شبكة قدس الإخبارية

المحررة حلوة حمامرة: عن قسوة 6 سنوات دون "ميسم"

232152046_2976205362701816_7032825599888169648_n

بيت لحم - خاص قُدس الإخبارية: "كنت أحضن المخدة وأغني لها الأغاني التي أنشدها لطفلتي كي أعوض حرماني منها"، تقول المحررة حلوة حمامرة وهي تصف اللحظات القاسية التي كابدتها في سجون الاحتلال، بعيداً عن طفلتها التي اعتقلت وهي رضيعة وخرجت من السجن وقد بلغت 6 سنوات.

تحررت حلوة حمامرة من سجون الاحتلال، يوم الخميس الماضي، بعد قضاء 6 سنوات متواصلة في سجون الاحتلال، واحتضنت طفلتها "ميسم" في الحرية دون قيود أو سجانين، وهو الحلم الذي كان شاغلها طوال سنوات الاعتقال، كما تقول في حديث مع "شبكة قدس".

تروي حلوة عن بداية الاعتقال التي لا تصف "قسوتها" أية كلمات، تقول: "في غرفة العناية المكثفة بالمستشفى الإسرائيلي الذي نقلت له عقب إصابتي خلال الاعتقال، حضر المحقق إلى غرفتي بينما كنت في حالة صحية سيئة للغاية، ووجه لي تهديدات بأن يلحق الضرر بزوجي وطفلتي وعائلتي".

وتضيف: "تركت تهديدات المحقق لي والحالة الصحية السيئة التي كنت أعاني منها، آثاراً نفسية قاسية عليَ، كنت دائماً أفكر بطلفتي وزوجي وعائلتي، عدا عن تهديدات المستوطنين باقتحام غرفتي وطعني بالسكاكين حتى أجبرت على ترك المستشفى قبل أن يكتمل العلاج".

يحتجز الاحتلال الإسرائيلي في سجون 11 أما فلسطينية انتزعهن من وسط أطفالهن وعائلاتهن، تقول حلوة إن الأسيرات والأمهات يبذلن جهوداً نفسية وعاطفية كبيرة للتخفيف عن بعضهن معاناة الحرمان: "كنا نحاول أن نخفف عن بعضنا، كل أسيرة تحصل مناسبة اجتماعية في عائلتها أو نجاح مع أطفالها نخلق لها جواً من الفرح، قبل الزيارات كان أكثر تفكير يرهقنا هو ماذا سنقول لأهلنا وأطفالنا".

وتتابع: "الطفل عندما يبلغ 7 سنوات يحرمه الاحتلال من الدخول في الزيارة عند والدته، كنت دائماً أدعو أن اتحرر قبل أن تبلغ طفلتي هذا العمر وأحرم من احتضانها".

من اللحظات الصعبة في الزيارة، تقول حلوة، عندما يجبر السجان الأطفال على الخروج من عند أمهاتهم في غرف الزيارة: "تخيل شعور الأم عندما تحتضن طفلها أو طفلتها ثم يجبروه على الخروج حينها يبدأ بالبكاء الشديد".

وتضيف: "لم اتوقع أن أبقى في السجن كل هذه السنوات، كان أملي الدائم أن اتحرر قبل أن تكبر طفلتي، الآن بعد أن بلغت هذا العمر وأنا بعيد عنها، أجد صعوبة في التعامل معها كابني، أتردد حتى في أن أطلب منها أي شيء كبقية الأمهات، اتعامل معها حالياً كأنها شقيقتي، بحاجة لفترة كي أكسر هذه الحواجز التي خلقها السجن بيني وبين طفلتي".

وعن أكثر اللحظات قسوة خلال سنوات اعتقالها، تروي حلوة: "في احدى الزيارات أصيبت والدتي بجلطة، مشاعر لا توصف عندما شاهدت والدتي في مركبة الإسعاف وهي في حالة صحية صعبة، وأحضروها أمامي وحاولوا تطميني عليها، بينما أنا محرومة من الوصول لها، كنت أتمنى أن أكسر الباب وأخرج لها، هذا كان يوماً قاسياً لن يزول من ذاكرتي".

وتشير إلى أن الاحتلال مؤخراً حرم الأسيرات من إدخال المواد التي يصنعن منها المنتوجات اليدوية، وقالت: سابقاً كان الصليب الأحمر يحضر لنا الخرز نصنع منها الأشغال اليدوية، بعد نقلنا إلى سجن "الدامون" منعت إدارة سجون إدخال هذه المواد.

تقول حلوة إنها "رفضت أن تقيم لها الأسيرات حفلة وداع نتيجة الظروف الصعبة بعد فاجعة وفاة بنت الأسيرة خالدة جرار".

وعن الليلة الأخيرة ووصايا الأسيرات، تروي: "كانت الأسيرات تيجي وتحضني، ويقولولي بدنا نحضنك عشان بدك تحضني أمياتنا، واحدة منهن قالتلي كمان 10 سنين بنلحقك، تخيل صعوبة الموقف أن أسيرة بقي لها في سجون الاحتلال 10 سنوات".

 

#فلسطين #الاحتلال #الأسرى #سجون #الأسيرات #حلوة حمامرة