الضفة المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: تضاعفت عمليات قلع أشجار الزيتون التي ينفذها جيش الاحتلال والمستوطنين، في أنحاء الضفة المحتلة، خلال الأيام الماضية، ضمن سياسة ممنهجة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتدمير الزراعة ومنع توسعها.
أضخم عمليات قلع الزيتون، مؤخراً، كانت في دير بلوط قضاء سلفيت، حيث اقتلع جيش الاحتلال أكثر من 3000 شجرة وشتلة من أراضي البلدة، يوم الخميس الماضي.
الصور التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي للأهالي بعد اقتلاع جنود الاحتلال أشجار الزيتون، من أراضيهم، تظهر "حسرة وحزناً" كبيراً، بعد هذه المجزرة البشعة بحق الشجرة، التي يعتبرها الفلسطينيون "رمزاً يصل لحد القداسة" في تاريخهم وحياتهم.
اليوم أيضاً بدأت سلطات الاحتلال عمليات تجريف في أراضي واد الربابة ببلدة سلوان بالقدس المحتلة، واقتلعت أشجار الزيتون، بعد أن اعتدت بوحشية على الأهالي الذين افترش عدد منهم الأرض دفاعاً عنها من جرافات الاحتلال.
كما اقتلع مستوطنون أكثر من 130 شجرة زيتون، من أراضي قرية قصرة جنوب نابلس، اليوم.
يرى مدير البرامج والمشاريع في اتحاد لجان العمل الزراعي، مؤيد بشارات، أن "خطة ضم الضفة التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال، التي يعتبر الناس أنه تم تأجيلها أو إلغائها، لكن على أرض الواقع يتم تنفيذها بشكل يومي، من الأغوار حتى بيت لحم، والقدس، ورام الله، وشمال الضفة".
وتابع: "يومياً يجري الاحتلال عمليات تجريف أراضي واقتلاع أشجار وتوسعة المستوطنات، وواضح جداً أن حكومة الاحتلال جاهزة لضم المناطق المصنفة ج".
ويقدر بشارات أن عدد أشجار الزيتون التي اقتلعها جيش الاحتلال خلال السنوات الماضية، زاد عن 10 آلاف شجرة، بالإضافة لتجريف الأراضي المزروعة بالزيتون وغيرها من المحاصيل والأشجار، ومحميات رعوية أقام قسماً منها الاتحاد في منطقة جنوب الخليل.
وأضاف: "المستوطنون والاحتلال ينظرون إلى شجرة الزيتون من منظور استعماري وتلمودي، وخاصة في مناطق جنوب نابلس مثل مستوطني يتسهار، وهم الأكثر عدائية ضد أشجار الزيتون، ولا يكتفون بقطع الأشجار، بل يسرقون الثمار ويعتدون على المزارعين".
وحول المطلوب رسمياً وشعبياً لمواجهة سياسة الاحتلال لقتل الزيتون الفلسطيني، قال بشارات: "نحن كاتحاد خلال 2020 قمنا بحملة لتوزيع 5000 شتلة زيتون، كانت بعمر 3 سنوات، لدعم المزارعين خاصة في المناطق المستهدفة من الاحتلال والمستوطنين، وتبقى مزروعة ولحمايتها من الاستيطان وكي لا تصبح لقمة سائغة للاحتلال".
وأكد أن المطلوب من الحكومة أن تفعل بشكل أكبر صندوق "درء المخاطر"، لدعم المزارعين مباشرة بعد حصول الضرر من المستوطنين، ويجب على وزارة الزراعة أن تقف بصورة أكبر لدعم المزارعين.
وقال: قضية أشتال الزيتون لها خصوصية دينية ووطنية في فلسطين، والمطلوب من الجميع إعادة قيم "العونة" والتعاون والعودة إلى الأرض، ودعم قطاع الشباب لزراعة الأراضي وحماية الاستيطان في ظل تغول حكومة الاحتلال.
وأشار بشارات إلى تجربة زراعة أراضي محاذية لمستوطنة مقامة على أراضي قرية قريوت جنوب نابلس، وقال: المستوطنون حاولوا دائماً التوسع باتجاهها، وزرعنا الأرض بأشتال الزيتون، وفي منطقة "جبعيت" قريبة من قرية المغير شمال شرق رام الله، حيث يحاول إقامة معسكر عليها، قدمنا الأشتال للأهالي وتمت زراعتها، بالإضافة لزراعة الأراضي القريبة من مستوطنة "شيلو".
من جانبه، قال مدير الإغاثة الزراعية، منجد أبو جيش، إن "الزيتون هو شعار الفلسطينيين لارتباطهم بالأرض، والاحتلال يحاول أن يركز على خلع الشجرة من أجل هز المعنويات الفلسطينية، بالإضافة للخسائر الاقتصادية التي تنعكس على المزارعين خاصة إذا كانت الأشجار عمرها".
وأضاف: "كما يحاول الاحتلال تفريغ الأراضي من الأشجار، وإفساح المجال أمام المستوطنين للتوسع في القرى والبلدات الفلسطينية، بزعم أن هذه الأراضي غير مزروعة، والإغاثة الزراعية مستعدة لتقديم الدعم والمساعدات للمزارعين المتضررين من الاحتلال والاستيطان".
وأشار إلى أن أكثر المناطق تضرراً من عمليات اقتلاع أشجار الزيتون، في محافظتي سلفيت وجنوب نابلس، وقال: "لكن الاحتلال لا يفرق بين المناطق، وأينما توفرت له الفرصة لخلع أشجار الزيتون فإنه لا يتردد".
وأكد أن "المطلوب شعبياً ورسمياً هو دعم صمود المزارعين، وتنظيم حملات لزراعة أشجار الزيتون في المناطق كافة، وليس فقط في الأراضي القريبة من المستوطنات، يجب أن نزرع أكبر قدر ممكن من الزيتون، وأن نصل للجبال ونفتح فيها الطرق لتسهيل الوصول إليها وتشجيرها بالزيتون، وأن تترك السهول لزراعة باقي المحاصيل".
يُشار إلى أن الاحتلال والمستوطنين لا يكتفون باقتلاع وسرقة أشجار الزيتون، بل يشنون حملات اعتداءات وحشية على المزارعين، خاصة خلال موسم قطف الزيتون.
صور: أهالي دير بلوط بعد اقتلاع أشجارهم
صور: اقتلاع أشجار وأشتال في واد الربابة