شبكة قدس الإخبارية

سياسات بينيت ترتد إلى رأسه.. هل تذهب الأمور لتصعيد في غزة؟

236361267_911218813139066_6867241747875913808_n
هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: يبدو أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي اعتمدت على ابتزاز المقاومة في المرحلة التي تلت معركة سيف القدس، بدأت تنعكس سلبا على أمنه وهيبته، خاصة في ضوء إعلان الفصائل الفلسطينية عن برنامج للفعاليات الشعبية على حدود غزة.

وجاءت حادثة استهداف جندي إسرائيلي على حدود غزة من قبل أحد المقاومين لتظهر مدى ضعف حكومة الاحتلال على ابتزاز المقاومة، وقد اعتبرت الحادثة خطوة باتجاه تفجير الأوضاع لا سيما أن الاحتلال رد بقصف مواقع للمقاومة.

وتتزامن هذه الأحداث مع تحركات واسعة يقوم بها الوسطاء من أجل احتواء المشهد في غزة ومنع تفجره نحو مواجهة جديدة على غرار ما حصل في معركة سيف القدس، لا سيما وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نفتالي بينيت هشة وضعيفة.

وعلمت "شبكة قدس" أن بعض الوسطاء طالبوا الفصائل الفلسطينية باحتواء المشهد ووقف الفعاليات الشعبية، وهو ما رفضته الفصائل التي أكدت مضيها قدماً في برنامجها حتى تنفيذ الاحتلال كافة التفاهمات والالتزامات التي تعهد بها سابقاً.

وبالتوازي مع ذلك فإن الفصائل تبدو مصرة على عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل سيف القدس على صعيد التفاهمات مع قبل الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب البدء في عملية إعمار غزة ووقف الاعتداءات على القدس المحتلة وأحيائها.

وفي مؤتمر صحافي عقدته الفصائل اليوم الأحد 22 أغسطس 2021، شددت الفصائل على استمرارها في فعالياتها الشعبية دون تردد أو تراجع، مستكملة: "نرفض العدوان الصهيوني على قطاع غزة وهو المسؤول عن استهدافه المواطنين العزل وهذا العدوان لن يفت من عضضنا"، متابعة: "نقول للعالم وللأصدقاء والوسطاء أن غزة جزء من فلسطين ولن ينجح أحد في عزلها عن وطنها وشعبها ولن نقبل باستمرار حصارها".

وبحسب مراقبون للشأن السياسي الفلسطيني فإن الواقع الميداني في قطاع غزة ورغم توتره إلا أنه بعيد عن التصعيد في الوقت الراهن لاعتبارات متعلقة بالحكومة الحالية لدى الاحتلال، وكذلك لحسابات عند الفصائل الفلسطينية بالإضافة لوجود جهود مكثفة من قبل الوسطاء.

حكومة ضعيفة وخاضعة

وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن حضور الإدارة الأمريكية في المشهد الإسرائيلي يبدو أكبر من أي وقت سابق في ظل ضعف وهشاشة الحكومة الحالية الائتلافية، وهو ما يجعلها تحت يد إدارة بايدن ولا تقوى على اتخاذ قرارات صعبة.

وأضاف عوكل لـ "شبكة قدس": "فرص التصعيد ستظل ضعيفة في الفترة الحالية وما يجري حالياً هو ضمن إطار سياسة عض الأصابع بين الفصائل والاحتلال وستظل هذه السياسة قائمة لفترة أطول في ظل حضور الوسطاء والإدارة الأمريكية".

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي عوكل فإن الفصائل هي الأخرى لا تريد التصعيد بقدر ما تريد الضغط على الاحتلال من أجل انتزاع بعض التنازلات من الاحتلال على صعيد تخفيف القيود والإجراءات المفروضة على قطاع غزة.

وتابع قائلاً: "المقاومة تستغل ضعف حكومة بينيت ضمن نطاق التحرك المقبول به وفي إطار قواعد الاشتباك كي لا ينزلق المشهد أكثر، تزامناً مع حضور مؤثر وواضح للوسيط المصري في المشهد الفلسطيني بما يضمن كبح جماح التصعيد".

تواصل الفعاليات والضغط الشعبي

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن الفصائل ستمضى في تنفيذ برنامجها على الصعيد الشعبي حتى رضوخ الاحتلال لمطالبها وبعيداً عن كل محاولات الضغط التي تقوم بها الوساطات القائمة حالياً.

وقال الصواف لـ "شبكة قدس" إن المقاومة التي نجحت في إرغام حكومات نتنياهو على الاستجابة لمطالبها ستكون قادرة على إرغام الحكومة الحالية الهشة برئاسة بينيت على الخضوع لها والاستجابة لمطالبها من خلال أدوات الضغط المتبعة.

وأضاف الصواف: "المقاومة تعرف ما تريد وهي تتحرك ضمن البرنامج والرؤية التي وضعتها ولذلك هي قادرة على التحكم في المشهد"، منوهاً إلى أن ضعف الحكومة الحالية يمنح المقاومة جانباً آخراً من المناورة على الصعيد الميداني والسياسي.

#حماس #المقاومة #التهدئة #التفاهمات