شبكة قدس الإخبارية

هيومن رايتس ووتش: حياة ذوي الإعاقة في غزة شديدة الصعوبة

202012mena_gaza3

غزة- قُدس الإخبارية: حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان، اليوم الخميس، من أن الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 13 عامًا، يجعل حياة عشرات آلاف الفلسطينيين ذوي الإعاقة "شديدة الصعوبة".

ويفرض الاحتلال منذ صيف العام 2006 حصارًا مشددًا على قطاع غزة، قيدت من خلاله حركة سكانه والبضائع أيضا.

وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في الثالث من كانون الأول من كل عام منذ 1992. وفي هذه المناسبة، جاء في تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، بشأن تداعيات الحصار، وقيود الاحتلال، وما أسمته إهمال الجهات الرسمية في قطاع غزة.

وقالت الباحثة الأولى في قسم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في "هيومن رايتس ووتش" إمينا سيريموفيتش،: "سلبت القيود الإسرائيلية طوال أكثر من عقد الأشخاص ذوي الإعاقة في غزة حرية التنقل وغالبًا إمكان الحصول على الأدوات المساعدة والكهرباء والتكنولوجيا التي يحتاجون إليها للتواصل أو مغادرة منازلهم".

وألقت الضوء على أن انقطاع الكهرباء الدائم يهدد تحديدا حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ يحتاجون إلى الضوء للتواصل باستعمال لغة الإشارات أو الأجهزة الكهربائية للتحرك، من مصاعد إلى دراجات "السكوتر" الكهربائية".

وأضافت: "نتيجة هذه السياسات، باتت الحياة في غزة صعبة للغاية للكثيرين من الأشخاص ذوي الإعاقة". مشيرة إلى أن الإحصاءات الرسمية لـ "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" تظهر أن ثمة زهاء 48 ألف شخص في غزة، أي 2,4 في المئة من السكان، لديهم إعاقة، وأكثر من خمس هؤلاء من الأطفال. فيما يقدر مسؤول في منظمة "اليونيسف" أن يكون الرقم الفعلي أعلى بكثير.

وقالت المنظمة إن "ذوي الإعاقة في غزة واجهوا صعوبات في الحصول على أدوات مساعدة، مثل الكراسي المتحركة والمعينات السمعية، وذلك يعود إلى حد كبير إلى القيود الإسرائيلية على الاستيراد، والنقص في توفير السلطات المحلية وفرق الإغاثة الأجهزة اللازمة".

كذلك شددت المنظمة على قلة الخبرات القادرة على إصلاح الأدوات المتضررة في غزة، في وقت يقيد فيه الاحتلال دخول قطع الغيار والبطاريات للأدوات المساعدة.

وقال عدد كبير من سكان غزة إن "حتى في حال كانت أجهزتهم شغالة، وخصوصا الكراسي المتحركة، لا يمكنهم دخول مبان كثيرة والتنقل داخلها بسبب افتقادها الممرات المنحدرة أو المصاعد".

كما يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة التمييز والوصمة الاجتماعية أيضا، وينظر إليهم على أنهم عاجزون وغير قادرين على الاعتناء بأنفسهم أو اتخاذ قراراتهم الخاصّة، كما تتعرّض النساء ذوات الإعاقة للتمييز كونهنّ نساء وأشخاص ذوي إعاقة في آن. 

وفي أجزاء عديدة من غزة، تحديدا مخيمات اللاجئين المكتظة، توجد بنية تحتية ضعيفة، بما فيها طرقات ضيّقة، ووعرة، وغير مستوية. قال أشخاص كثيرون ذوو إعاقات حركية إنّهم شعروا بأنّ الحالة السيئة للطرقات تعرّضهم للخطر وإنّهم يتجنّبون مغادرة منازلهم في الطقس الممطر خوفا من الحوادث في الشوارع المؤجلة.

ووصف خمسة أشخاص ذوي إعاقة الصعوبات الشديدة التي واجهوها في الهروب من مبانٍ مدنية تمّت مهاجمتها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة بين عامي 2009 و2014، وحاجتهم إلى المساعدة للوصول إلى برّ الأمان، حيث كانت -إسرائيل- أحيانا ترسل إنذارات قبل دقائق فقط من الهجوم، ما لم يمنح الأشخاص ذوي الإعاقة وقتًا كافيًا للهروب.