شبكة قدس الإخبارية

ما بين زيارة الحرم وهدم البيوت

20190211023927
الأسير أسامة الأشقر

في إطار هجوم التطبيع أو حالة التتبيع المستمرة منذ سنوات تعمل إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية على تشجيع المسلمين والعرب التابعين لزيارة المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه، هذه الدعوات التي كان قد دعا لها جاريد كوشنر عراب صفقة القرن والمتعاقد الأهم في مشروع تصفية القضية الفلسطينية، حيث دعا المسلمين لكسر موقفهم المزعوم برفض زيارة القدس تحت الاحتلال هذا الموقف الذي طالب الفلسطينيون منذ سنوات طويلة بتغيره والقدوم للقدس لدعم أهلها المحاصرين والوقوف إلى جانبهم في ظل الممارسات الاحتلالية التي تستهدف التضييق عليهم وخنقهم مادياً واجتماعياً وديموغرافياً لكي يتركوا هذه المدينة ويرحلوا أو يتم ترحيلهم رغما عنهم، إلا أن هذه الدعوات المتكررة التي وصلت حد الاستجداء لم تلقى الآذان المصغية أو القلوب المهتمة لأمر هذه المدينة ولأقدس مقدسات المسلمين على الإطلاق.

إلا أن الأمر حتماً سيتغر في قادم الأيام حيث سنرى الكثير من مدعي العروبة يدخلون عبر مطار بن غوريون وستكون حجتهم الأبرز هي زيارة القدس والمسجد الأقصى المبارك. هذه الزيارات ستجلب الكثير من الأموال للأماكن السياحية والمصالح الاقتصادية للإسرائيليين الذين بدؤوا فعلاً بالتجهيز لاستقبال بعضاً من أصحاب الثوب والغترة الخليجية.

المصلحة الإسرائيلية والأمريكية واضحة من خلال إدارة تحالف خليجي إسرائيلي يهدف لكسر العزلة عن إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية وإيجاد أعداء جدد بالمنطقة بدلاً من هذا العدو الذي اعتادت شعوب العرب والمسلمين على اعتباره بأنه العدو الأوحد وذلك في تغيير جذري لطبيعة الصراع المستمر في المنطقة منذ عقود متجاوزين نهائياً القضية الأم واحتلال فلسطين وتشريد شعب بأكمله وبناء مئات المستوطنات على أراضي هذا الشعب واعتقال مئات الآلاف من أبنائه لسنوات طويلة.

هذا عدا عن آلاف الضحايا الذين قتلوا على أيدي هذه العصابة، كل هذه الإجراءات المتواصلة منذ عقود لم تحرك نخوة بعض أصحاب العباءات والغُتر وبقوا صامتين لم يحركوا ساكناً واليوم بعدما ظهرت الحقيقة وسمح الراعي الأمريكي لهم سيندفعوا في طوابير التتبيع التي ستدعي حتماً بأنها قدمت للصلاة في الحرم ولزيارة الفلسطينيين الذين تجبرهم سلطات الاحتلال على هدم منازلهم بأيديهم أو تقوم هي بهدمها وتغريمهم بملايين الشواقل في إجراء عنصري لم يشهد التاريخ مثيلاً له.

هذه الرواية الزائفة التي ستكشف هي ذاتها حقيقة الهدف المعلن أو الغير معلن لهذه الزيارات الغير بريئة والتي ستكون في معظمها لعقد صفقات بين رجال أعمال أو رجال مخابرات أو جزء من مشروع تجميل صورة هذه الدولة التي فقدت الكثير من معاقلها الأساسية في أوروبا وأمريكا نتيجة فضح سياساتها فوجدت ضالتها في مجموعات تدعي العروبة وتعمل بخلاف ما تدعي.