شبكة قدس الإخبارية

هبة باب العامود: لماذا شارك المستوطنون بشكل لافت في الاعتداء على المقدسيين؟

67pz7uh6mpmq
نداء بسومي

القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: خلال السنوات السبع الأخيرة، حقق الفلسطينيون في القدس المحتلة انتصارات فاصلة على أرض الواقع، بمنعهم إقامة البوابات الإلكترونية في هبة باب الأسباط عام 2017، وفتح مصلى باب الرحمة في هبة عام 2019، ومؤخرًا في شهر رمضان الحالي تمكنوا من تحقيق انتصار جديد على الاحتلال بإجباره على فتح ساحة باب العامود وإزالة الحواجز التي أقامتها شرطة الاحتلال فيها.

إلا أن اللافت في هبة باب العامود الأخيرة، دون سابقاتها من الهبات، المشاركة الكبيرة للمستوطنين في الاعتداء على أهالي القدس، واقتحام بيوتهم وتخريبها، تحت حماية شرطة الاحتلال، وجاء ذلك بعد دعوات حشد دعا لها المستوطنون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي حديثه لـ"شبكة قدس" يصف نضال عبدو، وقد شارك في هبات القدس الثلاث، اعتداء المستوطنين إلى جانب شرطة الاحتلال بأنه "قوتان ضد قوة واحدة (المقدسيين)"، مشيرًا إلى استخدام المستوطنين في هذه الهبة للأسلحة في اعتدائهم على الفلسطينيين، إلى جانب رفعهم شعارات دعت صراحة إلى "قتل العرب".

ويضيف عبدو: "نشهد بشكل يومي صدامات بين الفلسطينيين والمستوطنين في مدينة القدس، إلا أنه في الهبة الأخيرة، أصبحت دعواتهم للهجوم على المقدسيين علنية، إلى جانب توفير شرطة الاحتلال غطاء للمستوطنين في اعتداءاتهم".

المستوطنون سلاحُ سلطات الاحتلال

من جانبه، يعزي رئيس الهيئة المقدسية لمقاومة التهويد ناصر الهدمي، المشاركة اللافتة للمستوطنين، إلى استخدام سلطات الاحتلال لهم من أجل تنفيذ سياساتها واستراتيجياتها.

ويقول الهدمي في حديثه لـ "شبكة قدس": "المقدسيون يشكلون عقبة في مدينة القدس أمام سياسات الاحتلال، وأكبر دليل على ذلك، المواقع الرئيسة الثلاثة التي رأينا فيها المقدسيين يتوحدون فيها أمام الاحتلال"، في إشارة إلى هبات باب الأسباط وباب الرحمة وباب العامود.

ويشير إلى أن المستوطنين عبارة عن منظمات إرهابية، وقد ارتكبت جرائم عدة بحق الفلسطينيين، مثل منظمة لهافا العنصرية، التي كانت مسؤولة في السابق عن حرق عائلة الدوابشة وحرق محمد أبو خضير.

ويرى رئيس الهيئة المقدسية لمقاومة التهويد، أن المستوطنين معنيون بتسريع تهويد مدينة القدس، والتضييق على حياة المقدسيين، مؤكدًا على ضرورة استغلال المقدسيين للحالة الثورية التي يعيشونها والاستمرار في الوقوف بوجه المستوطنين واعتداءاتهم.

وفي حديثه مع "شبكة قدس"، أشار الخبير في شؤون مدينة القدس جمال عمرو، إلى تنامي "شعورٍ قومي عارم بالطمأنينة للانتصار على الفلسطينيين" لدى الجمعيات الاستيطانية، وهو ما كان سببًا في الحشد الكبير للمستوطنين في هبة باب العامود.

ويُرجع عمرو هذا التصاعد في الاعتداءات تجاه الفلسطينيين إلى تضاعف تعداد المستوطنين في الضفة والقدس المحتلتين خلال الـ 24 شهرًا الأخيرة، وما رافقه من اضطرار الاحتلال إلى خوض أربع انتخابات خلال سنتين، بسبب صعود اليمين المتطرف، وحصده لستة مـقاعد في الكنيست.

وحول الهبة الأخيرة في باب العامود، يقول الخبير في شؤون القدس: "يجب ألا نغفل أن باب العامود يعد أقصر الطرق إلى حائط البراق، وهو ما يريد المستوطنون أن ينفردوا به بعيدًا عن أي تواجد للفلسطينيين في المكان"، ويضيف: "أصبحت المعادلة في الميدان أن بإمكان الفلسطيني وحده التصدي للمستوطنين وهزيمتهم".

ويتوقع عمرو أن يشعل المستوطنون المزيد من الاعتداءات في الفترة المقبلة، مؤكدًا: أن "من يشعل الحرب ستحترق أصابعه".

وفي السياق، دعت جمعيات استيطانية، لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى المبارك في 28 رمضان / 10 أيار 2021، في ذكرى ما يسمى بـ "يوم توحيد القدس"، الذي يوافق ذكرى احتلال الجزء الشرقي من القدس.

#باب_العمود #هبة_باب_العمود