شبكة قدس الإخبارية

سامر درويش.. عن 19 عاماً في السجون وأحزان رفاق المعتقل

نابلس - خاص قُدس الإخبارية: "تغيرت مظاهر كثيرة بالحياة لكن الاحتلال ما زال موجوداً ورفاقي الأسرى يعانون"، كان هذا تعليق المحرر سامر درويش حول مشاعره بعد أيام من الإفراج عنه، عقب 19 سنة قضاها في معتقلات الاحتلال.

في بلدة سبسطية شمال الضفة المحتلة، بدأ سامر رحلة التعرف على الحياة التي فصله السجن عنها، وعلى الناس والشبان، الذين كانوا أطفالاً حين اعتقاله.

يقول سامر "لقُدس الإخبارية"، أن أكثر ما يوجع الأسير بعد أن يقضي نصف عمره أو أكثر، في المعاناة، "الجهل الكبير من جانب أبناء شعبه، بقضيته واسمه وحياته".

ما يثير "الحزن والألم"، يقول سامر، عندما يسمع الأسرى من شبان وخريجي كليات وجامعات، عدم معرفتهم بأسرى مثل نائل البرغوثي وكريم يونس وغيرهم، الذين اعتقلوا لأكثر من 40 عاماً في سجون الاحتلال.

وأضاف: "عندما كنا نشاهد الاعتصامات والتظاهرات التي تنظم نصرة للأسرى، على التلفاز، كنا نتألم بشدة، ونحن نرى عائلاتنا فقط هي من تشارك، وكأن قضية الأسرى تحولت إلى شخصية تتعلق بعائلته فقط، وليست حكاية شباب قدموا زهرة أعمارهم من أجل وطنهم وحريته".

وحول أوضاع السجون، يؤكد سامر أن "الأسرى يعيشون ظروفاً صعبة، نتيجة سياسات إدارة سجون الاحتلال ضدهم، بالإضافة لإصابة العشرات منهم بفيروس كورونا، خاصة في سجن جلبوع".

ويتابع: "رغم انتشار فيروس كورونا والحالة الصحية الصعبة التي يكابدها الأسرى، إلا أن إدارة سجون الاحتلال، لا تتوقف عن التنكيل بهم واقتحام غرفهم، بواسطة وحدات القمع المدججة بالسلاح والكلاب البوليسية".

بعد تحرره من السجن، توجه سامر مباشرة إلى منزل عائلة الأسير الشهيد كمال أبو وعر، لتقديم العزاء لعائلته.

"كمال كان عملة نادرة"، يقول سامر"، ويضيف: "مواقفه الوحدوية مع الفصائل جميعها لا يمكن أن تنسى".

ويروي سامر أن "كمال كان يتميز باستعداده دائماً للتضحية، وكان يكرر على مسامعنا أن الشهادة وهدم البيوت كلها أثمان يجب أن نقدمها في ظل الاحتلال".

ويضيف: "في الإضراب الذي خاضته الحركة الأسيرة في 2012، صمم كمال على الدخول في المعركة، رغم الخلافات والتباينات في الآراء حينها".

وتابع قائلاً: "يجب زيادة الاهتمام بقضية الأسرى، وهناك تقصير من الكل على المستويات كلها سواء الإعلامية أو السياسية أو القانونية، خاصة أن الأسير يتعذب ويموت ويتعرض للتنكيل في كل لحظة".

"رغم كل هذه الظروف العصيبة التي يعيشها الأسرى والقضية الفلسطينية، إلا أن هناك بارقة أمل دائماً موجودة بين شعبنا"، يؤكد سامر.

بعد هذه السنوات العصيبة من الاعتقال والتعذيب والمعاناة ، يستعد سامر الان لحياة جديدة يبني فيها عائلة، ويتعرف فيه على عالم حرمه الاحتلال منه، ويتمنى لرفاقه الذين بقوا خلفه في المعتقلات، حرية قريبة تكتمل بعد الفرحة.