الضفة المحتلة - قُدس الإخبارية: عبر أسرى محررون عن استيائهم من الطريقة التي تصرف لهم من خلالها رواتبهم، وقد شهدت اليوم الخميس مكاتب البريد اكتظاظا شديدا من عوائل الأسرى والشهداء والأسرى المحررين، ولم يتمكن معظمهم من الحصول على راتبه رغم انتظارهم لساعات أمام البريد. 

واعتبر الأسرى المحررون، أن ما جرى اليوم حلقة في مسلسل إذلال الأسرى والخضوع للقرارات الإسرائيلية، والتي كان آخرها منع البنوك والمؤسسات المصرفية من التعامل مع الأسرى أو إدارة حساباتهم البنكية، وهو ما ردت عليه السلطة بتحويلهم مؤقتا للبريد. 

وعلّق الأسير المحرر يحيى الزبيدي على ما جرى في مكاتب البريد من خلال منشور على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلا: "من الحق لا يؤخذ بالمظالم، وإنما يؤخذ عنوة، يجب أن نفهمهم من هذه الشريحة من الشعب الفلسطيني.. كفى إهانة واستخفافا.. ارحلوا جميعا لا نريدكم أيها التجار.. الصبر نفذ".

أما الأسير جهاد مناصرة، فكتب: "الأسرى وعائلاتهم من أمام مكتب البريد.. كل التفاصيل مؤلمة، محزنة، نساء، أطفال، شيوخ، عجائز، شباب، تزاحم وازدحام، مكاتب غير مؤهلة لاستقبال هذه الأعداد، تدافع، مشهد مبكي.. أمهات وزوجات وأطفال الأسرى ينتظرون استلام قوت شهرهم بغصة ووجع وقهر. الله غالب  حسبي الله ونعم الوكيل".

وكتب الأسير المحرر شريف طحاينة عبر حسابه في فيسبوك: "أكثر من 30 ألف حساب بنكي للأسرى وعائلاتهم أغلقتها البنوك، مطاردين بالسفر وممنوعين من كل شيء، حتى الفيسبوك يغلق صفحاتهم إن ذكروا أسراهم، تم إنهاء وزارة الأسرى وتحويلها لهيئة!! وتم تحويل مخصصات عائلاتهم من البنوك إلى البريد!!!".

وتابع طحاينة: "تم التآمر علناً على إضراباتهم وقامت بعض القيادات بزرع الفرقة بينهم وتقسيمهم لشل حركتهم ومنعهم من الاعتراض… هذه هي صور عائلات الأسرى وذوي الشهداء بانتظار مخصصاتهم التي تصرف على أبناء وعائلات من ضحوا لتكون لدينا بنوك ولتكن لدينا حكومة!!! صور مؤلمة وقاسية".

ويرى الأسير المحرر عصمت منصور أن "المنظومة (إذا صح إطلاق تسمية منظومة عليها) التي لم تطور نظاما لتوزيع اللقاح بشكل عادل ولا أوجدت نظاما لترتيب الدور في الدوائر الرسمية ولا شقت شارعا أو فتحت مستشفى… الخ لن تكترث لمشهد مهين لعائلات أشرف من فينا ولن تحاول إيجاد حلول تكنولوجية تجنبهم هذا الموقف.. هذا الموقف يجب أن يخجل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإدارة البريد أو أهالي الشهداء والأسرى".

 أما الأسير عبد الله أبو شلبك فقد حذر من أن "الأسرى ليسوا لقمة تمضغ بسهولة وإن سكتوا اليوم فلن يطول هدوؤهم.. طبقوا قرار الرئيس بالتفريغ وإعطاء الأسرى والأسرى المحررين  ولو جزء من حقهم بالعيش الكريم الذي لا منة منكم ولا فضل فيه ولا تراهنوا كثيرا على صمتنا".

 

وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، قد أكد  اليوم الخميس 6 مايو 2021، رفضه لآلية صرف رواتب الأسرى والشهداء التي تمت من خلال مكاتب البريد في الضفة المحتلة للشهر الثاني على التوالي.

وقال أبو بكر في تصريحات لـ "شبكة قدس"، إن وزارتي الاتصالات والمالية أبلغتهم في اللحظة الأخيرة نيتها صرف الرواتب بذات الآلية التي تمت بها عملية الصرف الشهر الماضي، مردفاً: "هذه الآلية غير لائقة بالأسرى والشهداء والجرحى".

وأضاف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين: "نحمل وزارة الاتصالات والمالية كامل المسؤولية عن آلية الصرف الحالية، والشهر الماضي كان الحديث يدور حول الصرف لمرة واحدة وفقاً للكشوفات على أن يصار إلى تركيب أجهزة صراف آلي وهو ما لم يحدث".

وأوضح أبو بكر أن الهيئة تلقت شكاوى عديدة عن وجود خصومات تعرض لها الأسرى عن راتب الشهر الماضي، مبيناً أنه تم خصم قسطين من رواتب الأسرى والمحررين وذلك وفقاً لاتفاق بين وزارة المالية وسلطة النقد والبنوك بعيداً عن التنسيق مع الهيئة.