شبكة قدس الإخبارية

مؤسسات الأسرى: 456 معتقلاً خلال شهر كانون الثاني

صورة تعبيرية

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: أفادت مؤسسات الأسرى أن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 456 فلسطينياً وفلسطينية، خلال شهر كانون الثاني/ يناير 2021.

وأشارت في تقريرها الشهري، إلى أن الاحتلال اعتقل خلال شهر كانون الثاني/يناير الماضي 93 طفلاً و8 نساء، ووصل عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة إلى 105 أمر اعتقال إداري، بينها 30 أمرًا جديدًا، و75 تجديد.

وقالت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة –القدس)، إن عدد الأسرى بلغ حتى نهاية شهر كانون الثاني/يناير 2021 نحو 4500 أسير، بينهم 37 أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال نحو 140 طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين إلى نحو 450 معتقلاً.

واستعرض التقرير عدداً من السياسات التي تواصل إدارة سجون الاحتلال تنفيذها، بينها سياسة العزل الإنفرادي/ حالة الأسير عمر خرواط، الإهمال الطبي (المتعمد)/ حالة الأسيرين حسين مسالمة المصاب بالسرطان، وخالد غيظان المصاب بفايروس (كورونا)، والاعتقال الإداري/ حالة الأسير المسنّ اسحق يونس، وعن سياسة اعتقال الأطفال يستعرض التقرير عدة حالات من القدس.

الأسير عمر خرواط في مواجهة سياسة العزل الإنفرادي

يواجه الأسير عمر فهمي خرواط، من الخليل، ظروفًا قاهرة وصعبة جرّاء استمرار مخابرات الاحتلال بعزله إنفراديًا داخل زنازين ضيقة عديمة التهوية ومنعزلة تمامًا عن العالم الخارجي، ولا يسمح لعائلته وأحياناً كثيرة لمحاميه بزيارته والاطلاع على حيثيات ظروفه الاعتقالية.

وتمثل سياسة العزل أحد أقسى أنواع العقاب الذي تمارسه إدارة السجون بحق الأسير الفلسطيني، من خلال عزله عن العالم الخارجيّ وعن غيره من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين؛ حيث يتم احتجاز المعتقل لفترات طويلة، في زنزانة معتمة ضيقة، تنبعث من جدرانها الرطوبة والعفن على الدوام؛ وفيها حمام أرضي قديم، تخرج من فتحته الجرذان والقوارض؛ ما يسبب مضاعفات صحية ونفسية خطيرة على المعتقل.

الأسير حسين مسالمة ضحية جديدة لسياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء)

عانى الأسير حسين مسالمة – 39 عاماً- على مدار قرابة الشهرين في أواخر العام الماضي، من أوجاعٍ شديدة خاصّة في البطن والمعدة، وبقيت إدارة سجن "النقب" تُماطل في نقله إلى المستشفى للكشف عن أسباب الأوجاع وتشخيص حالته المرضية، إلا أنه نُقل في بداية العام الجاري، وأُعلِن في العاشر من كانون الثاني/ يناير عن إصابته بسرطان الدّم (اللوكيميا)، وأن المرض في مرحلة متقدمة.

وفي 18 كانون الثاني/ يناير سُمح لوالديه بزيارته لمدة 7 دقائق، خلالها لم يتمكنا من معرفة نجلهما، حيث كان يعاني من انتفاخات في وجهه وجسده، منوّماً تحت تأثير الأدوية.

وتُشكّل سياسة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء) أبرز السياسات الممنهجة داخل سجون الاحتلال، أهمّها عملية المماطلة في تشخيص المرض وإجراء الفحوصات اللازمة كمرحلة أولى للعلاج، ومن ثم المماطلة في إعطاء العلاج اللازم والمناسب، وعدا عن انتظار الأسير لوقت طويل حتى تحديد موعد لإجراء عملية جراحية، أو لفحوص طبية أشهر وأحيانًا لسنوات، كما وتتعمد إدارة السجون في نقل الأسير من المستشفى بعد أن يخضع لعملية جراحية، حتى لا تتحمل المزيد من تكاليف العلاج، وغالبًا ما يتم نقلهم إلى سجن "عيادة الرملة" التي يُطلق عليها الأسرى "بالمسلخ" حيث ارتقى عددًا من الأسرى المرضى الذين اُحتجزوا فيه لسنوات شهداءً.

وتؤكد المؤسسات على أن معظم شهداء الحركة الذين ارتقوا خلال السنوات القليلة الماضية، شكّلت سياسة الإهمال الطبي إضافة إلى جملة من السياسات، أبرز الأسباب التي أدت إلى استشهادهم.

الأسير خالد غيظان يواجه فيروس كورونا ومماطلة الاحتلال في توفير الرعاية الصحية له

أُصيب الأسير خالد غيظان -59 عامًا- من رام الله، بفيروس كورونا والعشرات من رفاقه الأسرى في سجن "ريمون" خلال شهر كانون الثاني/ يناير 2021، حيث ماطلت إدارة السجون في أخذ العينات من الأسرى، والإعلان عن نتائجها، الأمر الذي ساهم في انتقال العدوى إلى خمسة أقسام داخل السجن، من أصل سبعة أقسام يقبع فيها أكثر من 650 أسيرًا، وسُجلت 111إصابة بين صفوف الأسرى في السجن المذكور، وهم من إجمالي عدد الإصابات بين صفوفهم والتي بلغت (355) منذ بداية انتشار الوباء، جُلّها سُجلت في سجون "ريمون، جلبوع، والنقب".

وواجه الأسير غيظان وأسرى آخرون، أعراضًا صحيًة صعبة، جرّاء مضاعفات الإصابة بـ(كورونا)، واضطرت إدارة السجون إلى نقلهم إلى المستشفى، الذي استمر لساعات فقط، ثم أعادتهم إلى السجن، رغم حاجتهم البقاء في المستشفى، بسبب معاناتهم من انخفاض الأكسجين في الدّم، واستمر الوضع الصحي للأسير غيظان بالتراجع على مدار أيام، حتى جلبت له إسطوانة أكسجين داخل السجن، إلا أنه وضعه بقي يتراجع، وبعد ضغوط ومطالبات من الأسرى لنقله للمستشفى، نقلته إلى سجن "عيادة الرملة".

يُشار إلى أن الأسير غيظان من محرري صفقة (وفاء الأحرار)، المُعاد اعتقالهم عام 2014، حيث أمضى في سجون الاحتلال 16 عامًا، قبل تحرره من الصفقة عام 2011، كما وأعاد الاحتلال بحقه حُكمه بالسّجن مدى الحياة.

عن ملاحقة الفلسطينيين باستخدام سياسة الاعتقال الإداريّ

اعُتقل الأسير إسحاق يونس في تاريخ 27/12/2020 من منزله الكائن في رام الله، حيث اقتحمت قوات الاحتلال المنزل عند ساعة الفجر، بعد أن اعتدت على منزل جيرانهم حيّث حطّمت زجاج الشبابيك قبل الدخول لمنزلهم، وطلبت منه ارتداء اللباس الواقي من فيروس كورونا (كوفيد- 19)، واقتادته الى سجن "عوفر".

يعاني الأسير يونس من مشاكلً مزمنة في القلب وشرايينه، كما أن لديه فتقٌ في الأمعاء وبحاجة لعملية مِنظار، إضافةٍ إلى أوجاعٍ حادة في الظهر.

وبالرغم من كبر سّن يونس، والأمراض التي يعاني منها، والأوضاع الصحيّة الصعبة نظراً لتفشّي فايروس كورونا في السجون، إلّا أن محكمة عوفر العسكريّة ثبّتت أمر الاعتقال الإداريّ بتاريخ 5/1/2021 ولمدّة 4 أشهر بحقّه غير آبهةٍ بكل الظروف المحيطة، علماً بأن يونس أسير سابق قضّى ما يقارب الثلاثين شهراً (سنتين ونصف) في الاعتقال الإداريّ عام 2002.

ومن الجدير بالذكر أن الأمر ذاته حصل مع 17 أسيراً آخرين كبار في السن، إذ تم اعتقالهم خلال الفترة الواقعة بين بداية شهر تشرين الثانيّ وحتى نهاية شهر كانون الأول من العام المنصرم وتحويلهم للاعتقال الإداريّ.

وتتخّوف مؤسسات الأسرى من أثر انتشار جائحة كورونا على هؤلاء الأسرى وغيرهم من كبار السنّ والمصابين بأمراضٍ مزمنة، وخاصّة مع انتشار الفيروس داخل السجون، وعدم التزام واهتمام إدارة السجون بالإجراءات الوقائية اللازمة وتزويد المعتقلين والأسرى بالمعقمّات ومواد التنظيف كما الحال مع تعقيم الأقسام، إذ ينتقل المعتقلين حديثاً الى أقسام الحجر داخل السجون، حيث الوضع سيءٌ فيها، لا توجد أيّة وسائل لتحسين جودة الطعام، فالأكل سيء جداً، كما لا يتم تزويد المعتقلين الجدد بالكمامات الجديدة بشكلٍ دوريّ، بينما يزوّدون بكأس بلاستيك صغير ممتلئ إلى نصفه بسائل لغسل الشعر، هذه الكميّة ترافق المعتقل طوال فترة الحجر.

الطفل أمل نخلة والاعتقال الإداريّ

شهد العام الماضي، وبداية العام الحاليّ ارتفاعاً في أوامر الاعتقال الإداريّ، التي طالت النساء والأطفال وكبار السنّ، آخرهم الطفل الأسير والمريض أمل نخلة -17 عاماً- المعتقل إدارياً لمّدة 6 أشهر، بعد مضّي 40 يوماً من الإفراج عنه نظراً لصغر سنّه ولخطورة مرضه.

ثبّتت محكمة عوفر العسكريّة أمر الاعتقال الإداريّ لنخلة في تاريخ 31/1/2021 لمدّة 6 أشهر، بادّعاء وجود مواد سريّة جديدة بعد إطلاق سراح أمل السابق تشير الى مدى خطورته على أمن المنطقة وتبّرر اعتقاله.

ورغم الوضع الصحيّ الصعب لنخلة، والذي يتطلب عناية صحيّة حثيثة نظراً لمعاناته من مرضٍ نادر يدعى الوهن العضلّي الشديد، إلّا أنّ القاضي يدّعي بأنّه ثبتّ أمر الاعتقال الإداريّ آخذاً بعين الاعتبار وضع نخلة الصحيّ، مطالباً إدارة السجن بالوقوف على الاحتياجات الطبيّة لنخلة، علماً بأنّ أمل معّرض للإصابة بالفايروس (كوفيد-19) نظراً لانتشاره بين صفوف الأسرى.

شروق البدن... حيث كلّ فئات المجتمع تعاني الاعتقال الإداريّ

وأشار التقرير إلى قضية الأسيرة شروق البدن المعتقلة إدارياً لمّدة 4 شهور تمّ تجديدها حديثاً 4 شهور إضافيّة، حيث أن البدن أسيرة محّررة قضت ما يقارب السنة في الاعتقال الإداريّ، ولم يمض على الإفراج عنها شهرين حتى أُعيد اعتقالها وتحويلها للاعتقال الإداريّ.

وتعتبر سياسة الاعتقال الإداريّ التعسفيّ- انتهاكاً صارخاً للإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، الذي يحظر الاعتقال التعسفيّ أو الاحتجاز أو النفيّ لأي فرد بموجب المادة 9، إذ تستمّر سلطات الاحتلال في اعتقال الأفراد إدارياً بذريعة "ملف سريّ" لا يمكن الإفصاح عنه، منتهكين حقّ المعتقل في معرفة التهم الموجّة ضدّه.

تصاعد الاعتقالات في القدس

شهد كانون الثاني الماضي اعتقالات واسعة في مدينة القدس، وبلغت 179 حالة اعتقال من المدينة، من بينهم 56 طفلاً.

. يذكر أن عدة فتية حُوّلوّا لزنازين الاحتلال ولتحقيقات قاسية في مركز توقيف وتحقيق "المسكوبية".

 

 

 

#فلسطين #القدس #الاحتلال #الأسرى #اعتقالات