شبكة قدس الإخبارية

الأماكن المقدسة.. كيف تحولت من دينية إلى سياحية؟ 

 

الضفة المحتلة - قُدس الإخبارية: أثارت الحفلة الصاخبة التي أقيمت يوم أمس في مقام النبي موسى، الذي يعتبر أحد الأماكن والرموز الدينية في فلسطين، تساؤلات حول الأهمية الرمزية للأماكن المقدسة بالنسبة للسلطة الفلسطينية، خاصة في ضوء المعلومات التي نشرت عن منح وزارات في الحكومة الفلسطينية شركة هاي راكس للسياحة والسفر إمكانية إعادة تأهيل المقام وترميمه وإدارته بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

واعتبر المحامي فراس كراجة في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن ما حدث في مقام النبي موسى، هو مرآة تعكس واقع الحال السياسي، إذ تم تأجير المقام لشركة أجنبية منذ سنة 2017، وتم نشر الخبر في الكثير من المواقع، لكن أحدا لم يكترث إلا بعد ثلاث سنوات، بعد الحفلة الموسيقية المختلطة في المقام الديني".

وأضاف كراجة: "ثار الناس لنصرة المقام، ليكتشف أنه أصبح فندقا ومكانا للنوم.. حتى الآن لم يسأل أي فلسطيني لماذا تم التأجير لشركة أجنبية ولصالح من هذا التأجير وأين هذا المال، ومن خلف هذه الشركة؟".

وأعلنت الحكومة الفلسطينية بمشاركة رئيس الوزراء محمد اشتية، في تموز 2019، عن الانتهاء من ترميم مقام النبي موسى، عبر برنامج الأمم الإنمائي التابع للاتحاد الأوروبي، في احتفال رسمي، حيث تم الإعلان عن أن الموقع سيدار من قبل شركة ستتولى مهمة "تحويل جزء من المكان إلى نزل فندقي يتكون من 20 غرفة إضافة إلى المطاعم والقاعات لاستقطاب السياح".

لكن هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها السلطة الفلسطينية في تأجير الأماكن ذات الدلالات الدينية لدول أو شركات أجنبية، فقد أصدرت الحكومة الفلسطينية في فبراير 2017 قرارا باستملاك البعثة الروسية للأراضي الوقفية التابعة لوقف الصحابي تميم الداري، والتي تبلغ مساحتها 74 دونما في منطقة خلة المغاربة، بحجة وجود كنيسة المسكوبية التابعة للبعثة الروسية.

وأوضح أهالي مدينة الخليل في حينها من خلال الوثائق أن الأرض أوقفها النبي محمد عليه السلام للصحابي تميم بن أوس الداري، وهذا ثابت في سجلات المحكمة الشرعية ودائرة الأوقاف في محافظة الخليل، وبالتالي لا يجوز التصرف فيها من ناحية قانونية لا على سبيل الهبة أو المنحة، ومع ذلك صدر قرار عن الرئيس محمود عباس باستملاك البعثة الروسية للأراضي في آذار 2017، قبل أن تلغيه محكمة العدل العليا الفلسطينية في يونيو 2020.

وفي يناير 2018 لم يجد بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس المتهم بتسريب أوقاف كنسية في القدس المحتلة للاحتلال الإسرائيلي في استقباله في مدينة بيت لحم إلا رموز السلطة الفلسطينية، رغم تجمع العشرات من الفلسطينيين الرافضين لزيارته، وقد تم مهاجمة موكبه بالبيض والحجارة.

وبالتزامن مع زيارة ثيوفيلوس غرد نشطاء في حينها تحت وسم "هاشتاغ" #المهد_ لن يخون و #الكنيسة_مش_للبيع، وانتقدوا موقف السلطة التي استقبلته وشاركت في العشاء الخاص الذي يقيمه سنويا، وجاء في الدعوات التي انتشرت حينها: "يوم السبت الموافق 6/1 وفي عيد ميلاد الأرثوذكس الشرقيين سيحاول البطريرك الخائن بائع الأراضي للاستيطان الوصول لكنيسة المهد، لنقف جميعا بوجهه. وخائن من يستقبله أو يمَهد الطريق له أو يحميه. كان من كان: سلطة، قيادة، مسؤولين، وكلاء كنيسة، ...أي كان".

وأوضحت مصادر لـ"شبكة قدس"، أن تسريب الأوقاف الكنسية مثبت بالوثائق وعلى الرغم من ذلك إلا أن أحدا لا يريد محاسبة المسؤولين عن عمليات البيع والتسريب هذه، التي يتم من خلالها تحويل الأماكن المقدسة إلى أماكن سياحية في الغالب.

#أريحا #اشتية #النبي_موسى #مقام_النبي_موسى #تسريب_أراضي #البطريرك_ثيوفيلوس