شبكة قدس الإخبارية

محللون: الاتفاق التطبيعي عارٌ وانصياع لكنه "لا يغيّر حقيقة الصراع"

119519159_2697197377161824_2710753135142948981_n

غزة- قُدس الإخبارية: عقب محللون سياسيون فلسطينيون، مساء اليوم الثلاثاء، على اتفاقية التطبيع بين الاحتلال والإمارات والبحرين، في واشنطن.

وشهدت واشنطن، رعاية حفل توقيع اتفاقية التطبيع بين الاحتلال ودولتين عربيتين، برعايةِ أمريكية، بدعوى التوصل إلى سلام، وهما لم يسبق لهما أن كانا بحالة قتال من الأساس.

عارٌ.. سيغسله الدم؟

وأجمع المحللون على أن الاتفاقية الموقعة، لا ترقى إلا لـ"اتفاقية عار وخيانة  لا تساوي الحبر الذي كتبت به"، وأنها قائمة على طعن القضية الفلسطينية في صدرها وعمقها لا في ظهرها فقط.

من جهته، اعتبر المحلل ياسر الزعاترة، أن اليوم أحد أيام العار. قائلًا: "دولتان عربيتان توقّعان "اتفاق سلام" برعاية كائن متصهيّن (ترامب)؛ اعترف بالقدس عاصمة للعدو، وبشرعية الاستيطان، وشطب قضية اللاجئين، مضيفًا: "توقّعان سلاما مع عدو في ذروة الغطرسة على كل صعيد، ويتوعّد بالهيمنة على كل المنطقة. للعار في كتاب التاريخ صفحات؛ وللبطولة صفحات".

وأردف: "ترامب يقول إن "هناك 5 أو 6 دول أخرى قد تنضم إلى توقيع اتفاقية مع إسرائيل قريبا"، لكنه تافه يستجدي رضا الصهاينة، ويظن أن مراهقته ستحسم صراعًا تاريخيًا بهذا الحجم"، متابعًا: "كثيرون طبّعوا بعد "أوسلو"، ثم فرض الدم الفلسطيني عليهم التراجع، وسيتكرر المشهد".

ليس سلامًا بل انصياعًا

وقال الكاتب والمحلل حسام شاكر إن التطبيع يقضي بانصياع الدول المطبِّعة لمنطق القوّة المفروضة في مركز الإقليم "فلسطين"، ورضوخها لسطوة الاحتلال ومكانته الاستراتيجية المتسيِّدة في قلب المنطقة، مضيفًا" اليوم صار نتنياهو كأنه ضابط الإيقاع الإقليمي أو "مايسترو" يقف في مواجهة عازفين يتبعونه بإخلاص في عواصم عربية.

وتابع بالقول: ليس هذا "التطبيع" سلاماً في حقيقته، فهو يعني انصياع هذه الدول لمنطق القوّة المفروضة ورضوخها لسيطرة الاحتلال على الأرض وإذعانها لمكانته الاستراتيجية في قلب المنطقة. ويقضي هذا "التطبيع" بإنهاء المشروعات السابقة التي قامت على أساس "الأرض مقابل السلام"، بما فيها مبادرة السلام العربية لسنة 2002.

وبحسب شاكر، فإن حملة "التطبيع" تأتي لتكريس استدامة الاحتلال في فلسطين ولتعزيز الاستعلاء الاستراتيجي الإسرائيلي، المدعوم أمريكياً، وهو ما يتّضح في التفوّق العسكري الذي لا ينبغي لأي من دول المنطقة أن تُنافس فيه القوة الإسرائيلية حتى لو أطلقت القنوات العربية أهازيج السلام على مدار الساعة.

حملة انتخابية واتفاقات عابرة

وعقّب المحلل عدنان أبو عامر بالقول إننا لسنا أمام سوى حملة انتخابية لرئيس يهتز عرش البيت الأبيض أسفل منه، ورئيس حكومة فاسد مفسد في "إسرائيل"، وبعض من ترتعد فرائصهم من تطورات المنطقة، "يحسبون كل صيحة عليهم".. كلهم أرادوا من القضية الفلسطينية سًلماً لهم، وجسرًا يحقق مصالحهم، ولكن أنى لهم ذلك، ففلسطين أكبر وأسمى وأبقى منكم جميعًا.

وأشار إلى أنه قبل توقيع الاتفاق التطبيعي اليوم، شهد العالم توقيع اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة، لكنهم لم يغيروا التاريخ، وبقيت فلسطين هي فلسطين، و"إسرائيل" عدوتها، الاتفاقيات عابرة، والفلسطينيون باقون.

من جهته، حذر الكاتب والمحلل صلاح النعامي، مما استعرضه اتفاق التطبيع، موضحًا أن وزير خارجية  قال لنتنياهو في حفل التوقيع: شكرا لك سيدي رئيس الوزراء لأنك أوقفت الضم، قائلًا: "لاحظوا استخدم "أوقفت" وليس "ألغيت" يعني مخطط ضم الضفة الغربية ما زال قائما وليس كما زعموا في السابق".