه المرحلة.

ولم تعلق أي من الفصائل الفلسطينية على قرار إغلاق معبر رفح البري، باستثناء حديث لعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش تحدث فيه أن الإغلاق مرتبط بأسباب فنية دون إبداء المزيد من التفاصيل، فيما كشف عن اتصال جمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بمسؤولي جهاز المخابرات المصرية دون الإشارة لمخرجات هذا الاتصال

ويتواصل إغلاق المعبر لليوم الثالث، وسط ترجيحات عن إمكانية استئناف القاهرة بشكل مفاجئ فتح معبر رفح تزامناً مع الاتصالات التي تجري مؤخراً مع الفصائل خصوصاً حركة حماس من أجل ضبط المشهد ووقف التوتر الحاصل على حدود قطاع غزة.

وعلمت "شبكة قدس" من مصادرها الخاصة أن القاهرة أبدت غضباً واضحاً من الأحداث التي شهدتها حدود غزة مؤخراً لا سيما إطلاق النار تجاه القناص الإسرائيلي الذي كان يستهدف المتظاهرين على الحدود، ووجهت طلباً وواضحاً بوقف المسيرات الحدودية، وهو الأمر الذي رفضته الفصائل التي قالت إنها ستضبط الأمور لكن الفعاليات لن تتوقف.

وأفاد محللون لـ "شبكة قدس" على أن الخطوة المصرية تندرج في إطار العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومحاولة للضغط على حركة حماس التي تقود القطاع من أجل خفض حدة التوتر والتجاوب مع الوساطة المصرية.

خطوة غير موفقة

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف في حديثه لـ "شبكة قدس" أن الخطوة المصرية غير موقفة وهي محاولة لابتزاز الفصائل والقطاع لوقف المسيرات والتجاوب مع الشروط التي تحاول القاهرة فرضها على المقاومة.

وقال الصواف إن الفصائل تبدو رافضة لكل الشروط وتريد سقفاً زمنياً واضحاً لتنفيذ التفاهمات بعيداً عن التمديد المتكرر للمهل من أجل التزام الاحتلال بتنفيذ اتفاق التهدئة والعودة إلى التفاهمات التي كانت في السابق، مشيراً إلى أن الخطوة الأخيرة تشكل ضغطاً على الفصائل كون المعبر شريان السفر الرئيسي للخارج.

واستدرك: "لا أتوقع أن تطيل مصر إغلاق معبر رفح كثيراً إذ ستعاود فتح معبر رفح في أي لحظة لاعتبارات المصلحة الخاصة بها"، مردفا: "مصر ستعيد فتح معبر رفح نظراً لحجم الفائدة التي تتحصل عليها من وراء عمله".

وبحسب الصواف فإن الطلب المصري لتمديد المهلة الممنوحة لها يعود لعدم قدرتها على التأثير على الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي بات واضحاً أنها متعنتة في موقفها ولا تريد تقديم أية تنازلات لصالح قطاع غزة وهو ما ترفضه الفصائل كلياً.

عقاب جماعي

من جانبه، قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط والمحلل السياسي حسن عبدو إن إغلاق معبر رفح شكل من أشكال العقاب الجماعي وهو أمر غير مبرر وإجراء مستغرب كونه من دولة عربية.

وأضاف عبدو لـ "شبكة قدس": "هذا الإغلاق جاء في سياق رسالة تقول إن معبر رفح تم فتحه في سياق التفاهمات التي جرت لوقف مسيرات العودة، وأن العودة لهذه المسيرات يعني إغلاقه وإنهاء المكاسب التي تحصلت عليها الفصائل وحركة حماس".

وتابع قائلاً: "الوسيط المصري يطلب مهلة إضافية لإنهاء المشكلات المتعلقة بالمعابر والمنحة القطرية، وهناك تجاوب من الفصائل مع هذه المطالب إذ من المرجح خفض مستوى المسيرات، وذلك من أجل إعادة فتح معبر رفح وإعطاء الوسيط فرصة لإنهاء الملفات العالقة".

وأردف عبدو قائلاً: "مصر تبذل جهوداً كبيراً لعدم انزلاق الأمور نحو تصعيد كبير وتمنع بكل ما تستطيع التوتر والإجراءات الإسرائيلية تجاه غزة، وترى أنها يجب أن تأخذ الفرصة الكافية من أجل حل كافة الملفات، لكن الفصائل ترى أن هذه المدة الزمنية يجب أن تكون مسقوفة زمنياً وليست مفتوحة وأن عدة أشهر مرت دون البدء في عملية إعادة الإعمار"

#حماس #مصر #الفصائل #مسيرات_العودة #معبر_رفح