شبكة قدس الإخبارية

الانتخابات في القدس: هل تتفق الفصائل على آليات لإجرائها رُغماً عن الاحتلال؟

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: تصدرت احتمالية عرقلة الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس، ومماطلته في إعطاء الموافقة عليها للسلطة الفلسطينية ولجهات دولية مختلفة تواصلت معه بخصوص هذه القضية، تصريحات ناطقين ومسؤولين في الفصائل، خلال الأيام الماضية.

وأثارت احتمالية منع الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس، تساؤلات حول السيناريوهات التي ستسير فيها الفصائل الفلسطينية، هل ستتجه لإجراء الانتخابات وفقاً لآليات معينة رُغماً عن الاحتلال؟ أم أن مصير الانتخابات سيكون التأجيل؟

وأكد الناطق باسم فتح، حسين حمايل، أن الحركة مصممة على إجراء الانتخابات في القدس، وقال: سننتزع حقنا من الاحتلال ولن نسلم في حركة فتح لرفض الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس، ومصرون على ذلك، والشيء الأهم الذي يجب أن يعرفه الشعب الفلسطيني أن أي قضية فيها خير لشعبنا أن الاحتلال سيكون عائقاً أمامه، وهذا ما جرى مع قيادة الحركة في القدس ومرشحي قائمتها.

وأضاف: الآليات ليست اختصاص فتح وحدها، بل اختصاص الكل الفلسطيني من أجل انتزاع الحق من الاحتلال، والإشارات السلبية من الاحتلال في قضية إجراء الانتخابات في القدس كثيرة.

واعتبر حمايل في حديث "لشبكة قدس"، أن إجراء الانتخابات دون القدس تنازل عن الثوابت وتطبيق لصفقة القرن.

وقال المرشح على قائمة "القدس موعدنا"، ناصر عبد الجواد، إن القدس "محورية" في القضية الفلسطينية، وأضاف: القدس من اهم الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن التفريط فيها حسب أدبيات فصائل المقاومة، لا يمكن لأي فصيل أن يتجاهل قضية القدس، وهي فرصة لإبرازها أمام العالم والشعوب العربية والإسلامية، التي هي موضع إجماع لدى الأمة الإسلامية.

وتابع: طرح القدس كشعار لكتلة النواب الإسلاميين، أمر بديهي ويعطي رسائل لكل المستويات الإقليمية والدولية، وهي أننا لن نفرط في هذه القضية حتى في مجال التجاذبات السياسية الداخلية، يجب أن تكون موضع إجماع، وشعار "القدس موعدنا" سياسي ولكن لا يعني أننا سننسى القضايا الحياتية للشعب الفلسطيني والتحديات الأخرى التي تواجهها القضية.

ورداً على سؤال حول هل بحثت الفصائل آليات عملية لإجراء الانتخابات في المدينة رُغماً عن الاحتلال، قال عبد الجواد: هذه القضية طرحت في الحوارات بين الفصائل في رام الله، وبيروت، والقاهرة، ولكن في تقديري يصعب على الفصائل أن تتخذ قراراً حاسماً في هذا الملف، لأن الاحتلال يملك السيطرة في القدس والضفة المحتلة.

وتابع: من الممكن أن تكون السلطة قد قصرت في استغلال علاقاتها الدولية والإقليمية، والبحث عن وسائل للضغط على الاحتلال لإجراء الانتخابات في المدينة، والفصائل خاصة المقاومة لا تملك من أمرها شيئاً في هذه القضية.

وأضاف: جميع الفصائل والقوائم المرشحة للانتخابات كلها مجمعة لا يمكن أن تجري الانتخابات دون القدس، واعتبر عبد الجواد أن قضية كيف تجري الانتخابات في القدس كان يجب التوافق عليها في اجتماعات الفصائل.

وأردف قائلاً: طالما أنه لم يتم التوافق بين الفصائل على تفاصيل كيف سيشارك سكان القدس، فالفصائل كلها تقول إن هذه القضية يجب أن تكون موضع اشتباك مع الاحتلال، ويجب أن يدفع الثمن غالياً في حال منع مشاركة الفلسطينيين بالمدينة في الانتخابات، وفي هذه الحالة سيجبر على السماح بإجراء الانتخابات في القدس.

من جانبها، قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، مريم أبو دقة، إن القدس عاصمة دولة فلسطين وهو شيء معروف ومتوافق عليه، وأضافت: هذا الموقف كان قبل عهد الرئيس الأمريكي ترامب فكيف بعد أن قدم القدس هدية للاحتلال، وهذا يزيدنا إصراراً على موقفنا.

وتابعت: "لا انتخابات دون القدس" لا يعني أن ننتظر إذنا من الاحتلال، الكل أجمع قبل إصدار مراسيم الانتخابات وبعدها أن تكون معركتنا في القدس، والاحتلال لن يعطينا إذناً كي نمارس سيادتنا وحقنا وحتى حياتنا، ولتكن فرصة لتعرية الاحتلال المجرم وممارسة حقنا.

وأكدت أبو دقة أنه من حق الفلسطينيين ممارسة السيادة والمقاومة بكل الطرق، وأضافت: القدس عاصمتنا الأبدية وحق المقدسيين ممارسة التصويت والانتخاب والمشاركة والدعاية.

وحول هل بحثت الفصائل آليات لإجراء الانتخابات في القدس رغماً عن الاحتلال، قالت: كان مفترض أن يتم نقاش هذا الموضوع، ونعلم أن الاحتلال سيكون العقبة الأولى والأخيرة لأسباب سياسية معروفة، لأنه يمارس "صفقة القرن" في القدس تحديداً، ويجب على القوى أن تجد طريقة لخوض معركة وطنية شاملة حتى تكون القدس في القلب.

وتابعت: الفصائل بحثت القضايا العملية لمواجهة العقبات التي يضعها الاحتلال وغيره، وإذا سلمنا أمام كل عقبة تواجهنا ستكون "مصيبة"، يجب الاتفاق على إجراءات للضغط على العالم والأهم الاشتباك على الأرض لممارسة حقنا.

وحول موقف الجبهة في حال تأجيل الانتخابات، أوضحت: نرفض تأجيل الانتخابات لأن الحل بيدنا، يجب أن لا نسلم للاحتلال وكأننا نقول لترامب "صحتين"، والحل في المواجهة ولا بد من رفض الأمر الواقع.

وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، إن الحزب طرح منذ عامين أن "القدس يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من العملية الانتخابية"، وتابع: قدمنا تعديلات على قانون الانتخابات في 2019، لتأكيد مشاركة القدس في الانتخابات، وأكدنا أن الحزب لن يكون ضمن انتخابات دون القدس.

وتابع: ندرك "تعطش" الشارع الفلسطيني للانتخابات والتغيير، ويجب أن يكون لدنيا توافق وطني بما يحول من إخراج القدس من الانتخابات، ويخلق تغييراً في الوضع الداخلي الفلسطيني بحيث يكون مراعاة لتطلع الشعب الفلسطيني للانتخابات.

وأشار إلى أن الحزب طرح خلال الحوارات الداخلية قضية الانتخابات في القدس، وقال: القضية من وجهة نظرنا ليست آليات فنية، بل هو سياسي امتياز، وهناك التزامات إسرائيلية تجاه القدس سواء للسلطة أو المجتمع الدولي، ويجب عليها أن تفي بها بما يجعل القدس ضمن أراضي الدولة الفلسطينية، وأي إخلال يعني أن تجري على القدس "صفقة القرن" أكثر مما تجري عليها الاتفاقيات المقرة دولياً.

وقال: توجهنا لكل الأطراف للضغط الاحتلال والقيادة الفلسطينية طالبوا الاتحاد الأوروبي بالتدخل لضمان إجراء الانتخابات في المدينة، لكن واضح أن "إسرائيل" تماطل مما يؤكد وجود مسعى إسرائيلي لجعل القدس خارج أي إطار للسلطة الفلسطينية.

وحول الحل الذي يراه الحزب لهذه القضية، أوضح: الاشتباك السياسي هدفه إدخال القدس في الانتخابات، لا معنى لاشتباك سياسي بعد أن تصبح القدس خارج الانتخابات، ونحن نخوض هذا الاشتباك لذلك قائمتنا على رأسها سيدة مقدسية، أما أن تدخل القدس من الانتخابات بحجة الاشتباك فهو غير صحيح.

وتابع: نحن مع عقد لقاء وطني عاجل لاتخاذ موقف موحد مع القضية، الحزب ينظر للانتخابات بأفق سياسي، القدس بالنسبة لنا سقف أعلى من الانتخابات والمجلس التشريعي، يجب أن نحمي حق القدس كما نحمي حق شعبنا في الممارسة الديمقراطية.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، قيس عبد الكريم: نعتقد أنه لا يجب أن نسمح حكومة نتنياهو "فيتو" على إجراء الانتخابات الفلسطينية، وقال: القدس يجب أن تكون حاضرة في الانتخابات، تصويتاً وترشيحاً ودعاية، لكن يجب أن تكون حاضرة من خلال الاشتباك مع الاحتلال وليس من خلال انتظار موافقته.

وأضاف: نرى أن معركة حضور الانتخابات في القدس، هي معركة مقاومة شعبية، ونأمل أن نحقق توافقاً وطنياً على آليات خوض هذه المعركة.

وأردف قائلاً: لم يصدر الاحتلال قراراً واضحاً حتى اللحظة بخصوص منع إجراء الانتخابات في القدس، بل يماطل في ذلك، وكشف عبد الكريم أن هيئة العمل الوطني في القدس اقترحت آليات لفرض حضور المدينة في الانتخابات، وما زالت لم تقر بعد، ومطروحة للنقاش ومطلوب المسارعة في إقرارها ووضعها موضع التنفيذ خلال الفترة المقبلة، حسب وصفه.

وحول موقف الجبهة في حال تأجيل الانتخابات، قال: الانتخابات استحقاق وطني ديمقراطي لا يمكن تأجيله، وحضور القدس قرار وطني وليس إسرائيلياً.

من جانبه، يرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أن تأجيل الانتخابات "ليس مطروحاً على الطاولة"، وقال: اتفقنا سواء وافق الاحتلال أم لم يوافق على أننا مصرون على إجراء الانتخابات رغماً عنه.

وتابع: القوى المختلفة تخوض نقاشاً وحواراً للوصول إلى اتفاق بخصوص قضية إجراء الانتخابات في القدس، وتواصلنا مع أطراف دولية للضغط على الاحتلال لعدم عرقلة الانتخابات والتوقف عن الاعتقالات، وواضح انها ضمن مخطط إسرائيلي لتدمير الانتخابات.

 

#حماس #فتح #الديمقراطية #الشعبية #حزب الشعب #الانتخابات الفلسطينية #المبادرة