شبكة قدس الإخبارية

جولة واسعة قد تسقط بينيت.. كيف تنظر المقاومة لحاكم "إسرائيل" الجديد؟

202390680_611489150254491_2893349508148463013_n
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: أظهر الرد الإسرائيلي على إطلاق البالونات من قطاع غزة أن نفتالي بينيت يسعى لتطبيق نظرياته التي لطالما صرّح بها بشأن قطاع غزة، والتي تتضمن قاعدة: الرد على البالون سيكون كما الرد على الصاروخ، بعدما وجد نفسه في دائرة الانتقادات بعد اليوم الأول من انطلاق البالونات في 15 الشهر الجاري، وقد دأب المراسلون والمحللون والسياسيون الإسرائيليون على إجراء مقارنات بين ما كان يصرّح به وبين سلوكه الحالي كرئيس للحكومة. وفي محاولة لدرء تهتمي "الزئبقية" و"الكذب" أوعز كما يبدو لتنفيذ غارات عدة في القطاع الليلة الماضية.

لكن ما يحكم السياسة الإسرائيلية اليوم ليس هوى بينيت وحده، وإنما العار الذي لحق بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية في المواجهة الأخيرة مع قطاع غزة، فما إن انتهت المعركة حتى وقد بدأت الأصوات المنتقدة تعلو بتعبيرات ليس أقلها وصف "فشل" أو "هزيمة". اليوم تجد كل مركبات القوة العسكرية الإسرائيلية نفسها في إذلال تاريخي أبرز ملامحه منع التجول في تل أبيب بأمر من قطاع غزة، وهذه مشاهد ومواقف لا تزال تتحكم في عملية بلورة المواقف والاتجاهات لدى الجمهور الإسرائيلي، الذي فقد الثقة بجيشه ومؤسسته العسكرية، التي تحاول ترميم حالة الثقة بها داخليا.

في المقابل تراقب المقاومة الفلسطينية المتغيرات التي يحاول الاحتلال فرضها في قواعد الاشتباك، وهي ليست في عجلة من أمرها لتحجيم بينيت الضعيف مقارنة بـ "ملك إسرائيل" بنيامين نتنياهو، لكن أبسط قواعد السلوك والفهم السياسيين تطلب الانتظار لاكتمال الصورة ككل، والوقوف على توجهات بينيت في كل الملفات، الأسرى والحصار والقدس وإعادة الإعمار، ومن هنا تبدأ عملية التقييم لبناء سلوك مناسب، وفي ظل هشاشة الوضع الائتلافي للحكومة، فإن مهمة إسقاط بينيت لن تكون صعبة، مع التأكيد على أن المقاومة تتصرف على أساس السلوك لا الأشخاص، وليس مهما من يحكم "إسرائيل".

وبشكل مبكر من فترة حكم بينيت تمكنت المقاومة من اقتناص محاولة فهم لسلوكه عبر تهديد بشأن مسيرة الأعلام، فالرجل الذي كان دائم الانتقاد للدور المصري في وقف إطلاق النار والوساطات، هرول في هذا الاتجاه لتمرير المسيرة مؤكدا أن الهدف ليس الاستفزاز وإنما إقامة تقليد سنوي بأقل درجة من الاحتكاك مع متغيرات على المسار، ويمكن القول إنه قد اعترف ضمنا بقواعد الاشتباك الجديدة "القدس - غزة" ولكن بذكاء منع موجة من الانتقادات بحقه وأكسبه نوع من التعاطف من بعض تشكيلات معسكر نتنياهو، وتحديدا من تيار الصهيونية الدينية.

وفي التحليل بشأن قطاع غزة يجب الخروج من دائرة الأشخاص والمتغيرات داخل النظام السياسي الإسرائيلي، فهذه المعضلة (غزة) بالنسبة للإسرائيليين لها ثلاثة مفاتيح فاشلة: الأول، إخلاء المسؤولية المدنية عن القطاع من خلال سياسة عدم التحكم بالمعابر والممرات، وهذه مكلفة للأمن القومي الإسرائيلي. الثاني، تنفيذ عملية عسكرية من الجو والبر وهذه مكلفة جدا وعلى المدى البعيد والاستراتيجي مضرة لإسرائيل. الثالث، تنفيذ عمليات عسكرية بفارق سنوات لإحباط قدرات المقاومة وهو الخيار المعمول به حاليا، وقد أصبح تهديدا على الأمن القومي الإسرائيلي كما جرى في الجولة الأخيرة. إذن، لو خرج هرتزل من قبره فلن يغير من الحال شيء، وستبقى غزة المعضلة القادرة على إسقاط حكومات وأوهام، وبينيت لن يكون أكبر من المعضلة (غزة).

#نفتالي بنيت