شبكة قدس الإخبارية

ما فائدة انتخاب مجلس تشريعي جديد؟

GettyImages-521482140
ماجد العاروري

هل علينا أن نكون ايجابيين أم محبطين من أي فرصة للتغير؟ أعتقد أن إجراء انتخابات عامة، وفي مقدمتها انتخاب مجلس تشريعي جديد من شأنه أن يجرّ علينا المنافع التالية:

1. ينهي انتخاب مجلس تشريعي جديد ملف الانقسام السياسي والجغرافي بين الضفة قطاع وغزة، بما نجم عن هذا الانقسام من ويلات وانتهاكات وحصار طالت مختلف جوانب حياة الفلسطينين.

2. ينهي إجراء انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني الصراع الدائر في الحزب الحاكم على خلافة الرئيس محمود عباس، وما خلفه هذا الصراع من أثر على الحريات والحقوق وحرق سمعة الأشخاص وويلات وفقر وتردي في الظروف الاقتصادية والاجتماعية.، وإلى أن يتم انتخاب رئيس جديد يصبح لدينا رئيسًا للمجلس التشريعي الفلسطيني، وبالتالي لدينا حل دستوري في هذه المسألة تنهي الصراعات التي كادت أن تجرنا إلى حالة من الفوضى وفرض الحاكم بالقوة.

3. ستساهم الانتخابات في وضع أسس جديدة لبناء نظام ديمقراطي مبني على مبدأ الفصل بين السلطات ويحقق مبدأ المساءلة للمسؤولين التنفيذيين.

4. سيكون لدينا للمرة الأولى منذ 13 عامًا حكومة تحصل على ثقة المجلس التشريعي الفلسطيني، وبالتالي سيكون هذا المجلس مرجعية الحكومة، ولن تكون مرجعيتها اللجنة المركزية لحركة فتح او الرئيس في الضفة الغربية أو المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة.

5. سيتوقف سيل التشريعات التي أغرقت المجتمع الفلسطيني، وتعود التشريعات الى صاحب الاختصاص الأول في العملية التشريعية وهو المجلس التشريعي الفلسطيني، كذلك لن يكون بمقدور حزب سياسي أو مؤسسة اهلية او شخص متنفذ أن يعطل اقرار تشريع بمفرده.

6. ستساهم الانتخابات في نشوء تكتلات انتخابية جديده لم تكن معروفة على الساحة الفلسطينية، وتحمل هذه التكتلات برامج انتخابية وسياسات تهتم بالشأن الاجتماعي والاقتصادي الفلسطيني التي تجاهلتها برامج الأحزاب السياسية.

7. سيكون بالإمكان محاربة الفساد للمرة الأولى، وأن لا يكون وجود مؤسسات محاربة الفساد والمساءلة مجرد واجهات ديكورية أو أدوات تستخدم للتصفيات الداخلية.

8. سيكون لدينا بيئة قانونية سليمة تستمح ببناء نظام قضائي فلسطيني مستقل عن سطوة السلطة التنفيذية.

9. سيكون لدينا نظام يمكن ان يعتمد على مقوماته الوطنية من خلال بسط سيادته على غذائه ومحاربته للاحتكارات وتحقيق العدالة الاجتماعية.

10. ستساهم الانتخابات في خلق تعبئة وطنية وشحن طاقات المجتمع الفلسطيني، وستساهم في تجديد العمق الجماهيري تجاه قضايانا الوطنية والاجتماعية.

11. لن يكون بمقدور اية قوة في العالم ان تنصب علينا حاكم بالقوة، فلدينا مجلس حكم منتخب بإرادتنا وبقرارنا الفلسطيني المستقل.

12. سنشعر للمرة الأولى بقيمة اننا فلسطينين، ولا سند لنا سوى أنفسنا، ويمكن أن تكون هذه الانتخابات مقدمة لبناء نظام ديمقراطي يشكل نموذج حقيقيًا في العالم العربية يستطيع أن يضع فلسطين في مقدمة الدول العربية، ويحول دون استمرار تلاعب الدول العربية فينا وجرنا إلى محاورها التي لا تخدم مصالحنا العليا.

لكل هذه الأسباب يجب أن نكون ايجابيين في تفكرينا تجاه الانتخابات، وأن نصد في هذه المرة بقوة، أية جهة تحاول التلاعب بنا وإفشال الانتخابات، وبإمكان الناس أن تختار ممثليها بحرية تامة، وأن نتعلم أن سياسة الاستثار بالسلطة وإنكار الآخر سياسة فاشلة، وعلينا أن نحمي بأجسادنا النظام التعددي الديمقراطي الذي يعبر عن أمل كل فلسطيني فينا، أما لغة الإحباط التي تسود لدينا غالبيتنا فهي اللغة التي تروجها عصابات الفساد والاحتكار فمصالحها تقضي بقاء الحالة التي نعيشها كما هي، لذا علينا أن نكون أقوياء وغير محبطين وأن نفكر كيف يمكن أن نشارك في صناعة مستقبلنا؟.

أعي أن الانتخابات لا تحمل حلاً سحريا لغالبية المشاكل التي نعاني بها، لكنني أجزم أنها فرصة، وأن بإمكاننا أن نستغل هذه الفرصة لتكون نحو البناء، ولتكون مقدمة لانتخابات رئاسية، وانتخابات المجلس الوطني، وأن تصبح لدينا نقابات منتخبة، إنها فرصة لانتفاضة جقيقية على واقعنا المؤلم، فلا يجوز أن نضيع هذه الفرصة، بل علينا حمايتها.