شبكة قدس الإخبارية

عن بيتا التي قالت للاحتلال: "لا تحلم بأرضي ولا تفكّر عليها تدوس"

132043Image1-1180x677_d

نابلس - قُدس الإخبارية: تقول الأغنية الشعبية عن بلدة بيتا: "قالت له لا تحلم بارضي ولا تفكّر عليها تدوس"، فمنذ عقود يخوض أهالي البلدة مواجهة دامية مع الاستيطان، شهداء ارتقوا وجرحى وأسرى في سبيل منع الاحتلال من التمدد على أراضيهم.

لم تكن مواجهة الأسابيع الماضية، الأولى في تاريخ مواجهة بيتا مع الاستيطان، فالبلدة الساكنة في قلب ما عرف تاريخياً بجبل نابلس، كان لها وقائع كبيرة في المعركة مع الاحتلال والمستوطنين.

في السادس من نيسان 1988، صدحت مساجد البلدة بنداءات إلى الأهالي للتوجه للتصدي للمستوطنين الذين اقتربوا من البلدة، وبعد أن حاصرهم الشبان من عين عوليم إلى واد البلدة، فتح المستوطنون نيران رشاشاتهم تجاه الأهالي.

بعد حصار المستوطنين والمواجهة الدموية، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال البلدة، قدر أعدادها حينها بأكثر من 800 جندي، وكانت تحمل أوامر من وزير الحرب حينها، اسحاق رابين، بالتدمير والانتقام من الأهالي.

مارس جيش الاحتلال في البلدة سياسة "تكسير العظام"، حيث كان المعتقل يتعرض لضرب على عظامه بالحجارة والعصي حتى تكسيرها، بالإضافة لاعتقال المئات، ونسف البيوت.

أسفرت المواجهة في بيتا عن استشهاد 3 فلسطينيين، ونسف ما يقارب 13 بيتا، وإبعاد ستة من شبان البلدة إلى تونس والجزائر، واعتقال 400 آخرين.

في 2020، عاد غول الاستيطان ليهدد البلدة، والهدف حينها جبل العرمة الذي يمثل موقعاً استراتيجياً في المنطقة، حاول المستوطنون تثبيت وجود لهم في المكان، لكن الأهالي هبوا منذ اللحظات الأولى للتصدي لهم.

في آذار تحديداً، استشهد الشاب محمد عبد الكريم حمايل متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال، خلال مواجهات عنيفة اندلعت على جبل العرمة، رفضاً لاقتحام المستوطنين للجبل.

بعد أيام من استشهاد حمايل، التحق به الشاب إسلام عبد الغني دويكات متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال على الجبل.

قبل أسابيع، أقام المستوطنون بؤرة استيطانية على قمة جبل صبيح، عاد أهالي بيتا إلى المواجهة، فعاليات يومية، وإرباك ليلي، في أولى أيام المواجهة استشهد الدكتور عيسى برهم، خلال مواجهات عنيفة اندلعت تزامناً مع المعركة في غزة.

بداية حزيران الحالي، كانت بيتا على موعد مع شهيد جديد في المواجهة مع الاستيطان، ارتقى الأستاذ زكريا حمايل بعد إصابته بالرصاص الحي، وبعد أيام من شهادته، التحق به الطالب محمد سعيد حمايل، بعد أن أصابه قناصة الاحتلال برصاصة في صدره.

محمد الذي تسمى باسم جده الشهيد، وسبقه عمه وعمته إلى الشهادة قبل سنوات، أصبح الشهيد الثالث في المواجهة بين بيتا والاستيطان.

بعد "واقعة بيتا" في نيسان 1988، انتشرت أغنية شعبية تقول:

"قرية بيتا غالية علينا أعطت للصهيوني دروس

قالت له لا تحلم بارضي ولا تفكر عليها تدوس

خطفوا الحرس مع السلاح وخلّو العدو كلو جراح"

 

#الاحتلال #الاستيطان #شهيد #نابلس #بيتا #العرمة #صبيح