شبكة قدس الإخبارية

شبيبة التلال والحلم المتهاوي

20160506153250
الأسير أسامة الأشقر

منذ سنوات عديدة تتعالى أصوات وازنة في المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة محذرة من الخطر الوجودي الحقيقي الذي يتهدد المجتمع والمشروع الصهيوني برمته.

 ولم تكن تصريحات رئيس هيئة  الأركان السابق "غابي أيزنكوت" الذي قال فيها إن سوريا ولبنان وإيران لا تشكل خطر وجودي على إسرائيل خلاف الشعب الإسرائيلي هو الخطر الحقيقي وهذا بالضبط ما أشار إليه يوبل ديسكن رئيس جهاز المخابرات العامة السابق هذه التصريحات وغيرها الكثير من التصريحات التي تدق ناقوس الخطر والتي تشكل إنذارا لما يمكن أن يحصل داخل المجتمع الإسرائيلي إذا ما استمرت حالة الانقسام والتشظي الكبيرة داخل هذا المجتمع يوما  بعد يوم كما تعيشه إسرائيل منذ سنوات عديدة من حالات تجاذب وتناقض داخلي يمكن أن يهدد أهم إنجازاتها على الإطلاق.

فمنذ عقود وهي تعمل بكل الوسائل الممكنة للتقليل من التجاذبات والفوارق الطبقية والإثنية وقد كان الجيش أحد أهم وسائلها لتحقيق هذا الهدف من خلال ما عرف باستراتيجية بوتقة الصهر التي تهدف بشكل أساسي لتقليل الفوارق وخلق حالة من الانسجام والوحدة الداخلة بين فئات المجتمع الإسرائيلي كافة وقد حققت هذه الاستراتيجية نجاحا هاما في السنوات الأولى لقيام إسرائيل.

 وقد كان الجيش الإسرائيلي بالفعل هو الأداة الأهم والأبرز لدمج المهاجرين من عشرات الدول والذين جلبوا معهم ثقافات وخلفيات متباينة ومتعددة.

 هذه النجاحات التي بدأت بالتراجع والانحسار في السنوات الأخيرة فالممارسات العنصرية تجاه الشعب العربي الفلسطيني ارتدت على الداخل الإسرائيلي وكما يقال بالمثل الشعبي "انقلب السحر على الساحر" فما يطلق عليهم بشبيبة التلال التي رعتها المؤسسة الإسرائيلية لسنوات عديدة واستخدمتها في حربها المسعورة على الشعب الفلسطيني.

 ها هي تنقلب الآن على رعاتها وتمارس العنصرية والتخريب داخل المجتمع الإسرائيلي ذاته، ففي تصريح إعلامي للشرطة الإسرائيلية قالت إنها فقدت السيطرة على الوضع في مدينة القدس وأن شبيبة التلال أصبحت تشكل خطرا كبيرا على السلم الداخلي.

وهذا هو الخطر الأكبر الذي تحذر منه النخبة العسكرية والأمنية في دولة "إسرائيل" فهم أكثر من يستشعر هذا الخطر القادم، فالمشروع الصهيوني برمته مهدد نتيجة انتشار وتفشي العنصرية على نطاق واسع داخل المجتمع الإسرائيلي فالنتيجة الحتمية لانتشار هذه الظواهر هي ازدياد الصدوع الأيديولوجية والإثنية، مما يعني الوصول لحالة من الانقسام المهددة بوقع حروب الأخوة كما يطلق عليها قادتهم المؤسسون؟؟ مما سيعني انهيار الحلم الصهيوني المتمثل بإقامة إسرائيل الكبرى حيث أن هناك أجنحة واسعة في اليمين المتطرف الإسرائيلي التي لا تتورع عن التصريح بهذا السيناريو الحتمي.