شبكة قدس الإخبارية

حرب العقول في مواجهة طريق الحقول

121578922_121455093054177_1304360384544638398_o
رامي أبو زبيدة

كجزء من الدروس المستفادة من حرب 2014 يشق الاحتلال عشرات الطرق العسكرية لمرور المركبات والقوات العسكرية في حال اندلاع حرب جديدة بدون أن يتم تدمير الحقول الزراعية، مثلما حدث بالحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف العام 2014 وتحصين الحدود الشرقية للقطاع.

عسكرياً طبيعة الأرض ومميزاتها البشرية والمادية ومقوماتها هي التي تحدد شكل وطبيعة مسرح العمليات العسكرية، وما هي التهيئة التي تتناسب مع الغاية الحربية المراد تنفيذها، وهو جزء من تهيئة مسرح العمليات الحربية

يبدو واضح أنه في اطار تطوير خطط العدو العسكرية التي يقوم بها رئيس الأركان كوخافي، هو إعادة دراسة خريطة وتضاريس المنطقة جيداً بما يسهم في تنفيذ الخطط العسكرية المعدة من خلال شق الطرق وتفرعاتها بناء على معلومات الرصد والمتابعة واستخلاص الدروس من الجولات العسكرية السابقة والاستفادة القصوى من الجغرافيا العسكرية فالتضاريس الأرضية واستغلالها هي من مهمة القوات البرية، والعمل على المرونة في تمركز القوات، وإمكانية التحرك والنقل وتقوية نقاط الضعف لتسهيل عمليات السيطرة و اختيار المواقع المناسبة لبدء الغارات و تنسيق النيران جيداً و تجنب الاشتباكات الثانوية البعيدة عن الخطة المرسومة للمعركة و اللجوء فوراً إلى قواعد الاقتحام و تأمين التغطية النارية عن بعد و التسلل و من ثم التموضع و الرماية عن بعد ثم الهجوم و الاقتحام الصامت.

شق الطرق العسكرية باعتقادي هو لتوفير وتأمين تقدم القوات البرية وتأمين مكان وضع قوات الأسناد وتطويق الموقع وسهولة رصد تحركات المقاومة سواء بالتمهيد والتغطية في حال الانسحاب الردعي بحالة الانكشاف أثناء التسلل وإراحة القوات المهاجمة بإدخال الاحتياط وتأمين الإمدادات بالذخيرة والإسعاف للجرحى ومحاولة التغلغل بسرعة عالية داخل القطاع في أي مواجهة.

أثبتت التجارب والمعارك مع الاحتلال أن المقـاومة استطاعت أن تفشل خطط العدو العسكرية الإسرائيلية بمعرفتها ببيئة العدو وتحديث خططها وأثبتت جدارتها على الأرض، وأدى تراكم نجاحات المقـاومة واكتسابها الخبرة والإمكانات إلى تغيير قواعد المواجهة من خلال: جعل ميدان العدو الأمني والاستراتيجي ساحة قتال، وإطالة أمدها الأمر الذي يستنزف قوات العدو في أرض المعركة، وعدم قدرة مجتمعه الداخلي على الصمود والثبات، وجعل الأرض “المحروقة” مصيدة لجيش العدو، والاستفادة من العوامل الطبيعية والناشئة لاستدراج العدو وإيقاعه في الكمائن والمصائد، وفشله في تقييم قوة وأداء المقـاومة بحسب المعلن، فقد عانت الاستخبارات الإسرائيلية نقصاً في المعلومات والمعطيات الخاصة بالمـقاومة، وبالتالي تعرض أولى مبادئ قيادة العمليات لخلل فاضح، إذ إن أساسيات العلم العسكري تفترض معرفة مسبقة بالبيئة العملياتية وبطبيعة الخصم. وبناءً على ذلك فقد تجلت عناصر مهمة في أداء المـقاومة لإرباك جيش العدو وخططه العسكرية التي من المؤكد تعيها المقاومة وتعمل على إحداث الاضطراب المطلوب لدى قيادة العدو، وما تعده المقـاومة اليوم من جهد كبير يبرهنه الواقع على الأرض.

#طريق الحقول #حدود غزة