شبكة قدس الإخبارية

حراك مصري كبير في ملف قطاع غزة.. ما الأسباب التي تقف وراء ذلك؟

162272368824881
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: ارتفعت وتيرة الحراك المصري تجاه قطاع غزة بعد معركة سيف القدس التي وقعت في شهر مايو/ أيار، ولعل أبرز الدلالات على ذلك زيارة وزير المخابرات المصري اللواء عباس كامل للقطاع، خاصة وأنه يعتبر من المقربين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكانت زيارته بمثابة كسر للبروتوكولات السابقة.

وبحسب مصادر لـ "شبكة قدس" فإن مصر قد أبدت هذه المرة موقفاً مختلفاً عن سابقاتها من الجولات التي خاضتها المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة سيما التي تلت حرب عام 2014، وقد فتحت القاهرة خلال المعركة الأخيرة خطوط اتصال واسعة مع مختلف القيادات في فصائل المقاومة.

وفي السياق، يقول الدكتور أحمد عطاونة مدير مركز رؤية للتنمية السياسية إن هناك تحولاً متطوراً ومختلفاً في الموقف المصري عما كان في السابق، بدأ بالإعلان عن مساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة بقيمة 500 مليون دولار أمريكي.

ويضيف عطاونة لـ "شبكة قدس": "ما يجري يندرج ضمن توافق دولي سيعزز دور مصر في المنطقة بشكل عام، إلى جانب وجود حرص مصري على هذا الدور بالذات بعد حالة الانقسام والتجاذبات التي تشهدها المنطقة في الفترة الأخيرة".

وبحسب مدير مركز رؤية للتنمية السياسية فإن هذا الدور الكبير الذي ستقوم مصر به سيؤثر في قرار قيادة غزة وحركة حماس وكلما كانت العلاقة بمستوى أعلى كلما كان التأثير في القرار أعلى، وهذا واحد من الأهداف الخاصة بتطوير العلاقة.

ويتابع عطاونة: "المعركة الأخيرة عززت فكرة أن المقاومة غير متأثرة ومتحررة من المواقف الإقليمية والدولية وظهرت السلطة أنها غير مؤثرة في المشهد، فيما كانت المقاومة غير متأثرة بقرارات دول معينة للضغط عليها وبدت متحررة من أي علاقات وهو ما يشكل خطرا على الاحتلال، الذي من مصلحته أن تتقارب بعض الأطراف الإقليمية من المقاومة بهدف الوساطة".

في موازاة ذلك، يلفت عطاونة أن هناك بعض القضايا المرتبطة بالأمن القومي المصري تجعل الانفتاح ضروريا، وغزة تجاور منطقة ضعيفة أمنيا هي شبه جزيرة سيناء، والتعاون مع حماس يساهم في زيادة السيطرة الأمنية المصرية على تلك المنطقة.

ويستدرك: "صحيح أن هناك علاقات جيدة بين مصر و "إسرائيل" إلا أن هناك تحت السطح تحديات وصراع في مساحات معينة، بالذات في موضوع سد النهضة الذي وفرت تل أبيب فيه الحماية للسد، وهذا الموقف الإيجابي تجاه غزة يمكن أن يشكل ورقة لصالح مصر في نقاشها ومفاوضاتها حول بعض القضايا".

لا جديد في العلاقات

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إنه لا يمكن القول إن هناك تحولاً استراتيجياً تجاه غزة وحركة حماس، لكن مصر فقدت خلال السنوات الأخيرة مكانتها الإقليمية تماما لعدة أسباب تمثلت في التبعية المصرية لبعض الدول الخليجية، وبالضرورة أن يكون هناك تناقض بين المصالح الخليجية والمصرية في بعض الملفات، مثلا في موضوع سد النهضة الذي يشار في سياقه إلى أن الإمارات والاحتلال يقفان على النقيض من الموقف المصري.

ويضيف عرابي لـ "شبكة قدس": "من ضمن الأسباب التحالف الإماراتي والإسرائيلي وهو ما يناقض المصالح المصرية وحتى الأردنية لأنهما الدولتان الوحيدتان اللتان كانتا تقيمان علاقات مع الاحتلال وهو ما أثر على مصر في بعض القضايا الاقتصادية".

ويردف الكاتب والمحلل السياسي: "مصر أصبحت بحاجة لإعادة تموضع إقليمي، فضلاً عن أن إدارة بايدن الجديدة أهملت حلفاء ترامب السابقين بما في ذلك السيسي وبن زايد ونتنياهو، ومصر أرادت أن تثبت أنها الوحيدة القادرة على التحدث مع حماس بالتالي فإن هناك رغبة في إعادة التموضع السياسي بعيداً عن حلفائها في الخليج".

ويشير عرابي إلى وجود أهداف اقتصادية وسياسية أيضاً تريد مصر تحقيقها من قطاع غزة، فسياسياً استفادت والعالم أصبح يتحدث مع السيسي بعد مقاطعة طويلة ومصر استعادة مكانتها إلى حد ما إقليمياً بعد الجولة الأخيرة.

أما اقتصادياً، فيعلق الكاتب والمحلل السياسيي بالقول: "واضح أن النظام المصري يريد أن يكون بوابة الإعمار من خلال شركات الجيش، وبالتالي فإن كل ما يجري حالياً هو تقاطع للمصالح، والمقاومة مستفيدة من هذا الهامش في التعامل معها".

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت اعتبرت أنه "كان من اللافت للنظر أن أول مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الوسيط الرئيسي بين (إسرائيل) وحماس، جرت يوم الخميس 20 مايو الماضي، بعد خمسة أشهر من وصول بايدن إلى البيت الأبيض، إذ أن الأخير كان يتوعد بمحاسبة النظام المصري على ما يعتبره انتهاكات لحقوق الإنسان".

وأضافت الصحيفة: "في الواقع، كانت (إسرائيل) هي التي مارست ضغوطًا على البيت الأبيض لإجراء اتصال مع السيسي ووزير المخابرات المصرية عباس كامل في أعقاب المعركة الأخيرة في قطاع غزة. وكانت رسالة تل أبيب إلى البيت الأبيض: إذا كانت الولايات المتحدة لا تريد أن تتورط في ما يجري، فليقم المصريون بذلك، على أن يمنحهم البيت الأبيض مباركته".

وترى الصحيفة أنه "لن يتمكن أحد، ولا حتى الرئيس السيسي وفريق مفاوضي المخابرات المصرية، من تخمين المدة التي سيستمر وقف إطلاق النار فيها. لكن المؤكد أن مصر ضربت عصفورين بحجر؛ فكت العزلة عن نفسها وطورت العلاقة مع الولايات المتحدة، وتسعى في الوقت نفسه إلى ​​إرسال العمال ومهندسي البناء والشركات في إطار عملية إعادة الإعمار".

 

 

 

#حماس #المقاومة #سيف_القدس