شبكة قدس الإخبارية

من داخل مخيمات التحرير: "قدس" تلتقي بجيل المقاومة القادم

file_2021-07-10_131201
لؤي حجازي

غزة - خاص قُدس الإخبارية: لم تنته معركة "سيف القدس" بين المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال الإسرائيلي، رغم توقف الأدوات العسكرية والخشنة بين الطرفين، لأن كثيراً من السلوك على الأرض تدلل بأن المعركة دائرة رحاها، وكأنها حرب باردة.

مخيمات طلائع التحرير التي تحرص كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس تنظيمها منذ عام 2012، حملت هذا العام اسم مخيمات "سيف القدس"، في إشارة واضحة للاحتلال أن القسام ما تزال في خضم المعركة.

الآلاف من الغزيين سجلوا في هذه المخيمات التي تزاوج فيها كتائب القسام بين التدريب العسكري والبناء الفكري والثقافي، لإعداد جيل النصر والتحرير لفلسطين والقدس -كما تقول-، حيث قسمت الكتائب مخيماتها لفئات وهي الابتدائية، والإعدادية والثانوية والجامعية، ومرحلة الكبار.

وبدأت كتائب القسام بتنفيذ مخيماتها بدءًا من مرحلة الأطفال الابتدائية وصولاً لمرحلة الكبار، حيث تفرد لكل مرحلة اسبوعاً كاملاً من التدريب والاعداد والتثقيف، ويجري التدريب في مواقعها العسكرية المنتشرة في قطاع غزة.

استفتاء على خيار المقاومة

أبو البراء أحد أفراد كتائب القسام والمدربين في مخيمات طلائع التحرير يقول في حديث مع "شبكة قدس" : "كتائب القسام ومن خلفها حركة حماس تعمل منذ انطلاق فكرة مخيمات طلائع التحرير على انتاج جيل واعٍ وقادر على صنع الانتصار ودحر الاحتلال".

ويضيف أبو البراء "الإقبال هذا العام على طلائع التحرير غير مسبوق، ففي مدينة غزة فقط تجاوز عدد المسجلين في المخيمات 22 ألف من مختلف الفئات العمرية، في إشارة واضحة على أن الشعب الفلسطيني مع المقاومة وتواق لتحرير فلسطين".

ويتابع أبو البراء "كتائب القسام تعتبر حجم التفاعل والمشاركة في مخيمات طلائع التحرير استفتاء على خيار المقاومة"، مشيراً إلى أنه كل عام تزداد الأعداد وساهم الانتصار في معركة سيف القدس قبل نحو شهرين في رفع أعداد المنتسبين للمخيمات.

وأوضح أبو البراء أن مخيمات طلائع التحرير تشتمل على منهاج تدريبي متكامل، حيث يتم فيها تقسيم المنتسبين للتدرب على القنص وإطلاق النار والاشتباك والاستراتيجيات والخطط العسكرية، إلى جانب محاضرات ودروس في الفكر والوعي والثقافة والقضية الفلسطينية.

وأكد أبو البراء أن طلائع التحرير هدفها تخريج جيل واعٍ ومثقف ويعرف طبيعة الصراع مع الاحتلال، وليس جيلاً يتقن استخدام السلاح فقط، فيجب أن يتم المزاوجة بين العقل والبندقية، وإننا نستبشر خيراً بأن التحرير بات قاب قوسين أو أدنى مع هذا الإقبال على طلائع التحرير.

تحصين الجيل

وفي السياق قال الناطق باسم مخيمات طلائع التحرير أبو بلال:" إن هذه المخيمات تهدف لغرس المبادئ الإسلامية في نفوس الأطفال والشباب وترسيخ المبادئ الوطنية والانتماء للأرض المقدسة والاستعداد للتحرير والعودة، بالإضافة إلى تحصين الجيل من الوقوع في شرك الاحتلال واكسابه مهارات تجعله شخصية قيادة واعدة".

وأكد أبو بلال في مؤتمر صحفي، على أن كتائب القسام تسخر إمكانياتها لهذه المخيمات، لتؤكد على العقيدة العسكرية الراسخة لديها بأن الانسان الفلسطيني هو رأس مال الوطن والقضية بالتالي هو محط اهتمام وبناء لا يمكن أن تغفل عنه المقاومة".

وقال أبو بلال إن "القسام والمقاومة رغم انشغالها بمعارك الإعداد، ورغم خروجها للتو من معركة سيف القدس وضعت على أولوياتها برامج لإعداد الجيل".

"جاهز لمعركة التحرير"

"تدربنا على الكثير من أنواع السلاح، والخطط العسكرية، ودرسنا الكثير من المواد الدينية والثقافية، وأشعر أنني بت جاهزاً للمشاركة في جيش تحرير القدس وفلسطين"، بهذه الكلمات تحدث الطفل محمود التيان 13 عاماً أحد المشاركين في مخيمات سيف القدس.

ويضيف محمود: "سأحرص على المشاركة كل عام في مخيمات طلائع التحرير، لأن هذه المخيمات تعملنا الكثير، وفهمنا طبيعة القضية الفلسطينية"، معبراً عن تقديره وامتنانه لكل المدربين من كتائب القسام الذين كانوا نماذج تعلموا منها الأخلاق والقوة والإرادة.

أما زميله يزن عاشور 10 سنوات، فأبدى سعادته بمشاركته في مخيمات طلائع التحرير التي سميت هذا العام بسيف القدس، مؤكداً أن مشاركته ساهمت بشكل كبير في تخفيف آثار العدوان الأخير عليه، وأعادت له الثقة بنفسه.

ويقول يزن لـ شبكة قدس "أشعر اليوم بقوة كبيرة وثقة عالية بالمقاومة، فكل أيام الخوف التي عشتها خلال العدوان، زالت مع مشاهدتي لقوة المقاومة وإمكانياتها، وتدريبي في أحد مواقع المقاومة، جعلني أكثر ثقة بالنصر والتحرير".

ودعا يزن كل الأطفال إلى المشاركة في مخيمات طلائع التحرير لما لها من أثر إيجابي على ثقافة ونفسية الأطفال، مطالباً كتائب القسام على أن تواصل هذه المخيمات وتطورها لتكون لمدة أطول وإثرائها بالمزيد من التدريب والتثقيف.

طلائع التحرير .. علاج وبناء

من جهته؛ قال الاخصائي النفسي إياد الشربجي لـ شبكة قدس :"إن المخيمات الصيفية تحظى باهتمام كبير في المجتمع الفلسطيني، وخاصة التي لها طابع عسكري، وزاد الاقبال عليها هذا العام بعد العدوان الأخير"، موضحاً أن هذه المخيمات لها الكثير من الأثر الإيجابي على منتسبيها خاصة الأطفال.

ويضيف الشربجي "أغلب الأطفال في قطاع غزة تعرضوا لصدمات نفسية وأزمات جراء العدوان، وهذه الأنشطة تعد هادفة فهي تساعد في تسريب وتفريغ الكبت والضغوط النفسية والانفعالي، كما أنها تعطي فرصة لتفريغ الشحنات السلبية سواء الناتجة من العدوان أو ضغوط الحياة".

وتابع "هذه المخيمات تساعد الطفل في اكتشاف ذاته وبالتالي تزيد ثقة بنفسه، من خلال اثبات نفسه من خلال الأنشطة العسكرية أو الكشفية"، مبيناً أن حمل السلاح والتدرب عليه يعزز الروح القيادية لدى الطفل ويعيد له ثقته بذاته وينزع الخوف الشديد الذي تعرض له خلال العدوان.

وأكد الشربجي على أن هذه المخيمات ذات التي تمزج بين العسكرية والثقافة، تعزز وترسخ مفهوم الانتماء للوطن والقضية والانتماء للمجتمع، كما تعزز ثقافة المقاومة لدى الأطفال وأنها طريق التحرير.

وأوضح أن هذه المخيمات تساعد في تنمية القدرات، حيث تعالج مشكلات نفسية واجتماعية عدة، وتجمع بين الفائدة والترفيه، كما ترسخ ثقافة الانضباط والالتزام والترتيب والنظافة والشراكة والتعاون وغيرها من القيم.

ودعا لتكثيف وتوسيع فكرة مخيمات طلائع التحرير، لما لها من أثر إيجابي في المجتمع، وعلى كل الشرائح سواء المشاركة فيها بشكل مباشر أو غير مباشر.

215479612_661985484776241_3087967925682719367_n


213078031_332880415001509_549886242580579648_n


212264658_4325798457471276_6339077404258762464_n


213410760_490104988756663_6290636126946658734_n


214402023_154921763274136_1854451348816121299_n


214129688_556303985543162_2527438771235516935_n


211888362_4900667469949583_5465414476523839068_n
 

#غزة #المقاومة #القسام #سيف القدس #طلائع التحرير