شبكة قدس الإخبارية

تحليل: سيناريو تأجيل الانتخابات بمثابة انتحار سياسي 

161841178924071

 

رام الله - خاص قدس الإخبارية: يتصاعد الحديث في الأيام الأخيرة عن إمكانية تأجيل الانتخابات الفلسطينية، إما من خلال التذرع بعدم وجود موافقة إسرائيلية بشأن إجراء الانتخابات القدس المحتلة، أو في ظل مطالبات بعض الفصائل بالتأجيل نظراً لخلافاتها الداخلية وعدم توحيد قوائمها. 

وتصاعدت مطالبات القوى والفصائل المحسوبة على منظمة التحرير بضرورة تأجيل إجراء الانتخابات، سيما القوى التي فشلت في تشكيل قوائم انتخابية، أو بعضها الذي يستبعد إمكانية اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات التشريعية المقبلة.

ويتردد حالياً خطاب "لا انتخابات بدون القدس" في الوقت الذي تطالب فيه فصائل وشخصيات فلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني بضرورة إجراء الانتخابات بالقدس عبر فرضها وتحدي الاحتلال بشأنها، وعدم تأجيلها لأي سبب كان والعمل على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وتختلف السيناريوهات بالنسبة للمختصين والباحثين في الشأن السياسي ما بين إمكانية التأجيل أو الإلغاء أو حتى الذهاب نحو إجراء الانتخابات في ظل المطالبات الخارجية وضغوط الفصائل الفلسطينية الكبرى بضرورة إجرائها رغم مطالبات بعض القوى الصغيرة بتأجيلها.

في السياق قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن السيناريوهات والاحتمالات بشأن التأجيل واردة في ظل قراءة الواقع الحالي، مبيناً أن التيار الأبرز المنادي بالتأجيل هو تيار حركة فتح بقيادة الرئيس محمود عباس.

وأضاف الصواف لـ "شبكة قدس" أن أسباب الدعوة للتأجيل لدى هذا التيار نابعة من كون القراءة والاستطلاعات لا تمنحها فرصة الفوز في ظل الظروف الحالية، وبالتالي فإن  الأقرب للفوز في الانتخابات القادمة هو حركة حماس. 

ورأى الكاتب والمحلل السياسي أنه لن تكون هناك ضغوط خارجية على الرئيس عباس من أجل تأجيل الانتخابات خصوصاً وأن الإدارة الأمريكية ما تزال لا تعير الكثير من الاهتمام للقضية الفلسطينية، أما أوروبا فإن من السهل إقناعها بفرضية التأجيل.

واعتبر الصواف أنه إذا يتم اللجوء لقرار التأجيل فسيتم اتخاذ ملف القدس كذريعة لتبرير هذه الخطوة، متابعاً: "الأصل تحويل القدس لساحة مواجهة مع الاحتلال وقرار التأجيل سيكون بمثابة انتحار سياسي".

النوايا غير مبيتة

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم إنه لا يمكن الاعتقاد أن هناك نية مبيتة للتأجيل على اعتبار أنه ليس في مصلحة أحد.

وأضاف سويلم لـ "شبكة قدس" أن فرصة إجراء الانتخابات يجب استغلالها خصوصاً وأنه رغم التحالفات والتيارات فإنه لا يمكن أن يفوز حزب أو فصيل بالأغلبية المطلقة، مستكملاً: "نحن ذاهبون إلى نظام سياسي جديد قوامه الشراكة الوطنية ولا أرى أسباب منطقية لتأجيل الانتخابات".

واستدرك قائلاً: "إلا إذا كانت الأسباب عدم مقدرتنا على إجراء الانتخابات في الأرض المحتلة أو حرمنا من حقنا في الترشيح والانتخابات في القدس"، مؤكداً أن القوى الوطنية مطالبة بتدارك الأمر كي لا تعطي "إسرائيل" البوابة للتأجيل، وبالتالي عليها إيجاد الخطط.

وبشأن الحديث عن عدم إجراء الانتخابات بدون القدس، علق قائلاً: "يجب التفريق بين فهم الفصائل، فهناك فصائل تريد التذرع بالقدس كي لا تجري الانتخابات بسبب عدم وجود فرصة للنجاح أو أنه سيكشف عن حجمها الحقيقي، وهذا واضح في بعض التصريحات والتلميحات، وهناك من يعتقد أن القدس قضية وطنية  ويريد كسر الحلقة الإسرائيلية وعدم كسرها سيعتبر إساءة لمشروعنا الوطني وتسليماً لرواية بأن القدس عاصمة إسرائيلية".

وأكد سويلم على أنه لا يجوز أن نعطي للاحتلال فرصة منعنا من عقد الانتخابات والمطلوب أن نتفاهم على الشكل الذي يكسر الحلقة الإسرائيلية، ويكرس القدس عاصمة لفلسطين.

ورأى أن الاحتلال أرسل الكثير من المؤشرات أنه سيمنع إجراء الانتخابات في القدس ويجب أن يكون هناك خطط فلسطينية للتعامل مع ذلك، وأردف قائلا: "لا أستطيع البت بأن غياب الخطط قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات لكن في ذات الوقت لا يمكن استبعاد هذا السيناريو".

فرص التأجيل

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو إن تأجيل الانتخابات سيناريو مرجح وموجود والحديث حوله مستمر، لكن الأرجح هو الاستمرار في العملية الانتخابية.

وأرجع عبدو في حديثه لـ "شبكة قدس" رؤيته في أن العملية الانتخابية ستستمر ولن يتم تأجيلها إلى أن هناك تلاقي في الإرادات الدولية والإقليمية من أجل ضمان استقرار السلطة والخشية من تبعات غياب أبو مازن لأي سبب من الأسباب.

وأردف قائلاً: "في ظل الظرف السياسي الحالي لا توجد آلية لنقل السلطة على غرار ما جرى حينما توفي الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبالتالي عدم وجود هيئة مجلس تشريعي ليتولى رئيسها الفترة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد يمكن أن يؤدي للتنازع بين حماس وفتح من جهة أو بين الأطراف الفتحاوية فيما بينها، وهذا سيناريو يتخوف منه الجميع كونه يمكن أن يؤدي لحالة فراغ أمني قد تملؤه قوى المقاومة وتدخل الضفة في حالة فوضى وهو ما لا يريده الاحتلال".

واعتبر أن حالة التردد بشأن الانتخابات ناجمة عن انقسام فتح ووجود 3 قوائم وازنة قد تؤدي في النهاية فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية، مستدركاً: "لكن هذا الفوز لن يكرر سيناريو عام 2006، وسيبقى مسألة الائتلاف مع القوى الأخرى قائم، وبالتالي فإن سيناريو استكمال الانتخابات مرجح على التأجيل".