شبكة قدس الإخبارية

عام ونصف من التحقيق... الاحتلال عاجز عن الوصول لقاتل مستوطن وزوجته في القدس

123183044_3325415110889868_8842836846231230899_n
هيئة التحرير

ترجمات عبرية – خاص قدس الإخبارية: نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الجمعة، تقريراً مفضلاً حول تحقيقات الاحتلال في مقتل مستوطن وزوجته يوم ١٣ من يناير العام الماضي.

وما زالت أجهزة الاحتلال المختلفة عاجزة عن الوصول لمنفذ هذه القتل، وذلك رغم التحقيق مع عدم ضخم من شهود العيان ومراقبة كاميرات المراقبة لأيام وساعات.

وأضافت الصحيفة أن هذه الحادثة بدأت عند تلقي الشرطة لاتصال هاتفي من ابنة المستوطن القتيل تقول خلالها أن والدها ووالدتها لا يجيبون عبر الهاتف منذ عدة أيام، وعند وصول عناصر الشرطة للمكان حاولوا طرق الباب ولم يستجب أحد مما أدى إلى استدعاء عناصر الانقاذ والإطفاء للمكان لكسر باب المنزل الواقع في مستوطنة "أرمون هنتسيف" قرب بلدة جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، وعند دخول المنزل تفاجئ الجميع بوجود جثة المستوطن القتيل وجثة زوجته في غرفة النوم.

وبحسب الصحيفة فإن المشاهد الفظيعة التي كانت داخل منزل المستوطن القتيل لم تكن خطيرة بقدر خطورة فشل المحققين بمعرفة خلفية القتل، حيث لم يعرفوا إن كانت خلفيته جنائية، قومية أو عنف أسري.

وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن المستوطن وزوجته كانا يعيشان حياة طبيعية للغاية فالزوج كان يعمل محاسباً معروفاً في القدس.

 وقالت الصحيفة أن القتل كان عنيفاً جداً مما يشير إلى أن هناك كره كبير بين القاتل والمقتول، ولكن المنزل كذلك كان مبعثراً جداً فالجوارير والخزائن كانت مفتوحة والوثائق ملقاة على الأرض مما يشير إلى أن القاتل كان يبحث عن شيء ما، وهذا ما سبب تعقيد كبير لدى محققي شرطة الاحتلال في القدس.

وتقول "يديعوت أحرونوت" إن المنزل المبعثر قد يشير إلى أنها عملية سرقة فقط، ولكن لماذا سيقوم السارق بقتل المستوطن وزوجته رغم أنهم كبيران في السن ويمكن السيطرة عليهما بسهولة دون قتلهما، وكذلك لماذا لم يسمع الجيران أية أصوات صراخ أو تكسير وهذا شيء غير منطقي.

 وذكرت الصحيفة أن قائد لواء شرطة الاحتلال في القدس توصلوا إلى أن هناك شيء غير منطقي في هذه الحادثة، ولذلك قاموا باستدعاء محققي الشاباك للمكان.

وبحسب الصحيفة أيضاً فإنه جرى استدعاء رئيس قسم الطب الشرعي لمنزل المستوطن القتيل فربما يصل لشيء آخر أيضاً، وعند وصوله لاحظ وجود جروح كثيرة في جسد المستوطن القتيل مما يؤكد أن هنالك قتالاً عنيفاً بين القاتل والقتيل، ولذلك لا بد أن يكون هنالك آثار حمض نووي من القاتل في المنزل، ولكن القوات قامت بعمليات بحث كثيرة ولم تجد أي أثر في المنزل.

وأضافت الصحيفة أن الاحتلال استمر بالبحث حول أي طرف خيط يوصله لمنفذ القتل، وتحولت قضية مقتل المستوطن وزوجته إلى لغز محير بالنسبة لمحققي لواء شرطة الاحتلال في القدس.

 وفي بداية التحقيقات قام عناصر الشرطة باعتقال شاب فلسطيني من القدس المحتلة يعمل بالحدائق قرب منزل المستوطن القتيل، وقد جرى التحقيق معه على مدار ٢٥ يوماً، واستخدمت معه أساليب تحقيق منوعة ولكن جميعها أثبتت أن هذا الفلسطيني لا علاقة له في هذه الحادثة وأفرج عنه.

وخلال التحقيقات المستمرة قامت قوات الاحتلال باعتقال نجل القتيل وزوجته خشية بأن تكون الحادثة ناتجة عن خلاف عائلي، ولكن جرى الإفراج عنهم أيضاً بعد أسبوعين ونصف من التحقيقات.

وأضافت الصحيفة أن التحقيقات توصلت إلى تسجيل عبر كاميرات المراقبة يظهر به المستوطن القتيل قبل يومين من القتل، حيث كان ذاهباً إلى كنيس يهودي للصلاة قرب منزله، وعند مراقبة هذا التسجيل جيداً شوهد أن هنالك شخصاً يلبس معطفاً سميكاً قام بفحص مدخل الكنيس جيداً.

 واقترب من المستوطن القتيل وخرج فور خروج المستوطن من الكنيس، ولكن هذا الشخص لم يقم بالنظر إلى كاميرا المراقبة ولذلك لم يكن وجهه واضحاً.

وبحسب الصحيفة فإن عناصر التحقيق قاموا بعرض هذا التسجيل على المصلين في الكنيس، ولكن لم يتعرف أحد على هذا الشخص، وبعد فحص التسجيل مجدداً ومجدداً لوحظ أن هذا الشخص يقوم بتقبيل "المزوزا" وهي القطعة التي توضع على مداخل منازل وكنس الاحتلال مرتين وليس مرة واحدة كما المعتاد في الدين اليهودي، وقام عناصر الشرطة بمراقبة معظم أماكن العبادة اليهودية في القدس المحتلة على مدار شهرين في محاولة للوصول لشخص يقوم بتقبيل "المزوزا" مرتين، وفي إحدى المرات عثر على شخص قام بتقبيلها مرتين.

وقام عناصر الشرطة بملاحقة هذا الشخص ومراقبته، وتفاجئوا بأنه كان يعمل قناصاً لدى الجيش، مما زاد الشبهات حوله، وازدادت ملاحقة هذا الشخص بشكل سري، وجرى استدعاءه للتحقيق، ولكن لم تكن له أية علاقة في الحادثة وجرى الإفراج عنه.

وعند عودة العناصر لمكان القتل عثروا على بقعة دم قرب الدرج الموصل لمنزل القتيل، وقالوا أن هذه البقعة ربما تكون للقاتل حيث تصارع مع القتيل، وقام المحققون بإرسال بقعة الدم للتحقيق، وجرى الحصول على سلسلة DNA كامل من هذه البقعة، ولكن لم يتطابق هذا الحمض النووي مع أي شخص موجود حمضه النووي في أرشيف الشرطة.

واستمرت التحقيقات في محاولة للوصول لصاحب بقعة الدم هذه، وعند وصلوا لشخص تواجد في هذا المكان لحظة الحدث، وقاموا بالخصول على حمض نووي منه بشكل سري، وتطابق بشكل كامل مع الحمض النووي لبقعة الدم، ولكند عند استدعاءه للتحقيق تبين أنه يعمل سباك وقد استدعاه أحد جيران القتيل وقد جرح في يده أثناء عمله ولا علاقة له بالقتل.

وأضافت الصحيفة أن المحققين قرروا الذهاب إلى اتجاه آخر في التحقيقات، فالقتيل كان يعمل محاسباً، ولذلك ربما كان سبب قتله هو خلافاً مالياً مع إحدى الشركات الكبيرة التي كان يعمل معها، وقد جرى أيضاً اعتقال عدد من المشتبهين بهم وتبين أن جميعهم لا علاقة لهم في هذه القضية واستمر الطريق مسدوداً.

وبعد كل هذه التحقيقات استمر المحققون بجمع تسجيلات كاميرات المراقبة من محيط منزل القتيل، وتوصلوا هذه المرة إلى شخص كان يلبس قبعة، وعندما شاهد كاميرا المراقبة قام بإخفاء وجهه، وحاول عناصر التحقيق الوصول لهذا الشخص بكافة الوسائل المتوفرة ولكنهم فشلوا، مما دعاهم للتحقيق مع مجموعات للسرقة كانت تقوم بالسرقة في تلك المنطقة، ولكن أيضاً لم يتعرف أحد على هذا الشخص.

 وما زال الاحتلال يبحث عن هذا الشخص المجهول الهوية لمعرفة إن كان على علاقة بقتل المستوطن وزوجته أو لا، وقد قامت شرطة الاحتلال بنشر تسجيل لكاميرات المراقبة تظهر فيها ملامح هذا الشخص على أمل أن يتعرف أحد الناس عليه، ولكن ما زال هذا الشخص لغزاً مجهولاً حتى هذا اليوم.

#القدس #عملية