شبكة قدس الإخبارية

النعم والنعمتين: اسمَّعنا زين.. نحن طلَّابين حق وراءه شعب فلسطين

7f396fc5-8e5f-4794-8b4c-59278db166da
د. شكري الهزيل

التاريخ وما أدراكم ما التاريخ حدثنا ويحدثنا كثيرا عن أحداث لها مقوماتها وتفاصيلها وبداياتها ونهاياتها التي تكون أحيانا غامضة أو غائبة في عتمة تفاصيل والغَّاز لم تُفَّك طلاسمها وأسبابها لهذا السبب أو ذاك وأحيانا كثيرة يحاول الباطل طمس هذا الحق أو ذاك عبر القوة الغاشمة والغطرسة والكذب والتضليل التي اخترع أكذوبة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" و"طابو الألفي عام" الذي يعطي الغاصب التبرير اللازم لتمرير هكذا أساطير وأقاويل لا علاقة لها بفلسطين ولا بأرض الميعاد المزعومة التي كانت عامره بأهلها الفلسطينيون من النهر إلى البحر وهؤلاء كانوا يزرعون ويقلعون الأرض وينعمون بنعمة وخيرات بلادهم إلى حين جاء الغزاة على شاكلة عصابات مسلحة مارست السطو المسلح على كل ما هو فلسطيني أرضا وشعبا ومتاعا وأملاكاً وبيوت ومدن وقرى امتدت بين مساحة ما بين النهر والبحر وما بين الجليل في الشمال وحتى النقب في أقصى الجنوب الفلسطيني ومن القدس وسط البلاد وحتى غزة هاشم غربا ومن جنين إلى نابلس ورام الله والخليل وحتى رفح غربا.

منذ عقود ونحن نحاول تخطي عقبة الأرقام والترقيم والتاريخ والتواريخ والأسماء والمسميات التي فرضها الاحتلال الغاشم على الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية، حيث قام الاحتلال ليست بإحتلال الأرض الفلسطينية جغرافيا وديموغرافيا فقط لا بل قام بتغيير معالم البلاد وأسماء المواقع والمدن والقرى الفلسطينية وحولَّها إلى عبريه وصهيونية.

وما لم يتمكن الاحتلال من تغييره قام بتحريفه أو إنشاء مستوطنة ملاصقة لأماكن التواجد العربي وأعطاها اسم يوحي وكأنها جزء من المكان منذ أمد طويل ناهيك عن احتلال المدن الفلسطينية وجعلها ذات أكثرية "يهودية" يعيش على هامشها جيتوات: الجيتو العربي في حيفا ويافا واللد والرملة الخ من مدن وقرى فلسطينية تم احتلالها عام 1948 وهكذا دواليك إلى حد أن شارات ولافتات المرور والسير المثبتة على الشوارع في فلسطين قد كتبت عليها أسماء مدن عربية عريقة باللغة العبرية توحي وكأن بئر السبع مثلا "بير شيبع" ويافا "يافو" وعكا "عكو" وغيرهما الكثير في بيئة احتلالية واحلاليه معادية ومعاكسه للتاريخ والتراث الفلسطيني لا بل إن الاحتلال سعى بطريقة مبرمجة لمحو وتشويه صورة كل ماهو فلسطيني على الأرض الفلسطينية سواء على مستوى المكان أو الإنسان أو الجغرافيا والديموغرافيا وبالتالي ماجرى منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا أن الدولة الاستيطانية الصهيونية قد استبدلت أكثرية أسماء المواقع الجغرافية الفلسطينية بأسماء عبرية ويهودية ناهيك عن محو آثار وتدمير آلاف القرى والمدن والمواقع في الديار الفلسطينية وبناء مستوطنات يهودية مكان المدن والقرى الفلسطينية المدمرة إلى حد أن المقابر الإسلامية والمسيحية العربية الفلسطينية لم تسلم من جرافات وبلدوزرات الاستيطان الصهيوني لا بل أيضا حتى الأكلات والماكولات الشعبية الفلسطينية قد تعرضت للسرقه واصبحت بين ليله وضحاها مأكولات اسرائيليه تشارك فيها اسرائيل في معارض دوليه!!

لم يتعرض شعبا في العالم لما تعرض له الشعب الفلسطيني من تقطيع أوصال وتزييف تاريخ وهوية واقتلاع ديموغرافي وجغرافي ودمار اقتصادي وسياسي مبرمج قام الاحتلال الغاشم بصناعته وبرمجته بهدف الإستيلاء على الأرض الفلسطينية والسيطرة على الشعب الفلسطيني بشكل عام والشعب الفلسطيني المتواجد في فلسطين التاريخية بشكل خاص وبالتالي ما قامت به دولة الاستيطان والإحلال منذ 73 عاما هو المحاولة المستمرة لطمس معالم فلسطين من خلال طمس معالم الهوية الوطنية والجغرافية والحضارية الفلسطينية.

وهذا ما يعني أن ما جرى ويجري أن الصهيونية اعتمدت استراتيجية الاحتلال والإحلال والتشتيت والتضليل في محاولتها محو المعالم الفلسطينية على أرض فلسطين.

ولذلك جاءت التسميات الصهيونية لقطاعات الشعب الفلسطيني[ عرب إسرائيل.. أقليات…يهودا والسامرة] مندمجة مع الإستراتيجية الصهيونية الهادفة إلى ترسيخ أسماء وتسميات صهيونية ليست في ذهن اليهود فقط لا بل العرب أيضا والعالم ككل.

لكن ما يتعلق بفلسطيني الداخل الذين بقوا في وطنهم بعد النكبة عام 1948 حاولت الدولة الصهيونية منذ البداية [ 1948] خَّلق هوية مزيفة ومشوهة لهذا الجزء من الشعب الفلسطيني سواء من خلال التضليل والترويض والقمع أو من خلال برامج ومناهج التعليم المخصصة للمدارس العربية الفلسطينية في الداخل والتي تهدف بطريقة ممنهجه لأسرلة وتغريب الطلاب والأجيال الشابة من الفلسطينيين من خلال تشويه وتحريف التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا على أساس أن كل شئ في فلسطين هو تاريخ إسرائيلي وأسماء إسرائيلية ولا يوجد شئ اسمه فلسطين أو شعب اسمه فلسطيني تواجد في فلسطين قبل نشـأة الحركة الصهيونية 1896 في أوروبا.

من هنا وما يتعلق فلسطينيي الداخل "سبق وأن نشرنا مقالة سابقة حول عناصر وأساليب استراتيجية السيطرة الإسرائيلية نحو فلسطينيي الداخل وتحديداً عملية إطلاق الأسماء على هذا القطاع الكبير من الشعب الفلسطيني "بلغ العدد 2021 ما يقارب المليوني نسمة".

فهذه كانت إشكالية منذ نشأة دولة المستوطنين على الأرض الفلسطينية وطرد أكثرية الشعب الفلسطيني من وطنه وبقاء 160000 فلسطيني داخل فلسطين وداخل كيان الدولة الإسرائيلية الإحلالية والاحتلالية التي أقيمت على التراب الفلسطيني, بمعنى إن ماجرى هو أن الذين بقوا عام 1948 داخل هيكل وكيان دولة الاستيطان هم أبناء البلاد الأصليين وهم ليست أقلية لا طبيعية ولا عرقية ولا اثنيه تشكلت عبر مسار أو أحداث طبيعية [ هجرة أو كوارث].

لا بل ماجرى أن الدولة الإسرائيلية الجاهزة [الكرفان و المستوطن اليهودي والاحتلال والاحلال] والقادمة من الخارج جاءت على أساس فرض وجود أكثرية صهيونية على حساب وجود اكثرية فلسطينية في وطنها من خلال الطرد والإحلال والاحتلال..

الذي جرى في عام 1948 لايمكن اعتباره بأمر طبيعي أو أساس علمي تاريخي لتشكُل الأقليات في العالم وعبر التاريخ "من خلال الهجرة أو الكوارث الطبيعية.. إلخ"، حيث قامت العصابات الصهيونية مدعومة من الغرب بفرض واقع غير طبيعي ومشوه حين أصبح أهل البلاد الأصليين بين ليلة وضحاها أقلية بين أكثرية مستوردة من الخارج سعت وما زالت تسعى للقضاء على كل ما يمت لهوية فلسطينيي الداخل من خلال إنكار وجودهم وتسميتهم بأسماء إسرائيلية أو غيرها لا تشير لأصلهم وهويتهم الفلسطينية وانتمائهم للشعب الفلسطيني.

وبالتالي ما جرى هو أن وسائل الإعلام والإحصائيات الإسرائيلية الرسمية تتطرق فقط لوجود أقليات [ ميعوطيم] من المسلمين والمسيحيين والدروز والبدو وغيرهم من القطاعات الفلسطينية.

فلسطينيو الداخل هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا وبالأصل أكثر اللاجئين في الدول العربية المجاورة وفي داخل فلسطين هم من أبناء وبنات فلسطين الداخل وديارهم الأصلية تقع في فلسطين الداخل: حيفا عكا صفد طبريا يافا الرملة اللد أسدود عسقلان.. إلخ من مدن وقرى فلسطينية تم احتلالها أو هدمها عام 1948.

الأرقام 48 و67 لا تشير لهوية الشعب ولا حدود الوطن الفلسطيني لا بل تشير لأحداث وتواريخ تم بتاريخها احتلال كامل فلسطين بحدودها الجغرافية من النهر إلى البحر وبالتالي ماجرى هو أن الاحتلال الإسرائيلي مدعوما من الغرب الإمبريالي وقرارات الأمم الامبريالية حاول ويحاول تثبيت شرعية وجودة من خلال اعتبار المناطق التي احتلها عام 1948 كأراضي "دولة إسرائيل" وجزء من الأراضي احتلت عام 1967 تابعة لفلسطين الغير مُعَّرفة كدولة أو حدود جغرافية بهدف توسيع الاستيطان الصهيوني وحصر الشعب الفلسطيني على أصغر رقع "كانتونات" جغرافية وديموغرافية داخل حدود فلسطين "النهر والبحر" من جهة والحيلولة دون عودة اللاجئين"حق العودة" إلى ديارهم داخل فلسطين من جهة أخرى وبالتالي ماجرى منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا 2021 هو أن الاحتلال الصهيوني حاول فرض سيطرتة "الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية والسياسية" على كامل فلسطين عبر الاستيطان والاحلال من خلال تضييق الخناق على أماكن ومناطق التواجد الفلسطيني ضمن استراتيجية التهويد والاسرلة والاحلال لا بل إن اتفاقيات أوسلو عام 1993 تم توظيفها للمشروع الاستيطاني الصهيوني في الضفة والقدس على أساس استغلال وجود سلطة " فلسطينية" تابعة للاحتلال يتم استغلال فسادها وعجزها لصالح توسيع الاستيطان والمستوطنات وهذا ما حصل منذ عام 1993 وما يجري اليوم في القدس والأقصى والشيخ جراح وكامل فلسطين.

الجاري في فلسطين النهر والبحر هو أن الاحتلال قد بلغ مرحلة الهجوم الكامل على كل ماهو فلسطيني وأينما تواجد هذا الأخير جغرافيا وديموغرافيا في فلسطين سواء في الضفة والقدس أو مناطق الـ 48 أو قطاع غزة وهذه الأخيرة تتعرض كل عدة أعوام لعدوان صهيوني فاشي يستهدف الناس والأطفال والبيوت والأبراج بحجة محاربة حركة حماس التابعة لمنظومة فصائل المقاومة.

الذي جرى في غزة مؤخرًا هو عدوان فاشي إجرامي هدفة زرع الخراب والدمار في ظل عجز آلة الحرب الصهيونية من النيل من المقاومة الفلسطينية التي فرضت معادلة الرعب والردع المتبادل لكن الأهم هو أن الشعب الفلسطيني قد توَّحد تحت شعار نصرة الاقصى والشيخ جراح كشعب واحد يعيش مابين النهر والبحر مما أفقد الاحتلال الغاشم صوابة وجعلة يدمر أبراج غزة ويرتكب المجازر ويطلق قطعان المستوطنين في أحياء العرب داخل مايسمى بالمدن المختلطة"مدن فلسطينية تم احتلالها علم 1948 وحصر ما تبقى من فلسطينيون في جيتوات مهمشة يعيش سكانها في ظروف صعبة وفقر مدقع بسبب سياسة التهويد والتهميش وعنصرية مؤسسات الدولة الصهيونية"...

بالمختصر المفيد تقوم مؤسسات وأذرع الدولة الصهيونية "تسمي ذاتها دولة يهودية" باستهداف الفلسطينيون وهضم حقوقهم وهدم بيوتهم ومصادرة الأراضي والقمع والاعتقال والقتل والافقار وتضييق الخناق عليهم إلى حد بلغت فيه العربدة الصهيونية نقطة إخلاء الفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح وسلوان وغيرهما من أحياء مقدسية.

إخلاء بهدف الاستيلاء على البيوت الفلسطينية لخلق بؤر استيطانية صهيونية داخل الأحياء الفلسطينية ضمن خطة تهويد وأسرلة القدس.

أينما تواجدت في فلسطين تشاهد همجية السياسة الصهيونية نحو الشعب الفلسطيني، لكن في المقابل يقاوم الفلسطينيون بكل الأشكال ويتمسكون بوطنهم فلسطين لا بل يدافعون يومياً عن المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض إلى أبشع هجمات صهيونية بهدف تدنيسة والاستيلاء علية وتقاسمة مع المسلمين، من مفارقات وبركات الأقصى أنه وَّحَّد الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا ضد الاحتلال الغاشم في فلسطين.

نحن نقول للقاصي والداني وتحديدًا لأذرع الاحتلال الغاشم وعرب الردة والتطبيع وأمريكا الباغية والغرب الامبرياليـ إننا باقون ما بقي الزعتر والزيتون في اللد والرملة ويافا والقدس وحيفا وعكا والخليل وجنين وبئر السبع وغزة هاشم الأبية والجليل والمثلث والنقب والساحل والضفة والقطاع.

باقون على كامل التراب الفلسطيني وفي انتظار العائدون بقوة حق العودة إلى الديار الفلسطينية مدينة,, مدينة قرية قرية.

نحن نقول: اسمَّعنا زين.. نحن طلَّابين حق وراءه شعب فلسطين… ما ضاع حق ووراء مطالب..."دق الرمح بعود الزين ..وانتوا يا نشامى منين..واحنا شبابك فلسطين والنعم والنعمتين".. نعم نحن شعبك فلسطين.. والنعم والنعمتين..

تحية للوطن والرحمة للشهداء والصبر والثبات والسلوان لذويهم وتحية الفخر للمعتقلين والأسرى والشفاء كل الشفاء للجرحى.

لا تفرحوا بقوة قنابلكم ولا بهمجية وسادية طياريكم وقتلكم أطفال فلسطين ودماركم الهمجي لبيوت وأبراج أهالي غزة هاشم.

البيوت والعمارات سنعمرها وسنعيد زراعة الزيتون وزراعة الأمل والفخر في كل بيت فلسطيني وطنا ومهجرا

تحية لمرابطي الأقصى والشيخ جراح و غزة هاشم الأبية، تحية لأحرار الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم وكل من وقف ويقف مع الحق الفلسطيني في وجه الباطل الصهيوني.

النعم والنعمتين: اسمَّعنا زين.. نحن طلَّابين حق وراءه شعب فلسطين وتعدادة 15 مليون فلسطيني تحية لكم أينما كنتم وتواجدتم وغد وبعد غد ستشرق شمسنا السجينة والاحتلال إلى زوال مهما طال.