شبكة قدس الإخبارية

وسلامٌ على مُطارِدي الاحتلال

GettyImages-1232685001
رامي أبو زبيدة

المعركة مع الاحتلال معركة طويلة متعددة الأشكال والمطاردة شكل من أشكال هذه المعركة، المطارد هو ذلك الشهيد الحي الذي نذر حياته في سبيل الله عز وجل، قــاوم محتل أرضه ومغتصب حقه، هو مــقاوم قرر أن ينضم إلى قائمة المطاردين، رافضاً أن يسلم نفسه إلى قوات الاحتلال طواعية، وهو يعلم خاتمة المطاردة.

حياة المطارد صعبة وشاقة، وتخلو من الاستقرار والأمن، ويسودها الحذر والترقب على مدار الساعة وتبقى ذهنية المطارد فيها منصرفة إلى أمرين:

أولهما: كيف يحمي نفسه، ويوفر الأمن الكافي له للاستمرار في المطاردة والاختفاء عن أعين الاحتلال وأذنابه.

ثانيهما: العمل العسكري ضد الاحتلال، وكيفية إيقاع الضربات الموجعة به وتوجيه الصفعات المؤلمة لجنوده وقطعان مستوطنيه، لان المطارد ينجح إذا تبنى عقلية المُطارِد لا المطارَد"، أي أن يكون هو مطاردًا لجنود الاحتلال وليس مطاردًا منهم، ذلك لأن الزمن يعد للمطارد في كل ثانية وهنا يكون قد دخل حرب الأدمغة

من خلال متابعتنا لعمليات الملاحقة للمطاردين ومحاصرة مناطق تواجدهم خلال السنوات الاخيرة، فإن الاحتلال يوظف لذلك الجهد الاستخباري البشري والتنسيق مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية واستعمال الأجهزة الإلكترونية والتقنية وطائرات الاستطلاع وتفريغ كاميرات المراقبة، فمن خلالها يتم تشخيص المركبة أو المنفذين وخط سيرهم، وقد شكلت الكاميرات مصدرا مهما للمعلومة في السنوات الأخيرة.

كما يتعامل الاحتلال مع التحقيق الميداني كأداة مهمة في تحقيق الإنجازات السريعة والخاطفة فيما يتعلق بملاحقة المطاردين أو محاولة الوصول لمنفذي العمليات الفدائية ويتم ذلك عبر الخطوات التالية:

1- تحديد الهدف المطلوب ( شخصيته – أثره – مكان وجوده).

2- جمع معلومات عن منطقته وما يتعلق بها من معلومات استخباراتية.

3- التحديد الدقيق لمكان إقامته ووجوده وتحركاته.

4- تحديد الوقت المناسب للعملية.

5- محاصرة منطقة الهدف وتطويقها وإغلاق منافذها، وعادة ما يتم التطويق بعدة أطواق عسكرية واستخبارية تنتهي بطوق حول مكان الهدف، سواء كان مبنى أو مزرعة او غيره.

6- عرض الاستسلام بمكبرات الصوت احياناً.

7- تحرك مجموعات الاقتحام وكمونها حول مكان الهدف تحديداً واستعداد مجموعات الإسناد تمهيدا للاشتباك.

8- الاقتحام إن لم يكن هناك مقاومة، وأحيانا إن كان هناك مقاومة شديدة أو شك في تحديد مكان الهدف بعينه، أو فشل القوات المقتحمة في التغلب على الخصم ينسف المكان والمبنى بالكامل إما بالأسلحة الثقيلة أو المتفجرات أو الطائرات ويكون هذا دائما حلا أخيرا.

لهذه الطريقة التي يستخدمها الاحتلال نقطة ضعف كبيرة في تجمع قوات الاقتحام حول منطقة الهدف، إما تجمع راجلة أو مصفحات وسيارات، وهذه التجمعات يجب استغلالها لتكون أهدافاً سهلة وتتيح فرصة مناسبة لضربها وبطرق بسيطة، وإحداث أضرار فادحة بها، واستغلال هذه الثغرة في عدة أشياء مهمة تساعد المطاردين وهي:

1- المناورة وإيجاد فرصة للانسحاب وإخلاء المكان.

2- إرباك العدو.

3- جعل العدو يضطر لتغيير تكتيكاته.

4- قلب موازين المعركة من مدافع الى مهاجم.

5- قتل أكبر عدد ممكن من قوات الاقتحام وتجمعات الجنود.

لذلك ظاهرة المطاردين لها أهميتها على مستقبل المقاومة بالضفة الغربية ، فيحاول جهاز المخابرات الصهيوني أن يتعامل مع النشطاء الفلسطينيين بطريقة تصفية الحسابات أول بأول، أي شخص يقوم بعمل ما صغير أو كبير فإن اعتقاله هو الحل لهذا النشاط ومحاسبته أول بأول، ويسعى الاحتلال بشكل كبير على عدم بروز هذه الظاهرة من جديد، وسيستمر في السيطرة المطلقة على كل الضفة المحتلة المستباحة، ولن يقبل أن تعود ظاهرة المطاردين التي تشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن الاحتلال، فالعدو يركز تركيزاً خاصاً على المطارد منفذ عملية زعترة وذلك خوفاً من أن يتحول إلى نواة قتالية صلبة.

فضلاً عن دور الإلهام في المقاومة واستمراريتها، لهذا يجب أن يُعتنى بهذه المسألة عناية خاصة، فيؤمن للمطاردين كل شروط مساعدتهم على عدم الوقوع بيد العدو وعلى الخصوص التخلص من كاميرات التصوير المنتشرة في شوارع الضفة الغربية، وذلك لإبقاء زمام المبادرة بأيديهم في الفعل على الأرض، حتى يتم تمكينهم من التهيئة لعمليات عسكرية جديدة، وهذا يتطلب أن نكون عوناً وعيناً لرجال المقاومة وعدم الوقوع في حملاته التي يشنها بحثاً عن المطاردين، مما يقتضي تعاوناً وثيقاً من قبل الشعب مع أبنائه الشجعان.

#منتصر_شلبي #مطاردي_الاحتلال