شبكة قدس الإخبارية

الزجل والغناء الشعبي.. صوت المنتفضين

فلسطين المحتلة -خاص قُدس الإخبارية: بين "تعلمي سر النضال تعلمي"، و"يما هاتي البارودة"، و"راجعلك يا دار أهالي"، تحولت منابر الزجالين والشعراء الشعبيين في فلسطين، وحتى الأعراس، إلى بديل لبثّ الوعي الوطني، بعد أن لاحق الاحتلال النشطاء والنقابات والصحف الملتزمة.

في الأغنية التي أطلقها شاعر ثورة 1936 نوح إبراهيم: "كنا نغني في الأعراس جفرا عتابا ودحية... واليوم نغني برصاص عالجهادية عالجهادية"، تعبير عن الموقف الوطني الذي اتخذه شعراء الأغنية الشعبية، في التحريض على الالتزام بالقضية الوطنية.

عرفت فلسطين منذ الاحتلال البريطاني، أسماء شعراء شعبيين التزموا بالقضية، وبعضهم انضم إلى الكفاح المسلح، ومزج بين الكلمة والرصاصة.

قبل الانتفاضة الأولى لاحق الاحتلال الإسرائيلي شعراء الأغنية الشعبية، يقول الباحث حمزة العقرباوي، ومنع مهرجان الزجل الذي كانت تنظمه جمعية إنعاش الأسرة في مدينة البيرة.

الأعراس أصبحت مناسبة لبث الأغنية الوطنية، يوضح العقرباوي، وكانت الفلسطينيات يبدعن في إطلاق الأهازيج وبعضها متوارث، تمجيداً للشهداء والثورة.

وأضاف: الغناء الشعبي يعبر عن الحالة التي يعيشها المجتمع، وواضح أن الشعب الفلسطيني خلال تلك الحقبة كان يحمل روحاً وطنية متقدة.

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية، مقاطع مصورة من حفلات في قرى بالضفة المحتلة، يردد فيها شبان ونساء أغانٍ للشهداء والثورة الفلسطينية، التي كانت تنشط في الخارج، بعضها في ترمسعيا، وجبع، ومخماس وغيرها.

يُشير العقرباوي إلى أن الغناء في الأعراس، كان ميداناً للتنافس بين النساء، اللواتي مدحن أقاربهن الشهداء أو الأسرى أو المبعدين والملتحقين بالثورة، والتباهي والفخر بهم.

يروي من عاش مرحلة ما قبل الانتفاضة وبعدها، أن بعض الأعراس التي كان يحييها زجالون مثل راجح السلفيتي وجبورة الزبن وغيرهم، تحولت إلى ما يشبه "التظاهرة"، يردد خلالها الشبان بحماسة الأغنية الوطنية، وتخلق الجماهير من ترددات صوتها لحناً موسيقياً.

ويقول العقرباوي: الانتفاضة الأولى كانت ثورة شعبية عارمة شاركت فيها مختلف طبقات المجتمع، لذلك ليس مستغرباً أن يعبر الزجل والغناء الشعبي عن هذه المشاعر الوطنية.

وأضاف: الالتزام الفني بالتعبير عن القضايا الوطنية بقي حاضرا حتى بعد الانتفاضة الثانية، ومثال عليه الأغنية التي مجدت عملية الأسير عمر العبد، واعتقل الاحتلال الفرقة التي أنشدتها.

 

وثق العقرباوي أغنيات عديدة قالتها النساء في مختلف المناسبات الوطنية، بينها:

 

أنا عربية وأمي عربية

وبدي لأبو عمار طيارة حربية

تضرب على "تل أبيب" ترجع على سوريا

أنا فلاحة وأمي فلاحة

بدي لأبو عمار طيارة مسلحة

 

وفي أغنية ثانية:

زرعنا المرمية في باب الواد

الله يخونه يلي خانك يا هالبلاد

 

وتنشد سيدة أخرى للفدائيين وتقول:

وبعيني عالفدائي 

واقف في فيي اللوزة

نفذ العملية زغرتي يا أم الروزا

 

لم يقتصر الغناء الوطني على الزجالين، بل ساهمت فيه فرق في فلسطين وخارجها، مثل العاشقين، والفنون الشعبية، وصابرين وغيرها.

 

#مقاومة #عرس_فلسطيني