شبكة قدس الإخبارية

عزمي نفاع.. أسير في سجون الاحتلال "بلا طعام"

الضفة المحتلة - قدس الإخبارية: الانتقال من سجن إلى سجن، لا يعني فقط بالنسبة للأسير الجريح عزمي نفاع، أنه سيفارق أصدقاء عاش معهم المعاناة لسنوات لينتقل عند آخرين ويكمل معهم رحلة السجن، وإنما أيضا أن يفارق الطعام، الذي قد يكون ممكنا في سجن ما ومستحيل في آخر.

قصة الأسير الجريح نفاع بدأت عندما أطلقت عليه قوات الاحتلال النار على حاجز زعترة جنوب نابلس في الرابع والعشرين من تشرين الثاني عام 2015، بادعاء محاولته تنفيذ عملية دهس، ومن هناك أصبح للموت الذي نجا منه بفعل الرصاص أكثر من معنى بفعل شظاياه.

أصيب نفاع في فكه ويده، قد لا تظهر إصابة يده في أي من الصور، لكن إصابة فكه أكثر وضوحا وأكثر معاناة. يقول والده سهل نفاع لـ"قدس الإخبارية": كان السؤال الذي يطرق رأسي دائما على مدار الأعوام الماضية، ولكنني لم أجرؤ على طرحه على ابني خلال الزيارات، لأنني أعلم أنني لن أستطيع تقديم شيء له وهو محاط بالسجانين، "كيف تأكل وتمضغ وقد فقدت أجزاء من فكك بعد أن هشمه الرصاص؟".

خمس سنوات مضت على اعتقال الأسير عزمي نفاع من مدينة جنين، ولا يزال هذا السؤال هاجسا يلاحق والده، الذي عرف إجابته كل الفلسطينيين بعد أن تحولت قدرة عزمي على مضغ الطعام، إلى خبر في وسائل الإعلام بعد تقرير لمحاميه حول عدم قدرته على تناول الطعام بعد نقله من سجن فيه خلاط طعام إلى سجن يخلو من الأخير ويحتفي قهرا بعزمي.

وينقل والده عن محامي عزمي قوله إنه يستخدم خلاطا لخلط وهرس الطعام، وهذا الخلاط كان موجودا في سجن جلبوع، ولكن في سجن شطة الموجود فيه حاليا لا يوجد هكذا خلاط، وحرمته إدارة السجن من ذلك.

الطعام أبسط حقوق الإنسان، يصادره الاحتلال من الفلسطيني إما بحرق زرعه أو اقتلاع زيتونه أو احتلال ما تبقى من أرض أو من خلال شظايا الرصاص كما في حالة الأسير نفاع، الذي ناشد والده المؤسسات الحقوقية بتوفير خلاط لابنه الذي لا يقوى على هضم أبسط الأطعمة.

ويقضي الأسير عزمي نفاع حكما بالسجن لمدة 20 عاما، قضى منها 5 أعوام، بعد اتهامه بمحاولة دهس جنود على حاجز زعترة القريب من نابلس. ونجا نفاع من موت محقق بعد محاولة قوات الاحتلال إعدامه، لكنه لم يتمكن من النجاة من معاناة مستمرة وعذاب يتمنى والده في حديث لـ"قدس" أن لا يطول.