شبكة قدس الإخبارية

فلسطين القنبلة والتحدي

920171719291614
نضال وتد

 

لا يفترض أن تفاجئ نتائج المؤشر العربي لمركز الأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة التي أكدت رفض أغلبية ساحقة من أبناء الأمة العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال، أحدًا، باستثناء من أوهموا أنفسهم بأن رغبتهم بالتطبيع، وهرولتهم لإزاحة القضية جانبًا، ستلقى تلقائيًا عند شعوبهم، بمجرد إشارة منهم، ترحيبًا، حتى وإن كانوا استعدوا مسبقًا لتطبيعهم وإشهارهم بتشديد قبضتهم على مواطنيهم منعًا لمفاجآت قد تحرجهم أمام حلفائهم الجدد.

في المقابل، فإن حليفتهم الأبرز، "إسرائيل"، لا تملك ترف الانخداع وراء ما يسوقه هؤلاء، فتصر، دون حياء منهم أو خجل، على الإبقاء على تفوقها العسكري، لأنه وباعترافها هي لا تعرف كيف ستنقلب الأمور في أوطان هؤلاء، ومن سيأتي بعدهم في الحكم، وماذا سيكون موقفه من احتلال فلسطين وتشريد شعبها.

وإذ يكشف المؤشر العربي أن 88 في المائة من أصل 23 ألف شخص شاركوا في استطلاعه أعربوا عن رفضهم للتطبيع، واعتبار 89 في المائة أن "إسرائيل" هي الخطر الأكبر على أمن واستقرار المنطقة، يتضح أيضًا سبب القلق الإسرائيلي الدائم من موقف الشعوب العربية. وهو قلق أعرب عنه رئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أكثر من مرة، وكان دافعًا للغزو الإعلامي الإسرائيلي للوطن العربي عبر منصات إلكترونية مختلفة، من مواقع تُشغلها "إسرائيل"، ومثلها صفحات على شبكات التواصل تروج للدعاية الإسرائيلية علنًا تحت مسميات مختلفة، مثل "إسرائيل" بالعربية، وصفحات المنسق، وصفحات أفيخاي إدرعي وإيدي كوهين، وتغريدات الناطق بلسان نتنياهو بالعربية أوفير غندلمان.

لكن أهم ما يقدمه المؤشر العربي لمركز الأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة لنا، هو في الواقع الدليل الملموس على فشل سياسات "إسرائيل" الدعائية، رغم تهافت كثيرين على الصفحات والمواقع المذكورة أعلاه. إذ إن نسبة 88 في المائة من المشاركين في مسح المؤشر العربي تؤكد أن فلسطين هي القضية الأولى في وجدان الأمة العربية، وشعوبها، حتى لو قلبت بعض الأنظمة ظهرها لفلسطين وشعبها.

وتفسر نتائج المؤشر أيضًا، بالرغم من الدعاية التي يبثها نتنياهو وأصدقاؤه الجدد حول الأجواء الجديدة في الشرق الأوسط، تقديرات المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي، وآخرها رئيس شعبة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" البريغادير درور شالوم أن القضية الفلسطينية هي قنبلة موقوتة، وأن الانفجار قادم في نهاية المطاف، حتى وإن عرّف شالوم القضية الفلسطينية بأنها التحدي الثاني الأكبر الذي تواجهه دولة الاحتلال بعد إيران.