شبكة قدس الإخبارية

عن مسيرة الأعلام والمقاومة.. ما حقيقة ما جرى اليوم؟

194968085_365122371665830_2794972174150791253_n

 

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: عندما يتحول الاحتلال من حقيقة ثابتة إلى واقع يحتاج باستمرار للاستعراض من أجل إثبات حقيقة وجوده، يكن بالضرورة قد فقد جزءا من ثقته بنفسه كقوة قادرة على الاستمرار في السيطرة. تماما هذا ما جرى مع مسيرة الأعلام التي لم يكن حدث إقامتها مفاجئا، فالقدس وإن انتصرت في جولات على المحتل تبقى تحت وطأة احتلال لا يزال يمتلك كل مصادر القوة للسيطرة عليها، والمقدسي ينتصر بالصمود لا بفرض وقائع، ويقاتل من أجل منع استحداث وقائع جديدة في هذه المرحلة على الأقل.

وما ينطبق على المقدسي الذي يعيش في مدينة المعسكرات الشرطية والمستعربين، ينطبق على المقاومة في قطاع غزة التي تقع منذ 14 عاما تحت حصار يشارك فيه عرب وفلسطينيون و"إسرائيل" والنظام الدولي ككل، ولا شيء يعبّر عن واقعها أكثر من حديث أحد مقاتليها في الجولة الأخيرة مع الاحتلال حين قال: إننا نغوص في عمق البحر بحثا عن الحديد الذي نصنع منه صواريخنا. في مقابل هذا المشهد تعهدت الولايات المتحدة مثلا بتعويض مخزون القبة الحديدية الإسرائيلية.

لكن الذي تغيّر بعد المعركة الأخيرة، هو أن البديهي لم يعد كذلك، واستعراض المستوطنين في القدس واقتحامهم للأقصى أصبح حدثا غير عادي، ويستوجب تدخل وسطاء ودولا وكيانات من أجل تمريره، وهذا بحد ذاته يؤكد أن "إسرائيل" لم تعد حرة الحركة والسلوك في المدينة في المرحلة الحالية، وهذه حالة يُبنى عليها، وهي في الميزان الاستراتيجي تراجع في المشروع الإسرائيلي الذي يرى في القدس جوهر نشاطه وعقيدته، خاصة وأنه توقع أن يكرّس الاعتراف الأمريكي بها عاصمة لـ"إسرائيل" وهرولة بعض الأنظمة العربية  واقعا جديدا تصبح فيه المدينة ملك يمين للصهيونية.

إن "إسرائيل" ليست دولة ضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع أن تقيم نشاطا في القدس بقوة السلاح، هذه حقيقة، لكنها هشة إلى درجة أن يكون عدد المسلحين المشرفين على النشاط أكبر من المشاركين فيه، وهذا ما حدث فعلا في مسيرة الأعلام التي شارك فيها المئات تكفل في حمايتهم الآلاف من عناصر من شرطة الاحتلال والمستعربين، فهل كان يجرؤ هؤلاء على إقامة المسيرة بدون كل هذه الإجراءات الأمنية؟.

كما أن "إسرائيل" ليست ضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع ضرب هدف أو هدفين أو عشرة أهداف في غزة، لكنها مهووسة هشة إلى الحد الذي إذا أطلق مسؤول في المقاومة تهديدا غزت القبة الحديدية كل الجغرافية المحتلة من الشمال إلى الجنوب، ومرتبكة لدرجة أن نفتالي بينيت صاحب شعار أن "الرد على البالون كما الصاروخ" ومبتكر فكرة "اغتيال مطلقي البالونات" لم يهاجم مجموعة واحدة من مطلقي البالونات اليوم لأنه شعر بأن ما يجري حالة من الاستدراج.

#القدس #مستوطنون #المقاومة #مسيرة_الاعلام