شبكة قدس الإخبارية

لماذا تظهر منشورات الوفيات بكثرة عبر فيسبوك؟

file_2020-11-12_161827
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: تصاعد في الآونة الأخيرة ظهور منشورات الوفاة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والذي يعتبر الموقع الأكثر تفاعلاً واستخداماً بين الفلسطينيين مقارنة ببقية مواقع التواصل الأخرى.

وتساءل بعض المستخدمين على موقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة عن أسباب الزيادة في ظهور هذا النوع من المنشورات وهل هو مرتبط بجوانب تقنية أم أنه زيادة في أعداد الوفيات في فلسطين خلال العام الأخير في ظل جائحة كورونا.

ولا توجد إحصائيات رسمية صادرة عن الجهات الصحية الحكومية في فلسطين عن حجم الوفيات بشكل عام خلال العام الأخير أو العام الماضي، باستثناء ما يعلن حالياً عن وفيات بسبب جائحة كورونا والإصابة بها خلال الفترة الحالية.

وارتفع تعاطي الفلسطينيين مع الوفيات خلال الفترة الأخيرة، إذ إلى جانب عبارات التعازي لصاحب المنشورات يطرح البعض أسئلة عن أسباب الوفاة حتى وإن كان المنشور يتضمن إشارة إلى عمر المتوفى وأنه قد يكون متقدما في السن كثيراً.

ويتفق مختصون في الشأن الرقمي على أن من مسببات ظهور هذه المنشورات بكثيرة هو الخوارزمية التي يعمل بها فيسبوك خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب التركيبة الاجتماعية للمجتمع الفلسطيني وآثار جائحة كورونا وما يسجل من وفيات.

في السياق، قال المختص في الشأن الرقمي خالد صافي، إن السبب يرجع إلى خوارزمية فيسبوك حيث تعتمد على حجم التفاعل مع المنشور منذ نشره، وتلقائياً فيسبوك يقيس أكثر المنشورات تفاعلاً ويجلب الأصدقاء للتفاعل معها مهما بعدت الصداقة.

وأضاف صافي لـ "شبكة قدس": "عندما نتفاعل مع منشورات التفاعل؛ تلقائياً فيسبوك يعلم أنه الأكثر تفاعلاً وبالتالي يختار نفس المحتوى للظهور حتى وإن كان التفاعل بينك وبين أي صديق ضعيفا جداً"، مشيراً إلى أن الخوارزمية تقوم على دراسة الوقت المستخدم من قبل صاحب حساب المنشور مع مثل هذه المنشورات.

وتابع قائلاً: "منشورات الوفيات التي يعلق عليها بدون تأخير من قبل المستخدمين مقارنة بمنشورات أخرى وبالتالي ينتشر المنشور إلى بقية الأصدقاء على هيئة قطرات الماء حتى الوصول إلى مختلف الأصدقاء، بمعنى لو كان هناك 1000 صديق قد يأتي منهم جميعاً منشور الوفيات وقد لا يأتي كلياً إذا لم يكن في إطار الاهتمام".

ووفقاً لصافي فإن فيسبوك تعتبر منشورات الوفاة تندرج ضمن اهتمامات الجمهور الذي يتفاعل معها مهما كانت الظروف، لهذا فعلى سبيل المثال لو أن شخصاً توقف لمدة أسبوع عن التفاعل مع منشورات الوفيات فإنها لن تظهر بهذه الغزارة.

واستكمل قائلاً: "الخوارزمية تقوم على عملية قياس التكرار وكلما تكرر المحتوى بصيغة مشابهة فإن لها نصيب أكبر من الانتشار والتداول، ولذلك كانت عبارات التعازي والوفيات هي الأكثر لأنه في معظم الأوقات الناس تستخدم ذات النص في جمل التعازي عند كتابتها".

في السياق ذاته، قال مدير مركز صدى سوشال إياد الرفاعي، إن الموضوع ليس حصراً على طبيعة المنشور فقط فهو متعلق بطبيعة الخوارزميات من حيث طبيعة المحتوى الذي يتفاعل معه صاحب الحساب، وهي الآلية التي يعمل بها فيسبوك.

واستدل الرفاعي في حديثه لـ "شبكة قدس" بمثال أنه لو كان صاحب الحساب مهتما بمنشورات السيارات فإن الذكاء الصناعي يفهم أن صاحب الحساب مهتم بهذا النوع من المحتوى، مبيناً أن طبيعة الناس الاجتماعية مهتمة في تقديم واجب العزاء.

وأتبع قائلاً: "التعازي عبر مواقع التواصل الاجتماعي باتت تحل محل الحضور إلى بيوت العزاء في ظل جائحة كورونا، وأصبح التفاعل مع هذه المنشورات، يزداد وأصبح ظهورها يزداد عبر موقع فيسبوك".

وأوضح الرفاعي أنه منذ عام 2017 اختلفت آلية فيسبوك وهناك تطوير كبير للخوارزمية، فعلى سبيل المثال دونالد ترامب حينما نشر عن نتائج الانتخابات كان فيسبوك ينشر المعلومات الصحيحة بفوز جو بايدن.

واستطرد قائلاً: "قد تكون هناك زيادة في أعداد الوفيات بفعل جائحة كورونا، إلى جانب أن المنشورات المتعلقة بكورونا والإصابات والوفيات جعلت المستخدمين يطرحون أسئلة عند تقديم واجب العزاء عن أسباب الوفاة وبالتالي فإن الأمر مرتبط باهتمامات مشتركة على أرض الواقع أو الحياة الرقمية".

#فيسبوك #الوفيات في فلسطين